أكمل صندوق الاستثمارات العامة المالك للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) مؤخرا ترسية تنفيذ مشروع الخط الحديدي الخاص بربط مدينة وعد الشمال بمشروع قطار الشمال على شركة العيوني للتجارة والمقاولات. ويبلغ الطول الإجمالي للمشروع نحو 132 كيلومتراً سيتم تنفيذه خلال أربعة وعشرين شهراً بتكلفة إجمالية تقارب 695 مليون ريال. وكان الصندوق قد أبرم العقد الاستشاري التنفيذ مع شركة «تبسا» الذي وقعه وزير المالية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم العساف، ضمن حفل توقيع العقود الإنشائية ومبادرات التنمية المحلية لمدينة وعد الشمال شهر فبراير من العام الميلادي الجاري. ومن المنتظر أن يصل المشروع مدينة وعد الشمال التعدينية بموانئ المملكة من خلال ربطه بخط التعدين الذي يصل حزم الجلاميد بمدينة رأس الخير التعدينية. ويأتي ذلك بعد أن أنهت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) إجراءات التقييم الفني والمالي للعروض المتنافسة، حيث تستهدف إنجازه وتشغيله خلال النصف الثاني من عام 2016. وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة منصور بن صالح الميمان أن مهام الشركة السعودية للخطوط الحديدية في مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال تتمثل في تقديم الخدمات اللوجستية للنقل بين مركز الصناعات المتكاملة، الذي ينشأ حاليا والمرتبط بثروات المنطقة من الفوسفات، حيث يضم المشروع إلى جانب إنشاء الخط الحديدي إنشاء محطات لتحميل وتفريغ المنتجات والمواد الخام ومبنيين للدعم والمساندة. وفي الجانب الاقتصادي، أشار الميمان الى الطفرة النوعية للنقل التي سيضيفها المشروع بكامل مرافقه وأجزائه، حيث ستمكن قطارات (سار) المرافق الصناعية لشركة معادن في مدينة وعد الشمال من إيصال منتجاتها الضخمة إلى الموانئ، إضافة إلى مختلف الأسواق المحلية، ونقل خام الكبريت من المنطقة الشرقية إلى المرافق الصناعية في المدينة. وعن خطط التشغيل، ذكر أن سار وبالتعاون مع شركة معادن تستهدفان كمرحلة أولى نقل نحو 3 ملايين طن من السوائل الأسيدية سنوياً، بالإضافة إلى نصف مليون طن من المنتجات الصلبة، مضيفاً: إن قطارات سار ستنقل حوالي 1,8 مليون طن من الكبريت من حقول «واسط وبري» التابعة لشركة أرامكو في المنطقة الشرقية، لتغذية مصانع شركة معادن للفوسفات في مدينة وعد الشمال. من جانبه، شدد أمين عام صندوق الاستثمارات العامة عبدالرحمن بن محمد المفضي على القيمة الاقتصادية من وجود خط حديدي في هذه المنطقة، وربطها بمختلف مناطق وموانئ المملكة، والعوائد المنتظرة لذلك على كافة المستويات، مؤكدا أن ذلك سيحفز دخول قطاعات بغرض الاستثمار، إضافة إلى قيام كيانات تجارية وصناعية جديدة في هذه المنطقة، الأمر الذي سيدفع عجلة التطور الحضري والتنموي بما يضيف لمنطقة الحدود الشمالية وأبنائها بشكل عام، ويجعل من مدينة وعد الشمال وجهة جديدة جاذبة كنتيجة للكم الكبير من فرص العمل الواعدة، واكتمال البنى التحتية للخدمات، إلى جانب توفر وسائل النقل والسفر من وإلى المدينة.