تنطلق اليوم حملة أسبوع النزيل الخليجي الموحّد الثالث لهذا العام اعتباراً من (15– 18) من صفر 1436ه، الموافق (7–10) ديسمبر2014م، وذلك تحت شعار «خذ بيدي نحو غدٍ أفضل». وتُنفَّذ الحملة في جميع مناطق ومحافظات المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، مستهدفة كبار الشخصيات، ورجال الأعمال وكبار التجار، والشركات والبنوك والمؤسسات التجارية، والموظفين في القطاعات الحكومية والخاصة، والعاملين في الهيئات والمؤسسات الخيرية، والمعلمون والمعلمات في القطاعات التعليمية، والشباب في المدارس والجامعات والكليات، والنساء والفتيات في المدارس والجامعات والجمعيات النسائية، وكافة شرائح المجتمع الذين يمكن من خلالهم إيصال رسالة الحملة. ويشارك في الحملة، وزارات الداخلية، والتربية والتعليم، والثقافة والإعلام، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، والهيئة العامة للطيران المدني، وأمانة منطقة الرياض، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وشركة الاتصالات السعودية، وشركة زين للاتصالات، وشركة موبايلي للاتصالات، واللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم». ويُنفَّذ أسبوع النزيل الخليجي الموحد بشكل سنوي في نهاية كل سنة ميلادية بجميع دول مجلس التعاون الخليجي، ويحمل شعارا ورسالة موحدة تتغير كل عامين، وتأتي هذه الحملة بعد موافقة أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم ال (29)، وإقرار توصيات مديري المؤسسات العقابية والإصلاحية في دول المجلس في اجتماعهم ال(18) بشأن إقامة أسبوع النزيل الخليجي الموحد على مستوى دول المجلس، بحيث تشارك في أوجه نشاطه وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع، لتوعية المجتمع بأهمية احتواء السجناء وأسرهم، وتكاتف الجميع في سبيل إصلاح السجين وإعادته لمجتمعه عضواً نافعاً -بإذن الله تعالى-. وتهدف حملة أسبوع النزيل الخليجي الموحّد الثالث إلى توعية كافة شرائح المجتمع بأهمية رعاية واحتواء نزلاء السجون والإصلاحيات، والأخذ بأيديهم إلى سبيل الصلاح، وأنَّهم إخوة وأخوات لنا، زلت بهم القدم نتيجة لعدة عوامل ساهمت في جنوحهم نحو ارتكاب سلوكيات غير سويّة يشترك في المسؤولية عنها كل من الأسرة، والمدرسة، والمجتمع المحلي «الحي والجيران والمسجد والأصدقاء والأقارب»، ووسائل الإعلام وتقنية الاتصالات. ومن هذا المنطلق فإنَّ جميع هذه الجهات يجب أن تكون مساهمةً ومسؤولة عن إصلاحه، شأنه شأن المريض، الذي له حق العلاج حتى شفائه، كما أنَّ للسجين على أسرته وأقاربه وأصدقائه حق المداومة على زيارته خلال فترة سجنه؛ للشدّ من أزره وإشعاره أنَّه فرد منهم رغم ما بدر منه، مع التذكير بأنَّ أحدث نظريات الدفاع الاجتماعي ضد الجريمة أصبحت تنظر للمجرم على أنَّ -شأنه شأن المجتمع- يُعد ضحية للظاهرة الإجرامية، ويجب أن تتضافر الجهود لإصلاحه ورعايته، مع التنويه إلى الحديث النبوي الشريف: «كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون». كما تهدف هذه الحملة إلى التأكيد على أنَّ المفرج عنهم يظلون إخوة لنا، ومواطنين لهم كامل حقوق المواطنة، وأنَّ لهم الحق في تجنيبهم صدمة الإفراج، وحمايتهم من التعرّض للنبذ الاجتماعي أو الأسري، وإيضاح مدى خطورة إهمال برامج الرعاية اللاحقة للمفرج عنهم، أو وجود قصور في تصميمها أو آلية تنفيذها؛ لصلة ذلك بتفاقم ظاهرة العود إلى الجريمة، مع التأكيد على الآثار الاقتصادية لبطالة المفرج عنهم على اقتصاد الوطن، إلى جانب انعكاساتها السلبية نفسياً واجتماعياً واقتصادياً على السجين وأسرته. وتهدف الحملة أيضاً إلى التعريف بمعاناة أسر السجناء في ظل غياب عائلهم، وأنَّهم ضحايا لا ذنب لهم فيما بدر منه، والتأكيد على أنَّ أسر السجناء أمانةً في عنق كل فرد من أفراد المجتمع لحين عودة عائلهم إليهم، مع الحث على ضرورة احترام مشاعرهم وعدم تعريضهم لوصم أو تحقير لهذا السبب. وقد قادت الظروف المجتمعية والمالية الصعبة وارتكاب بعض الأخطاء الناتجة عن ضغوطات مختلفة بعض النساء إلى البقاء خلف قضبان سجن النساء بحيّ «الملز» في العاصمة «الرياض»، إلاَّ أنَّ المديرية العامة للسجون لم تغفل عن الاهتمام بالجانب الإنساني لهؤلاء النساء، ممَّن تختلف ظروف وأسباب ارتكابهنَّ لبعض الأعمال، التي كانت سبباً فيما هُنَّ فيه حالياً، حيث اهتمت المديرية بالجوانب الترفيهية والإبداعية، لمساعدتهن على تمضية فترة محكوميتهنّ واستغلالها بالشكل الأمثل، من خلال تطوير مهاراتهنّ واكتساب الخبرات الكفيلة بتأهيلهنَّ لسوق العمل، إذ تعاقدت المديرية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، لفتح قنوات تدريبية في شتى المجالات بما يتناسب مع المستوى التعليمي للنزيلات. وخصصت المديرية دورات للمتعلمات وأخرى للأميّات، إلى جانب الاهتمام بالأعمال اليدوية والمهنية والحرفية، كما لم تغفل المديرية أيضاً عن تعليم النزيلات، بدءاً بصفوف محو الأمية وانتهاءً بالدراسات العليا، وكذلك إيجاد بيئة صحية لهنّ، إضافةً إلى توفير عيادة طبيّة متكاملة للنزيلات تعمل على مدار ال(24) ساعة يومياً. وزارت «الرياض» سجن النساء بحي «الملز»، والتقت بمديرة سجن النساء وعدد من الباحثات والنزيلات لتكشف بذلك جانباً من الجهود التي تبذلها المديرية العامة للسجون في سبيل الاهتمام بالنزيلات وتوفير بيئة إيجابيّة متكاملة، وذلك بما يتواءم مع توجّهات دولتنا –أيَّدها الله-، وتطلّعات وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير «محمد بن نايف». بحوث اجتماعية وقالت «أمل خضر» -مديرة سجن النساء-:»نعمل على توفير عدد من الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية والإصلاحية والتدريبية، إلى جانب تقديم خدمات التعليم والإرشاد والوعظ وإلقاء المحاضرات»، مُضيفةً أنَّ لدى المديرية العامة للسجون أكثر من (18) باحثة اجتماعية واختصاصية نفسية يعملن على إعداد البحوث الاجتماعية، ودراسة الحالة النفسيَّة للنزيلات، في محاولةٍ لمساعدتهن على التأقلم مع المكان، خاصةً حينما تكون المرّة الأولى، التي تدخل فيها النزيلة إلى الإصلاحية. وأضاقت أنَّ المديرية متعاقدة مع «وزارة الصحة» في توفير طبيبات لعيادة الإصلاحية، لتقديم الخدمات الصحية لهن، وفي حال كانت حالة النزيلة تستدعي العلاج خارج الإصلاحية، كإجراء عملية جراحية أو تلقّي علاج نفسي مكثف، فإنَّه يتم تحويلها للمستشفيات الكبرى خارج الإصلاحية، موضحةً أنَّ عدد النزيلات السعوديات قليل جداً مقارنة بعدد النزيلات الإجمالي، لافتةً إلى أنَّ الإصلاحية تحرص كثيراً على دور الاختصاصيات الاجتماعيات والنفسيات في التواصل مع النزيلة، لاسيما العنيفة منهنّ. برامج تدريبية وأشارت «أمل خضر» إلى أنَّه يتم في هذه الحالة تقريب وجهات النظر بينهن وبين ذويهن، مؤكدةً على أنَّ إدارة السجون لا تحاسب النزيلة أيّاً كانت جريمتها، بل تتعامل معها كإنسانة فقط، مُشيرةً إلى أنَّ هناك حالات لفتيات يرفض أهاليهنّ استلامهن لعدد من الأسباب، ومن بينها أن تكون الابنة مريضة نفسية وتهرب باستمرار والأم شخصيتها ضعيفة، فتُفضِّل الأسرة أن تبقى الفتاة في الإصلاحية، كما أنَّ هناك فتيات متمردات على عادات الأهالي فيعتقد بعض الأهالي أنَّ جلوس الفتاة في السجن عقاب لها، وهذا خطأ كبير. وتساءلت، كيف سيتقبّل المجتمع النزيلة طالما أنَّ الأهالي يرفضون استلامها من الإصلاحيات؟، وأضافت أنَّ الرفض في بعض الحالات يكون من قبل النزيلة نفسها، حيث لا ترغب بالخروج مع ذويها، فيتم نقلها إلى «دار الضيافة» في «وزارة الشؤون الاجتماعية»، ويتم معالجة الأمر هناك من قبل الدار، مؤكّدةً على أنَّ جميع البرامج متاحة للجميع، حيث إنَّ هناك برامج تمَّ تنفيذها بناء على طلب النزيلات، موضحة أنَّ المديرية تحرص على توفير الدورات، التي يحتاجها سوق العمل، لإعانة النزيلة حال خروجها على إيجاد مهنة لها، إلى جانب تنفيذ عدد كبير من دورات تطوير الذات عن طريق الجامعات والمدربات المعتمدات، وذلك من خلال ورش عمل لمدة يومين وثلاثة أيام. مديرة السجن: كيف سيتقبّل المجتمع النزيلة وأهلها يرفضون استلامها؟ النزيلات الجديدات وأكَّدت «هند الصفيان» -أخصائية نفسية- على أنَّه يتمّ مراعاة حال النزيلة التي تدخل السجن للمرة الأولى، حيث تكون حينها غير متقبّلة للمكان ومصدومة من الواقع، فتحاول الاختصاصيات بداية كسر حاجز الرهبة لديها وجعلها تتقبل المكان، ومن ثمَّ تحديد مشكلتها من خلال الجلسات المتكررة، إلى جانب تحديد وضعها النفسي، مُضيفةً أنَّه في حال اكتشاف أنَّها مريضة، فإنَّه يتمّ إعداد التقرير اللازم، ومن ثمَّ إحالتها إلى مستشفى الصحة النفسية ومتابعة حالتها ووضع خطة لعلاجها. وأضافت أنَّ الاختصاصيات النفسيات حريصات على نفسية النزيلة، حيث يخصصن عنابر للسعوديات وأخرى لغير السعوديات، مع مراعاة نوعية القضايا في العنبر الواحد. برامج تدريسية ولفتت «سميرة عابد» -مديرة مدرسة سجن النساء- إلى أنَّ البرامج الدراسية متاحة لجميع النزيلات السعوديات، موضحةً أنَّه بحكم أنَّ غالبية النزيلات أميَّات وغير متعلمات، فإنَّ البرامج الدراسية النشيطة، هي: برامج محو الأمية والمرحلة المتوسطة، بيد أنَّ ذلك لا يمنع أنَّ جميع المراحل الدراسية متوفرة، ابتداءً من محو الأمية، حتى برامج الدراسات العليا، مبيّنةً أنَّ «وزارة التربية والتعليم» تلحق نزيلات التعليم العام ببرامج الانتساب وتوفر لهنَّ الكتب الدراسية، وتزودهنَّ بالجداول، وتختبرهنّ داخل قاعات السجون الدراسية. وقالت إنَّ الحال يختلف قليلاً مع منسوبات محو الأمية، حيث إنَّه يتمّ تعليمهنّ يومياً لمدة ساعتين من قبل مدرسات التربية والتعليم، مُضيفةً أنَّه يتمّ مساعدة النزيلات في حال تعثرن في درس معين أو طلبنا استيضاحا بعينه حول أمر ما، مُشيرةً إلى أنَّه يتم تهيئة المكان للنزيلات في حال رغبن بالمذاكرة بهدوء طوال فترة الصباح، موضحةً أنَّ جميع التخصصات متاحة لهنّ. أشغال يدوية وأشارت «فاطمة الحضيف» -مدربة خياطة- إلى أنَّ النزيلات يقبلن على الأشغال اليدوية وحياكة المفارش ومشغولات الصوف، مُضيفةً أنَّه يتمّ الحرص خلال التدريب على تأهيلهنَّ لسوق العمل، من أجل إعانتهنَّ على الحصول على وظيفة بعد انتهاء محكوميتهنَّ، مُبيّنةً أنَّه يتمّ تخصيص دورة كل ثلاثة أشهر، إذ تكون مقتصرة فقط على السعوديات، حيث يتمّ منحهنَّ مكافأة شهرية تبلغ (450) ريالاً لكل نزيلة، وذلك بهدف حصولهنَّ على شهادة تعينهنَّ على التوظيف حال خروجهنّ. وأكَّدت على أنَّ العمل في الورش متاح لجميع النزيلات، سواء السعوديات أو غير السعوديات، مشيرةً إلى أنَّ النزيلات يعملن على خياطة ملابس النزيلات والعاملات، إلى جانب حياكة الملبوسات الخاصة بالمهرجانات، وكذلك القمصان، باستخدام خامات توفّرها «المديرية العامة للسجون». فقدان الأمل والتقت «الرياض» كذلك بعدد من النزيلات المستفيدات من برامج «المديرية العامة للسجون»، حيث قالت النزيلة «ز.س» -سيدة أعمال-:»أنا أُقيم داخل الإصلاحية منذ ثلاثة أعوام ونصف، ودخلت إلى هنا بسبب منازعات مالية بين الشركة التي أعمل بها وأحد البنوك»، مُضيفةً أنَّ لحظة الدخول كانت صعبة عليها كثيراً، موضحةً أنَّ إحساسها بالخيبة وفقدان الأمل جعلها لا تتقبّل المكان بسهولة. وأضافت أنَّ لقاءاتها مع الاختصاصيات جعلتها تشعر أنَّه يجب عليها ألاَّ تستسلم، وأن تعمل على الإفادة من وقتها وانتهاز الفرصة لتطوير مهاراتها في «الحاسوب» واكتساب مهارات أخرى، مُشيرةً إلى أنَّها حضرت دورات في الرسم وال «كوروشيه» والرسم على الزجاج، إلى جانب إفادتها من المكتبة في القراءة، وكذلك الحصول على دورات بسيطة في تغليف الهدايا وتنسيق الزهور. وأوضحت أنَّ بعض الدورات فتحت لها الآفاق لتنفيذ عدد من المشروعات في المستقبل، لافتةً إلى أنَّها استطاعت تكوين فكرة عن احتياجات سوق العمل، وذلك من خلال مطالعتها للصحف المحلية، إلى جانب احتكاكها ببعض النزيلات البسيطات، ممَّن قادتهن الحاجة للطريق الخاطئ، مؤكّدةً على أنَّها فكرت في إيجاد فرص وظيفية لهذه الفئة حال خروجها من الإصلاحية مستقبلاً. علاج نفسي ولفتت «س.ن»، إلى أنَّها تقيم في الإصلاحية منذ عامين ونصف، وذلك بسبب ضلوعها في جريمة قتل، مُضيفةً أنَّها التحقت بدورات تعليم «الكمبيوتر» والرسم و»السيراميك» ودورات في تنسيق الزهور و»الماكياج» ودورات «الكوروشيه» ودورات الخياطة، موضحةً أنَّها دخلت إلى الإصلاحية وهي مريضة نفسياً، حيث لم تكن واعية كثيراً للمكان، الذي دخلته ولم يكن لديها أيّ شعور تجاه السجن. وأضافت أنَّ لديها تقارير طبية من مستشفى «شهار»، موضحةً أنَّها بعد أن خضعت للعلاج النفسي المكثف، إلى جانب جلوسها مع الاختصاصيات والباحثات تحسّنت حالتها كثيراً، مُشيرةً إلى أنَّها اكتشفت أنَّ السجن ليس سيئاً كما يتصوّر البعض، لافتةً إلى أنَّ الدورات التدريبية، التي تلقّتها حفزتها للخروج من السجن وأن تُكمل مشوارها التعليمي الذي بدأته داخل السجون، مُبيّنةً أنَّها أحبت كثيراً دورات مشغولات «السيراميك»، حيث ستحرص -بإذن الله- على ممارستها حينما تخرج من الإصلاحية. معاناة النزيلات وقالت «ن.ع»:»أُقيم داخل الإصلاحية منذ حوالي سنة وسبعة أشهر، وذلك بسبب منازعات مالية، وكنت أدخل إلى السجن سابقاً كسجانة، والآن أصبحت مقيمة به كسجينة»، مُضيفةً أنَّ الأمر كان صعباً عليها في البداية، إلاَّ أنَّ ما خفَّف من وطأته هو أنَّ دخولها إليه كان بسبب قضية مالية لشركتها، التي أسستها، وليس نتيجة قضية تخجل منها، مُشيرةً إلى أنَّها مؤمنة بأنَّها لو لم تتعثر، فإنَّها لن تنجح، موضحةً أنَّها في حال خروجها -بإذن الله- ستعمل على إكمال مسيرتها في شركتها الخاصة. وأكَّدت على أنَّها تأهلت داخل الإصلاحية من خلال العديد من الدورات، التي حصلت عليها، وكانت على مستوى عالٍ جداً، حيث رفعت معنوياتها كثيراً، مُشيرةً إلى أنَّ هذه الدورات والبرامج، التي تنفذها السجون تخفف من معاناة النزيلات بواقع (50) تقريباً، مُضيفةً: «عندما نبقى داخل ورش العمل من الصباح إلى الظهيرة وننهمك في العمل ننسى همومنا»، لافتةً إلى أنَّ المديرية لم توفر دورات مهنية فقط، بل وفرت للنزيلات مُحفّظات للقرآن الكريم. وبيَّنت أنَّها التحقت بدورتين لحفظ القرآن الكريم، إلى جانب دورات الخياطة، التي أحبّتها كثيراً، خاصةً أنَّها تمتلك مشغلاً نسائياً، موضحةً أنَّها لم تكن تملك الوقت الكافي في السابق لتتعلّم المهارات الجديدة، بيد أنَّها تفرّغت لنفسها حالياً، مُشيرةً إلى أنَّها فكرت في أكثر من مشروع وهي داخل الإصلاحية، حيث ستعمل على تنفيذها في المستقبل. تطوير الذات وأيَّدتها الرأي «ف.ي» -سيدة أعمال-، مُضيفةً أنَّها تقيم هنا منذ عامين وسبعة أشهر تقريباً، وذلك بسبب منازعات مالية، مُشيرةً إلى أنَّها راضية بقضاء «الله» وقدره، وأنَّ ما أصابها هو فضل من «الله» –عزَّ وجلّ، مُبيّنةً أنَّ الدورات التدريبية داخل الإصلاحية ساعدتها كثيراً في تجاوز محنتها وأعطتها المُحفّز لتعمل لنفسها، مؤكدةً على أنَّ دورات تطوير الذات أفادتها كثيراً، خاصةً أنَّها متخصصة في هذا المجال وكانت تُقدّم دورات خارج السجن، موضحةً أنَّها تحاول نقل خبراتها لزميلاتها. وأشارت إلى أنَّ المشغل غير نفسيتها كثيراً وجعل وقتها يمضي دون أن تشعر بأيّ ملل، مُضيفةً أنَّها تقضي نصف يومها في المشغل، بينما تقضي جزءًا كبيراً من اليوم في تأليف كتابها، الذي سيرى النور قريباً -بإذن الله- حال خروجها، مُبيّنةً أنَّ الكتاب سيحمل اسم «قصة حياتي، طيّاتها فخري واعتزازي»، لافتةً إلى أنَّها كانت تقضي وقتها سابقاً في عمل «الإكسسوارات» ونجحت في تدريب كثير من زميلاتها بشكل ودي، مؤكدةً على أنَّ هذه الدورات فتحت لها الآفاق، وجعلتها تبدأ بوضع الخطط لدراسات جدوى أحد المشروعات وتسليمها لأحد وكلائها للبدء في تنفيذه. وأضافت أنَّ هناك مشروعا خاصا بشركتها ستعمل على تنفيذه عند خروجها من الإصلاحية -بإذن الله- بالتعاون مع إدارة شؤون السجناء، لافتةً إلى أنَّ اقترابها من النزيلات جعلها تلامس هموم هذه الفئة، مؤكدةً على أنَّها ستوفّر لهنّ عددا من الفرص الوظيفية في المستقبل، موضحةً أنَّ جميع أعمالها في السابق كانت في مجال العقارات، إلاَّ أنَّها ستعمل في المستقبل على تأهيل وتطوير قدرات السعوديات وتوفير فرص العمل لهنّ، خاصةً زميلاتها النزيلات.