×
محافظة المنطقة الشرقية

«الجميح» راعٍ ذهبي لاجتماع «سابك» الفني

صورة الخبر

بلغت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» في طبعتها العربية التي تصدرها شركة أبو ظبي للإعلام عددها الخمسين وأكملت عامها الرابع. والعدد خمسون قد يكون خير مناسبة لقراءة ظاهرة هذه المجلة الأميركية العريقة التي ما زالت تحافظ على صدورها الشهري المنتظم منذ تشرين الأول (أكتوبر) 1888 أي منذ مئة وستة وعشرين عاماً، وهذا عمر طويل نادراً ما تعرفه المجلاّت. لا تحتاج هذه المجلة للتعريف فهي رائجة عالمياً وتنشر بلغات كثيرة تنقل اليها شهرياً متخطية حواجز السياسة والإيديولوجيا والقومية... اما طبعتها العربية فعرفت نجاحاً شعبياً لأسباب عدة وفي مقدمها الصيغة العربية لغوياً وأسلوبياً التي تقدم بها والترجمة الدقيقة والوفية التي تخضع لها مواد المجلة الأصلية ثم الصفحات العربية التي تضاف اليها، ناهيك عن مواصفتها كمجلة عالمية فريدة، في حقل العلوم والتحقيقات والريبورتاجات المصورة والإخراج الحديث والجميل الذي يدهش عين القارئ. تتولى رئاسة تحرير الطبعة العربية الإعلامية الإماراتية السعد عمر المنهالي، وهي اعلامية شابة، منفتحة على الثورات الحديثة التي شهدها الإعلام المعاصر، وذات ثقافة عميقة في حقل العلوم الإنسانية والإعلامية. في مناسبة صدور العدد خمسين من الطبعة العربية تتحدث المنهالي الى «الحياة» عن هذه التجربة وخصائصها وعن طبيعة العمل فيها والمشكلات التي تواجهها. عن الانطلاق في مشروع اصدار الطبعة العربية من مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» والحوافز الدافعة اليه تقول المنهالي: «منذ عقد تقريباً ونحن نلاحظ أن الحركة الثقافية سواء في مجال الأدب أو العلوم أو الفنون أخذت مكاناً أكبر على منصات إعلامية على صعيد عربي وعالمي، منها برامج الشعر العربي ومهرجانات السينما والجوائز الأدبية كجائزة الرواية العربية. كل هذا وغيره كان ضمن حركة لا يمكن النظر اليها إلا في سياق مشروع ثقافي في الإمارات يهدف إلى خدمة الوعي العربي والإرتقاء به. وكان القائمون في شركة أبوظبي للإعلام يسيرون في النهج نفسه، ولذا أرادوا منذ ست سنوات تقريباً تقديم مطبوعة عربية ترقى الى مستوى عالمي في ما يخص عالم العلوم والمعرفة، وأذكر هنا أن المرحوم محمد خلف المزروعي وكان رئيس مجلس ادارة أبوظبي للإعلام، من أكبر الدافعين بهذا المشروع. آنذاك كانت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» العربية وقناة «ناشيونال جيوغرافيك - أبوظبي» ضمن مشروع واحد قامت أبوظبي للإعلام بتبنّيه، إيماناً منها بحاجة المنطقة العربية لهذا النوع من الإعلام الراقي الذي يقدم العلم في شكل ممتع وأسلوب يستحقه المواطن العربي». ولعل السؤال الذي يطرأ هنا هو: «هل وضعت المجلة على إدارة أبوظبي للإعلام شروطاً معينة قبل الموافقة على نشرها بالعربية؟ تجيب المنهالي: «وصل عدد اللغات القومية التي تصدربها مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» أكثر من 40 لغة عالمية، ووفق النظام الذي تضعه المجلة في واشنطن هناك آلية ثابتة وواحدة يتم التعامل خلالها مع كل المطبوعات الدولية. كما أن نظام المتابعة واحد مع الجميع، ولا مجال لأي أحد بالنزول عن المستوى العالمي للمجلة التي احتفلت في تشرين الأول بـ 126 عاماً على اصدارها منذ عام 1888، سواء من ناحية صدقية المادة العلمية ام جودة الصور وكل ما يتعلق بالبيانات الجغرافية الموثّقة على أعلى المستويات القانونية». عن كيفية انجاز الترجمة الى العربية وعن المستوى الحرَفي للمترجمين الذين تتعاون المجلة معهم لا سيما ان المواد علمية وتتطلب اختصاصاً، تقول: «بالفعل هم كذلك، والحقيقة انا فخورة جداً بمستوى مهنية كل العاملين في المجلة سواء فريق المترجمين المتعاونين، أو الزملاء المدققين والمحررين الذين تتفاوت تخصصاتهم مما أثرى من جودة الترجمة. ففريق التحرير يتعامل مع كل نصّ كأنه قطعة أدبية يجب أن تصل الى القارئء بجمال يليق بالعلم المقدم فيها، ورقي اللغة العربية المقدمة من خلالها، والقارئ الشغوف بالعلوم الذي يتلقاها». من الملاحظ ان الطبعة العربية لا تنشر كل المقالات والتحقيقات التي تنشر في المجلة الأصلية. لماذا هذه الرقابة؟ وهل توافق المجلة الأصلية على هذه الرقابة؟ تجيب المنهالي: «لا توجد رقابة اطلاقاً، نحن نلتزم بنسبة 99 في المئة بالمحتوى الدولي، ووفق ما هو معمول به مع كل النسخ الدولية يحق لنا تضمين 20 في المئة من متن المجلة محتوى محلياً وعربياً. وعندما يحدث هذا الإنتاج نضطر الى تأجيل موضوع الى عدد لاحق، شرط أن يكون قابلاً للنشر في ما بعد. هذا جانب، أما الجانب الآخر فإن هناك مواضيع تصلنا أحياناً تكون مغرقة في المحلية الأميركية وعادة ما يقترن ذلك بنصائح من ادارة التحرير في المجلة الدولية في واشنطن باستبدال ذلك الموضوع بآخر محلي، يسير على الوتيرة ذاتها ولكن بطابع عربي، وهذا ما يحدث مع كل النسخ». ومن الملاحظ أيضاً أن الطبعة العربية لا تترجم الأعداد الخاصة التي تنشرها المجلة وبعضها مهم جداً. لماذا؟ تقول: «لا توجد أعداد خاصة وأنما هناك ملاحق، وقد أصدرت النسخة العربية عدداً من الملاحق الخاصة، وهذا عادة يقترن بمناسبات عربية معينة مرتبطة بموضوع الملحق‏. ولدينا مخطط لتوسيع استفادتنا من ملاحق المجلة الدولية، لكننا نركز أكثر على الملاحق المتعلقة بمواضيع لها ارتباط بمنطقتنا العربية أو التي لها أبعاد على الكوكب ككل بقدر الإمكان. مع العلم أيضاً أن مطبوعتنا العربية هي المطبوعة الوحيدة تقريباً التي تقدم هدّية قرص فيلم وثائقي من «ناشيونال جيوغرافيك - أبوظبي وذلك في شكل ممنهج». وعن انتشار المجلة عربيا وتوزيعها وإقبال القراء العرب عليها تقول المنهالي: «من المفيد هنا ذكر أن في منطقة الشرق الأوسط هناك نسخة عبرية، وقد أصدرت شركة أبوظبي للإعلام منذ 4 سنوات النسخة العربية لتوزع في كل الدول العربية، ثم تبعتها الفارسية في ايران ومنذ عام تقريباً صدرت المجلة باللغة التركية‏. ‏ونلاحظ هنا أن نسختنا العربية هي النسخة الوحيدة التي تصدر لأكثر من 22 دولة عربية وتباع فيها، إضافة إلى باكستان وأفغانستان. وهذا التوزيع الجغرافي الواسع يدل على الثقل الذي تحظى به المجلة».