عكس انتظام انعقاد القمم الخليجية حرص قادتها على تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك والتعامل بواقعية مع التعقيدات الإقليمية والدولية التي تلقي بظلالها على المنطقة والعالم وبخاصة تنامي خطر التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي والذي تمدد مؤخرا وأصبح يشكل تهديدا كبيرا على منطقة الشرق الأوسط. وليس هناك شك أن تأكيد قمة الدوحة على تطابق وجهات النظر حيال ملف مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وأبرزها تنظيم داعش، أدانت الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، ليس ذلك فحسب، بل تشديدها على ضرورة لجم هذا الإرهاب عن طريق تكثيف وتنسيق الجهود، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي في إطار التحالف الدولي لمحاربة هذه الظاهرة بكل أشكالها وصورها.. يعكس حرص القادة على تحصين البيت الخليجي من الداخل ولجم التنظيمات الإرهابية واجتثاثها من جذورها. إن العمل الخليجي المشترك، والحفاظ على مسيرة مجلس التعاون التي استمرت نحو 33 عاما، ينبغي أن تكون الأولوية الأولى في أجندتها وهو ما كرسته قمة الدوحة، التي نجحت قبل أن تلتئم وتحقق النجاح بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومبادرته التي أطلقها في قمة الرياض الاستثنائية للم الشمل وتحقيق التضامن والمصالحة. وانطلاقا من ذلك، فإن تعزيز النجاح في مكافحة الإرهاب ولجمه، ينبغي أن تصاحبها مهمة أخرى لاتقل أهمية عنها ألا وهي لجم الإعلام الهابط الذي يساهم في إبراز هذه الظاهرة المقيتة. إن التعاطي الإعلامي مع هكذا ظواهر ينبغي أن يبنى على استراتيجية جديدة، تأخذ بعين الاعتبار تبشيع هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الخليجي والعربي والإسلامي والتي لا تمت للإسلام بصلة.. وعليه يجب الاستمرار في حشد الجهود الخليجية وتنفيذ قراراتها المتعلقة بتعزيز عمل المنظومة الخليجية الأمنية والاستمرار في دعم الجهود لمكافحة الإرهاب على المستوى الخليجي والعربي والعالمي.