في تطور ينذر بدخول أزمة العسكريين المختطفين منعطفا جديدا، أعلنت قطر أمس وقف جهودها للوساطة من أجل الإفراج عن جنود لبنانيين خطفهم متشددون إسلاميون في أغسطس الماضي، وقالت إن مساعيها باءت بالفشل بعد قتل أحد الأسرى قبل أيام. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشر على موقعها على الإنترنت، إنها تعلن "عن عدم إمكان استمرار دولة قطر في جهود الوساطة لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الذين تم اختطافهم في أغسطس الماضي في محيط بلدة عرسال". مؤكدة أن القرار جاء نتيجة لفشل الجهود المبذولة وأعربت عن بالغ أسفها لمقتل الجندي اللبناني، وهو الرابع الذي يقتل من بين الجنود الأسرى. إلى ذلك، نفى الجيش اللبناني أمس ما تردد عن خطف جبهة النصرة السورية المعارضة عددا من جنوده في منطقة بريتال الحدودية مع سورية. ونفت القيادة في بيان أوردته الوكالة الوطنية للإعلام "ما جرى تداوله في شأن إقدام منظمة إرهابية على خطف عسكريين من الجيش". وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن ضابطا وثلاثة جنود لبنانيين خطفوا أول من أمس من مسلحين سوريين إثر عملية تسلل قام بها هؤلاء المسلحون إلى أحد مواقع الجيش اللبناني في منطقة بريتال التي تتبع قضاء بعلبك. وتحتجز جبهة النصرة 17 عسكريا لبنانيا، في حين يحتجز تنظيم الدولة سبعة آخرين منذ المعارك التي وقعت أوائل أغسطس الماضي في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية المحاذية لمنطقة القلمون السورية. وأعلنت مصادر من جبهة النصرة أمس عن تأجيل إعدام الجنود اللبنانيين الذين هددت بقتلهم في حال عدم إفراج السلطات اللبنانية عن نساء وأطفال كانت اعتقلتهم قبل أيام، وقالت مصادر النصرة إن تأجيل تنفيذ الإعدام يعود إلى مفاوضات قامت بها هيئة علماء المسلمين في لبنان. وكان التنظيم المتشدد أعلن الجمعة الماضية إعدام الجندي اللبناني علي البزال، ردا على عدم إفراج السلطات اللبنانية عن المعتقلة سجى الدليمي، الزوجة السابقة لزعيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي مع أحد أطفالها، وعلا شركس، زوجة أبوعلي الشيشاني القيادي في التنظيم. وأثار إعدام الجندي ردودا انتقامية واسعة، إذ قتل سوري وأصيب آخرون في اعتداءات متفرقة جلها في منطقة البقاع شرق لبنان. وأطلق مجهولون النار أمس على مخيم للنازحين السوريين بمنطقة بعلبك، وتسببوا في جرح شخصين. كما أشعل مجهولون النار في قرية مَشحة شمال لبنان، وأحرقوا خياما للاجئين سوريين. وردا على ما تعرض له اللاجئون من اعتداءات، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، روسيا بضرورة بذل الجهود مع حكومة لبنان لوضع حد لتفاقم التجاوزات في حق اللاجئين السوريين "التي قد تؤدي إلى تعريض لبنان لانتشار أعمال العنف بشكل أكبر" بحسب قوله، وأعرب لدى لقائه وفدا روسيا في إسطنبول أول من أمس عن حرصه على سلامة وأمن لبنان والشعب اللبناني. بدوره، دان الأمين العام للائتلاف، نصر الحريري، مقتل الجندي اللبناني على أيدي الجبهة، واصفا هذا السلوك بأنه "إجرامي وغير مقبول". وقال "سلوك الاختطاف عمل مناف لمبادئ القانون الدولي من أي طرف كان، ويؤدي إلى شحن اجتماعي غير محمود وربما يؤثر في أمان المنطقة ككل، ودماء اللبنانيين عندنا كدماء السوريين، فدماؤنا واحدة، والمجرم واحد، وما زال حتى الآن يعبث بمفردات الواقع الاجتماعي اللبناني والسوري من أجل تحقيق أجندة إيران الإرهابية في المنطقة".