×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / رئيس جمعية القلب الأوروبية يزور مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء

صورة الخبر

* و.. أم سالم أرملة في منتصف العمر.. خرج الزوج من حياتها موتًا، دون أن يخلف دينارًا ولا درهمًا، بل ترك لها مسؤولية أربعة من الأبناء. عاشت أم سالم وأطفالها ردحًا من الزمن على هبات الأقارب وصدقات الجيران ممن أشفقوا عليها من ذلك الحِمل الثقيل الذي تركه لها شريكها ورحل قبل أن يصلا حتى منتصف المشوار. ولأنه لا شيء يدوم حتى العواطف، فقد أخذت الأعطيات في التناقص شيئا فشيئا حتى تلاشت!.. لقد انشغل أهل القرية عن أم سالم أو قل تشاغلوا عنها.. لا فرق.. المهم أنها اضطرت للخروج إلى منازل الجيران كي تصيب شيئا مما يعرشون، ولتذكرهم بحملها الثقيل علّ مياه الصدقات تعود لمجاريها. * لم تكن الأعطيات تخرج في الغالب عن حفنة من قمح أو قليل من تمر أو لبن.. لكنها قفزت ذات مرة إلى مستوى غير متوقع، بعد أن منحها أحد أثرياء القرية ديكًا مليحًا.. صحيح أنه كان ديكًا (هرمًا) قد طال بقاؤه في هذه الدنيا حتى هزل جسده وذاب شحمه وذبل عُرفه وكف بصره وفقد كل حواسه وأصبح عبئًا على الدار وأهله، لكن أم سالم طارت بالديك العجوز رغم كل عيوبه، وأخذت تمني النفس بعشاء (كامل الدسم) لصغارها.. لكنها قررت قبل ذلك أن تطعمه لعدة أيام عله يسترد شيئًا من لحمه قبل ذبحه. * جاء اليوم الموعود.. وذبحت أم سالم الديك ببهجة من يذبح أضحيته، أحاطوا بها الصغار من كل صوب، منهم من يحمل الحطب ومنهم من يحضر الماء ومنهم من اكتفى بالأمنيات.. كان مساءً مترفًا وواعدا بالشبع والامتلاء، خصوصا عندما عمّت المكان رائحة المرق وبدأت تحرك حواسهم وحواس الحيوانات القريبة!. وبعد ليل طويل داهم فيه النوم عيون الصغار، أخرجت أم سالم الديك الهرم ووضعته في قدر صغير بجوار النار كي توقظ صغارها.. في تلك اللحظة غافلها "أبوالحصين" وخطف الديك (الحُلُم) وهرب!.. صعقت أم سالم، وأخذت تركض خلفه بجنون، تشتمه حينًا وترجوه أحيانا أخرى: "تكفى يا با الحصين لا تسرق عشا أولادي".. "يا بو الحصين يالحرامي".. إلى أن اختفى الثعلب وأكلته ظلمة الصحراء.. عندها قالت وقد تملكها اليأس: "الله يسامحك يا الحرامي.. خلاص خذه صدقة عن أبوي وزوجي!!". * حال كثير من جهاتنا الرقابية مع (ثعالب) الفساد كحالة أم سالم وديكها مع أبي الحصين.. وأكثر ما أخشاه إذا ما بلغ يأسنا من استرجاع ما سرقته هوامير الفساد أن نقول لهم كما قالت أم سالم: "الله يسامحكم.. خذوها صدقة عن أمواتنا"!!. m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain