×
محافظة المنطقة الشرقية

شعبة سجن المخواة تشارك في فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الثالث

صورة الخبر

يحتدم النقاش وتنطلق عبارات منفلتة من سيطرة الانفعالات، وتنهال الاتهامات، وربما الاشاعات، ويسيطر سوء الظن، وتشتعل وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشب المعركة ويزيدها المشاركون والمعلقون والتابعون اشتعالا. السبب في ذلك يدور حول قضية خلافية يفتح بابها للنقاش أو للتعارك خبر عن مشاركة امرأة في عمل ميداني، أو تسلمها شهادة تقدير من مسؤول في محفل عام. تطورت وسائل الاتصال، وتراجع الفكر لأن هذا الفكر المتراجع يحمله انسان استهلاكي لم يكن له دور في تطور وسائل الاتصالات أو أي تطوير آخر في وسائل الانتاج والخدمات. تفرغ الانسان المستهلك لجر عربة المجتمع الى الخلف. أراد البعض أن يتحول الى الاصلاح فلجأ الى الدين لكنه سلك طريقا لا يفيد المجتمع بقدر ما يفيد ذلك الانسان الحائر في تحديد هويته المنهجية ومسار عمله وتخصصه، هل هو داعية أم عالم أم طالب علم أم واعظ أم ماذا؟ أراد الإصلاح عن طريق الدين لكنه أغفل عوامل مهمة يحث عليها الدين ومنها العلم، والعمل، والمصداقية، واحترام الرأي الآخر، وتجنب لغة الشتم وإصدار الأحكام والاتهامات دون دليل. بسبب هذا الاتجاه الخاطئ غابت القضايا الحيوية المؤثرة في التنمية مثل الزراعة والتجارة والصناعة وحضرت قضايا جدلية تشغل المجتمع بشكل يومي وتجعله في حالة انتظار لنتيجة الجدل ومعارك الفتاوى الدينية . بسبب هذا الاتجاه أصبح التفوق العربي في كافة المجالات يتحقق في الدول المتقدمة وليس في محيطة العربي، وبسبب هذا الاتجاه أصبحت المظاهر هي المعيار في الحكم على سلوك الناس وليس السلوك نفسه.. وبسبب هذا الاتجاه أصبحنا نصدق من يقول وليس ما يقال . حتى أإنه صار بعضنا يقرر من يدخل الجنة من عباد الله بمعاييره الخاصة. نعم تطورت وسائل الاتصال وتطورت معها أساليب الذين يتاجرون بالدين ويجرون الناس بعيدا عن العبادة الهادئة الى القلق والتوتر عن طريق إشغالهم بأمور غير جوهرية . المتاجرون بالدين رفعوا مستوى العادات الى مستوى الدين، وأحاطوا رجل الدين بالقداسة، وحولوا حياة الناس الى علامة استفهام كبيرة، وصار الانسان يشك في تصرفاته العادية ويجد أنه دائما بحاجة الى من يقول له هذا حلال وهذا حرام حتى لو كانت أمامه أدلة ونصوص واضحة. ماذا أصابنا ؟ كل يوم نستيقظ على قضية جديدة لا تساهم في دفع عجلة التقدم بل تفعل العكس. الأخطر من ذلك أن المتاجر بالدين قد يصل الى مرحلة المتاجرة بالإرهاب عن طريق التحريض عن قرب أو عن بعد.. إذ لا يستطيع هذا المحرض أن ينجح في التغرير بالشباب ودفعهم الى الجماعات الارهابية الا باستخدام الدين.