تتكون المدينة من مجموعة من المباني سواء كانت حصوناً أو آطاماً وما يلحق بتلك المباني من أسواق وشوارع، وورد اسم المدينة –أيّ مدينة– في القرآن الكريم؛ قال تعالى: (وقال نسوةٌ في المدينة)، وقد خُصت المدينة النبوية باسم المدينة، ولا توجد مدينةٌ يطلق عليها اسم المدينة سواها، وهو اسم عميق الدلالة، وقد ورد اسم المدينة أي: المدينة المنورة، عدة مرات في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ) الآية (التوبة: 120)، كما ورد اسم المدينة على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيراً، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرتُ بقريةٍ تأكل القرى، يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكيرُ خبث الحديد) متفق عليه، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها». متفق عليه، واسم المدينة يرد على ألسنة الصحابة كثيراً، كما ورد في كتب السنّة المشهورة، ففي صحيح البخاري -كمثال- ورد اسم المدينة أكثر من (580) مرة، وفي صحيح مسلم أكثر من (300) مرة، وفي كتب الحديث التسعة بما في ذلك الستة المشهورة ورد أكثر من (2130) مرة، لذا فإن اسم المدينة هو اسم العلم المتبادل بين الناس للمدينة النبوية، وأصبحت المدينة بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- منطلق الثقافة بمعناها الواسع، كما تنصهر الثقافات والحضارات وتتصل جسور التواصل بين الأسر والجماعات داخل المدينة المنورة سابقاً وحالياً، مع احتفاظ بعض الأسر بثقافتها وبلغتها وعاداتها الاجتماعية، ولكن ضمن الثقافة الإسلامية التي انطلقت من المدينة المنورة مبكراً. دارُ الحبيبِ أحقُّ أن تهواها وتحنُّ من طربٍ إلى ذِكراهَا مَعْنَى الجَمالِ مُنَى الخَوَاطِرِ والّتي سَلَبَتْ عُقُولَ العَاشِقِيْنَ حُلاهَا لا كالمدينة منزلٌ وكَفَى بِهَا شَرَفاً حُلُولُ محمدٍ بفِنَاهَا