×
محافظة المنطقة الشرقية

حادث مروري يودي بحياة أربعة من أبناء مدير جامعة الجوف

صورة الخبر

تقول القصة: إن إحدى السفن الكبيرة ظلت جاثمة على الشاطئ لمدة طويلة، بعد أن حدث بها عطل لم يستطع أحد اكتشافه، مع أن أصحابها لم يتركوا خبيرا بالبلدة إلا واستعانوا به، حتى احضروا في النهاية رجلا عجوزا يعمل في إصلاح السفن منذ أن كان شابا يافعا، حضر إلى الموقع وهو يحمل في يده حقيبة أدواته، وعندما باشر العمل فحص المحرك بشكل دقيق، من القمة إلى القاع، كان هناك اثنان من أصحاب السفينة يراقبانه راجين أن يعرفا ماذا يفعل لإصلاح المحرك، وبعد الانتهاء من الفحص ذهب الرجل العجوز إلى حقيبته وأخرج مطرقة صغيرة وبهدوء طرق على جزء من المحرك فاشتغل وعاد إلى الدوران من جديد!! بعناية تامة أعاد ذلك الفني الخبير والمخضرم المطرقة إلى مكانها، وبعد أسبوع استلموا أصحاب السفينة فاتورة الإصلاح من الرجل العجوز وكانت عشرة آلاف دولار!؟ ماذا!؟ هكذا هتف أصحاب السفينة، هو بالكاد فعل شيئا، لذلك كتبوا للرجل الخبير ملاحظة تقول: رجاء ارسل لنا فاتورة مفصلة، فأرسل لهم الفاتورة كالتالي: الطرق بالمطرقة: دولاران، أما معرفة أين تطرق: 9998 دولارا!! في الواقع أن سفن أحلام الكثير من المواطنين لا تزال رابضة في مكانها منذ سنين عديدة لم تبرح شاطئ واقعهم، وكل ما يحلمون به أن تدور محركات سفنهم ليتمكنوا من الإبحار ومواجهة الأمواج العاتية، إنهم لا يملكون الدخل الكافي لمواجهة أعباء المعيشة المتراكمة، إنهم لم يتحصلوا بالرغم من كافة الوعود والإجراءات الطويلة على السكن أو الأرض أو حتى القرض، كما وأن القضايا البسيطة والمعلقة التي يقعون فيها مع الغير بحسن نية تأخذ كل وقتهم وتشغلهم عن الالتفات لبقية همومهم والتفرغ لقضاء احتياجاتهم الماسة والضرورية!؟ نحن لا ننكر أن هناك جهدا يبذل للكشف عن مكامن الخلل وسد كافة الاحتياجات اللازمة لضمان حياة شريفة وكريمة لكل مواطن، ولكن كما يقال: إذا كان الجهد مهما، فإن معرفة أين تبذل الجهد هو الأهم. وهذا ــ للأسف الشديد ــ ما ينقصنا، فحتى اليوم ومع تعاقب كل الخبراء لم نجد من يكتشف لنا الطريقة المباشرة التي يمكن معها وضع حد أدنى للأجور، لم نجد من يبتكر طريقة مبسطة للحصول على مسكن خاص بعيدا عن قوائم الانتظار الطويلة وبعيدا عن الدخول لبوابات إلكترونية معقدة وتعبئة استمارات متفرعة لا تنتهي، كذلك لم نجد من يسهل إجراءات التقاضي على أرض الواقع بعيدا عن تعديل الأنظمة، والتي لا تكفي لوحدها ولا تغني من الأمر شيئا ما دامت العقول المنفذة كما هي وما دامت البيروقراطية والروتين هي السائدة!! إننا، وباختصار شديد، نحتاج في أغلب شؤون حياتنا إلى خبراء متمكنين يختصرون الوقت والجهد، ليكتشفوا لنا موضع الخلل، ويقدموا لنا الحلول الناجعة والعاجلة، حتى تسير سفن أحلامنا وتعبر بحار الحياة العميقة.