الوزراء الجدد ليسوا غرباء على المسؤولية، فجميعهم تقلدوها في مواقع عديدة، وجميعهم واجهوا تحديات وعراقيل بيروقراطية في تنفيذ سياساتهم وتحقيق إنجازات إداراتهم السابقة، وبالتالي أنتظر منهم أداء أشبعته الممارسة خبرة ودراية ! المواطن ينتظر من الوزراء الجدد تحقيق النجاح وليس أقل من ذلك، هو لا ينظر لهم على أنهم أصحاب المعالي الوزراء، بل على أنهم مواطنون حملوا مسؤوليات عظيمة لتحقيق المصلحة العامة ! المواطن ينتظر من وزير الصحة أن يحسن من مستوى الخدمات الصحية، فلم تعد صحة المواطن المعتل تحتمل المزيد من الاجتهادات، يريد وزارة تداويه ولا تزيد أوجاعه، يريد سريرا عندما يحتاجه وموعدا لا يتأخر على آلامه ! المواطن ينتظر من وزير الشؤون الاجتماعية أن يفرض الانضباط على أداء دور الرعاية الاجتماعية بكل أشكالها، انضباطا يعيد الوجه الإنساني الذي غيبه قساة القلوب ممن ظنوا أن التعامل مع اليتامى والمعاقين يكون بالغلظة، وممن ظنوا أنهم يصرفون مساعدات الفقراء والمحتاجين من جيوبهم الخاصة ! المواطن ينتظر من وزير التعليم العالي ارتقاء بمستوى التعليم الجامعي ينشغل بالإنجازات المحققة على أرض الواقع لا الإنجازات الملمعة على صفحات الصحف، وتفهما لحاجات مبتعثينا المغتربين ومتطلباتهم ! المواطن ينتظر من وزير الثقافة والإعلام سياسة إعلامية حيوية تستوعب الحاضر بكل متغيراته تخاطب المتلقي بلغة اليوم لا الأمس، ونهضة ثقافية تكسر القيود النخبوية، وحراكا فنيا ينفض غبار المسارح ويؤسس لجيل لا تأسره الرياضة وحدها ! المواطن ينتظر من وزير الشؤون الإسلامية اهتماما بالمنابر لتخاطب أجيالا امتطت صهوة الزمن، وعناية بالمساجد ومرافقها تحفظ للمسجد مكانته التي يستحقها ! المواطن ينتظر من وزير الزراعة رؤية واضحة للسياسة الزراعية، تجعل من المزارع شريكا في تحقيق الأمن الغذائي بدلا من أن تتعامل مجرد تاجر بسطة للخضروات ! باختصار .. المواطن ينتظر من وزرائه الجدد أن يضبطوا ساعاتهم، فالوطن لم يعد يحتمل إضاعة المزيد من الوقت في رحلة الغد !