قادني مشوار للعبور من أمام أحد المجمعات الطبية بالمدينة المنورة فتوقفت جانبا وأخذت أتمعن بالمباني والعمل الجاد فيما تبقي من مستشفيات ومرافق للمدينة الطبية، وبكل أمانة شعرت بألم يعتصرني. فهذه المليارات التي تصرف على ضخامة وفخامة الكثير من المباني الحكومية لا تؤتي أكلها وتذكرني كثيرا ودائما بالورد الصناعي فهو عادة ما يكون جميل المنظر ولكنه لا يحمل أي رائحة. نعم، ضخامة المبنى وسعته مهمان ولكن الأهم جوهره وهل سيؤدي الخدمة المرجوة منه أم لا، فإن اجتمع للمظهر الجوهر وفرت الخدمة المأمولة هنا نقول إنه إنجاز متكامل. فكم من المستشفيات شيدت وكلفت صندوق الدولة أموالا طائلة ولكن ما زال المواطن المحتاج للعناية الطبية ينتظر بالشهور الطويلة لإيجاد سرير شاغر ولا تزال مواعيد مراجعة الأطباء أو عمل أشعة تحتاج إلى مدة مماثلة. كما أننا إلى الآن رغم ضخامة مباني وزارة الصحة فتركيزنا منصب على العلاج فقط ولا نهتم بالبحوث الصحية إلا على نطاق ضيق جدا وهذا سببه أن أصحاب التخصصات الطبية نسوا مهنتهم وتسابقوا على لقب مدير وسكرتارية. الخدمات الصحية بالمنطقة ما زالت أيضا تتركز في الكم وليس بالكيف ولا يخلو حديث أو نقاش بين المواطنين سوى استغرابهم لكمية الدعم المبذول من قبل الدولة وتوفير الأدوات وسط غياب كلي لظهور بوادر تقدم أو تحسن بها. المواطن: سالم سليم الثقفي