صحيح ان الحظ يلعب احيانا دورا كبيرا في سيرة بعض المباريات تحت عنوان - ان الفريق لم يكن بيومه- وهذا ما تؤكده اغلب حوادث ذلك اليوم من فرص ضائعة بصورة لا تصدق، بالنسبة لفريق معين فيما تسجل اهداف صعبة التحقق لفريق اخر ، مع ان الحظ لا يعتمد كمعيار او مبرر مهما كانت مؤكداته واضحة ، الا ان خسارة البرشا امام اتلتيكو بلباو برباعية ثقيلة لا يمكن ان تصدق او تتوقع من قبل كل خبراء اللعبة وجهابذة التوقع والتكهن فيها، اثبتت ان اخطاء كبيرة على المستوى التكتيكي والتكنينكي قد حدثت ، خصوصا بخطي الدفاع والوسط الذي بدى تائها عاجزا ميتا بلا اعمدته الاساسية، وهذا خطا جديد ارتكبه المدرب انريكي الذي بدأ المباراة بادخال خمسة لاعبين يعدون من الاحتياط في البرشا ( بيدرو ، وادريانو ، ورافينا ، وربرتيس ، وبارتا ) مما جعل الفريق مهلهل وهو يواجه فريقا صعبا قويا لاسيما على ارضه وبين جماهيره ، وهذا ما يضفي العجب على سياسة وطريقة لعب انريكي الذي يعي تماما حجم وقوة اتلتيكو بلباو على ارضه، مما يعني تثبيت قاعدة غلطة الشاطر بالف، وما يمكن ان يتبعها ويتحمل تبعاتها المحتملة على المستوى الاني والبعيد ، خصوصا بعد رباعية سابقة بايام من قبل اشبيلية.. في الحقيقة الاحصائية والفعلية فان مرمى البارسا تلقى ثمانية اهداف خلال مباراتين متتاليتين وامام فريقي اشبيلية وبلباو، في هشاشة واضحة للدفاع والوسط ، في امر لم يحدث في برشلونة منذ اربعة عشر عاماً، في 8 ابريل 2001 لعب برشلونة ضد نادي فياريال على ملعب المادريغال وانتهت بتعادل (4-4) ، وبعد ستة ايام فقط تعادل مرة اخرى برباعية امام سرقسطة على ملعب الكامب نو.في مفارقة تاريخية تستحق الذكر والتوقف والمقارنة لاغراض المعالجة والافادة من كل الوقائع وان كانت مؤشرات تاريخية .. ومع ان اللوتشو يريد اراحة لاعبيه والحفاظ عليهم قبل بداية المنافسات هذا الموسم، فقد اراح عددا من اللاعبين الذي لعبوا ضد اشبيلية، والاسباب واضحة، الارهاق، وقد بدا برشلونة غير منظم بشكل رئيسي ومشتت الذهن بسبب عودة اشبيلية في النتيجة خلال مباراة السوبر الاوروبي، وهنا وجد بيلباو نفسه، واقترب من اللقب. ربما يتركز النقاش الآن حول ما إذا كان لويس انريكي مستاء جداً من تنظيم الفريق مع هذه المداورة والتغييرات، وهنا يجب التذكر ان برشلونة عاد في نهاية الموسم وحصل على الثلاثية، وعلى الرغم من الحماس للحصول على ستة القاب لبرشلونة، ولكن يجب ان نعرف ان هدف اللوتشو هو جلب الالقاب العظيمة هذا الموسم، وهذا هو الأهم. الفوز بثلاثة أو أربعة أو حتى خمسة ألقاب، ليس امراً سيئاً للغاية، في حال تمكن بيلباو من خطف السوبر الاسباني من برشلونة، ولا يوجد ناد تمكن من الحصول على السداسية سوى برشلونة 2009، لذلك الامر واضح جداً، انريكي يريد منع اجهاد لاعبيه، ولكن نتيجة (4-0) تكشف عن بعض العيوب في الاسماء البديلة، وعليهم ان يحسنوا وضعهم كي لا يجلسوا كثيراً على مقاعد البدلاء، والان هي فرصة مواتية للاستيلاء على مكان في التشكيلة الاساسية ومعرفة من يستحق ان يدخل المداورة، بفلسفة قد تكشف العيوب بشكل مبكر، خير من تقع في فخها اثناء المنافسات، وقد ظهرت بعض الاسماء ضعيفة غير قادرة على تحمل اسم البرشا، مما يعني على الادارة وانريكي ان يعيدا حساباتهما سريعا في التقييم وربما حتى بالتعاقد خلال المدة المتبقية وهي قصيرة جدا ..