اقتحم مسلحون كنيسة في مدينة مومباسا الكينية أمس، وفتحوا النار على المصلين، ما أسفر عن قتل شخصين وجرح 10 آخرين. ويأتي ذلك في ظل مخاوف في دول شرق أفريقيا من تزايد الهجمات الإرهابية على أراضيها، بعد أسابيع من بدء الحملة العسكرية ضد مقاتلي «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية التي دأبت على ضرب أهداف مدنية في كل من كينيا وأوغندا. وكان قائد حركة «الشباب»، أحمد عبد غودني، المعروف بـ «الشيخ أبو زبير»، حض مقاتليه أخيراً، على شن هجمات تفشل الحملة العسكرية الجارية «وتسعد» أيمن الظواهري، زعيم تنظيم «القاعدة»، الأمر الذي فسره كثيرون على أنه إشارة إلى هجمات جديدة. وعلمت «الحياة» من ثلاثة مصادر مقربة من الحركة، أن مقاتليها وضعوا خططاً لهجمات في كينيا وأثيوبيا وجيبوتي وأوغندا، انتقاماً من دور هذه الدول العسكري في الصومال. وقالت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها إن بعض أساليب الهجمات قد تحاكي هجوم كينيا العام الماضي، والذي استهدفت مجمعاً تجارياً، ما أسفر عن قتل 67 شخصاً، إضافة إلى الهجوم في العاصمة الأوغندية كمبالا عام 2010، والذي أدى إلى مقتل 76 شخصاً تجمعوا لمتابعة نهائي كأس العالم على شاشة تلفزيونية ضخمة. وقال قائد حركة «الشباب» في رسالته الصوتية الأخيرة مخاطباً مقاتليه: «إن قادة الجهاد في خراسان (أفغانستان) وعلى رأسهم أيمن الظواهري، ينتظرون منكم شيئاً يرضيهم ويجعلهم سعداء ويحبط هجوم العدو». ونفذت كل من الولايات المتحدة وكينيا ضربات جوية ضد مسلحي «الشباب» في الأشهر الأخيرة بهدف منعهم من التخطيط لهجمات جديدة في المنطقة. وعلى رغم إضعاف حركة «الشباب» في السنوات الأخيرة وإرغام مسلحيها عام 2011 على الانسحاب من العاصمة مقديشو، إلا أنهم يسيطرون على عشرات المدن الصغيرة والهامة ومعظم الريف في جنوب الصومال ووسطه. وقال نيكولاس كي، مبعوث الأمم المتحدة في الصومال: «إن خطر وقوع هجمات ضد الحكومة الصومالية والأهداف الدولية مرتفع»، ما أثار مخاوف، بعد أسابيع فقط من دهم مسلحين من حركة «الشباب» مقر الحكومة الصومالية في مقديشو في محاولة فاشلة لاعتقال أو قتل الرئيس حسن شيخ محمود. وبسبب ما سماه بـ «حدة الأحداث» الراهنة في الصومال، ألغى كي الأسبوع الماضي رحلة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك لإطلاع مجلس الأمن على تقريره الدوري عن هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي. وذكر كي لأعضاء المجلس إن الأمم المتحدة اتخذت تدابير جديدة لحماية موظفيها والمرافق التابع لها في العاصمة مقديشو تحسباً لأي عمل إرهابي في البلاد. وقال ايمانويل كيسانغاني، وهو باحث بارز في معهد دراسات الأمن الذي يتخذ من جنوب أفريقيا مقراً له، إنه يعتقد أن منطقة شرق أفريقيا غير محصنة من هجمات جديدة بل «في الواقع، إنها عرضة لهجمات حركة الشباب». وحذرت أوغندا مواطنيها من احتمال وقوع هجمات على أراضيها بعد حصولها على معلومات تفيد أن حركة «الشباب» تنوي استخدام ناقلات الوقود كقنابل. وتأتي تحذيرات أوغندا بعد يوم واحد من إعلان كينيا المجاورة عن اعتقال شخصين أعلنت إنهما كانا يخططان لهجوم «ضخم» بسيارة ملغومة في المدينة الساحلية مومباسا. وتتركز العملية العسكرية الجارية ضد «الشباب» على المناطق الجنوبية، حيث فقدت «الشباب» حتى الآن سيطرتها على مدن عدة. وتتولي جل هذه العملية القوات الأثيوبية التي انضمت إلى قوة حفظ السلام الأفريقية في كانون الثاني (يناير) الماضي. ورحب مبعوث الأمم المتحدة، بالتقدم العسكري الذي أحرزته قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية في جنوب وسط لبلاد، معلناً الأسبوع الماضي، عن دعم مالي قيمته ثلاثة ملايين دولار، لمساعدة الجهود الرامية إلي تحقيق استقرار في الصومال. وقال: «هذه هي نقطة تحول لجهود الصومال في تحقيق سلام دائم لشعبها. وعلى أصدقاء الصومال وشركائه أن يتحركوا بسرعة وبسخاء».