سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. سمعنا مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد، ونحن نقول فوائد قوم عند قوم مصائب. فالماء نعمة الحياة، والماء والخضرة والوجه الحسن أجمل مكونات الحياة، قال تعالى في كتابه الكريم: ((وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ))، فلولا الماء لما كان على وجه الأرض حياة. ولنقف عند الماء وأهميته في حياتنا بشكل عام من خلال المطر خاصة، وإننا نعيش في بيئة صحراوية يقل فيها تساقط المطر، ويندر فيها النبات، فنفتقده ونسارع إلى صلاة الاستسقاء طلباً لنزوله، وإذا نزل نهرع إلى منازلنا لحماية أنفسنا من سيول وفيضانات تؤدي إلى حوادث الطرق، والتماسات الكهرباء، وفيضانات البواليع، والانهيارات سواء في المباني أو الجسور، ونسارع إلى سد الفجوات في منازلنا ووضع الأوعية في أماكن التسريب وفي كل الحالات كيلا نغرق. كنا نفرح بنزول المطر، ولكن «كان» فعل ماض مبني على الفتح، فلم نعد نفرح لأنه أصبح يشكل لنا في بلادنا كارثة طبيعية، مآسي وقلقا وتوترا، وخلافات ونزاعات بين مديري العمل والموظفين، والطلبة والمدرسين بسبب التأخر عن العمل أو المحاضرة، تغرق منازلنا وشوارعنا ومدارسنا ومجمعاتنا التجارية لتكشف لنا عن الغش التجاري في البناء، والفساد في البنية التحتية. نعتكف في منازلنا وكأن هناك خطرا يهددنا لو فكرنا في الخروج، ونرى في دول أجنبية تهطل عليها أمطار بصورة يومية في فصل الشتاء؛ يخرج الناس ويمارسون حياتهم اليومية لا صعوبة في المشي ولا في التسوق ولا في السياقة، والسبب بسيط جداً هناك اختراع بسيط اسمه «مجارٍ» على جانبي الطريق عجز عن تنفيذها آخرون في بلادنا. كل يوم نرى حفريات جديدة اعتدنا على رؤيتها والتعايش معها، واعتدنا الوصول بمشقة نصف ساعة بدلاً من خمس دقائق، طرقات مسكرة، ومحلات تجارية متضررة من جراء الحفريات، وتحويلات تعيق السير، وطرقات يعاد رصفها، وطرقات يعاد حفرها لخطأ ما أو لفكرة جديدة طرأت على المسؤول، ربما حلم بها ولكن لا يشملها تحسين البالوعات وجعلها أكثر أماناً أو عمل مجارٍ على جانبي الطريق!!، كيف له أن يفكر بها ولم يشملها دليل التصميم الهندسي للطرق المعتمد من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، والذي فكر في أن الميل الجانبي للطريق غير مرغوب فيه لما يمكن أن يسببه من تأثير على المركبة وإمكانية انسياقها إلى الحافة الهابطة للطريق، ولم يفكر في أن تجمع مياه الأمطار مكوناً بركا وبحيرات يسبب كوارث أكثر من ذلك!! فهل تنفيذها أصعب من اختراع الذرة؟؟.