طالب المشاركون في مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب والتطرف بضرورة قيام العلماء والمراجع الدينية في الوطن العربي والعالم الإسلامي بإطفاء الحرائق المذهبية والعرقية في المنطقة وخاصة في البحرين والعراق واليمن وسوريا، منددين بالاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين وخاصة في القدس الشريف. وأكد المؤتمر في بيانه الختامي أمس على أن كل الفرق والجماعات المسلحة و«الميليشيات» الطائفية التي استعملت العنف والإرهاب في وجه أبناء الأمة رافعة – زورا وبهتانا – رايات دينية، هي جماعات آثمة فكرا وعاصية سلوكا، وليست من الإسلام الصحيح في شيء، مشيرا إلى أن ترويع الآمنين، وقتل الأبرياء، والاعتداء على الأعراض والأموال، وانتهاك المقدسات الدينية - هي جرائم ضد الإنسانية يدينها الإسلام شكلا وموضوعا، وكذلك فإن استهداف الأوطان بالتقسيم والدول الوطنية بالتفتيت، يقدم للعالم صورة مشوهة كريهة عن الإسلام. وأكد البيان الختامي إن تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية الأخرى جريمة مستنكرة، نجمع على إدانتها؛ لذلك نناشد أهلنا المسيحيين التجذر في أوطانهم، حتى تزول موجة التطرف التي نعاني منها جميعا، كما نناشد دول العالم استبعاد تسهيل الهجرة من جدول المساعدات التي تقدمها إليهم؛ فالهجرة تحقق أهداف قوى التهجير العدوانية التي تستهدف ضرب دولنا الوطنية وتمزيق مجتمعاتنا الأهلية. وأشار البيان إلى أن بعض المسؤولين في الغرب وبعض مفكريه وإعلامييه يستثمرون هذه الجماعات المخالفة لصحيح الدين لتقديم صور نمطية يفترون فيها على الإسلام شرعة ومنهاجا. ولمواجهة هذه الظاهرة السلبية حسب البيان طالب المؤتمر المنصفين من مفكري الغرب ومسؤوليه تصحيح هذه الصور الشريرة وإعادة النظر في المواقف السلبية؛ حتى لا يتهم الإسلام بما هو براء منه، وحتى لا يحاكم بأفعال جماعات يرفضها الدين رفضا قاطعا. كما دعا المؤتمر إلى لقاء حواري عالمي للتعاون على صناعة السلام وإشاعة العدل في إطار احترام التعدد العقدي والمذهبي والاختلاف العنصري، والعمل بجد وإخلاص على إطفاء الحرائق المتعمدة بدلا من إذكائها. وشدد البيان على أن عدد امن شباب الأمة لا يزال يتعرض إلى عملية «غسل الأدمغة» من خلال الترويج لأفهام مغلوطة لنصوص القرآن والسنة واجتهادات العلماء أفضت إلى الإرهاب، مما يوجب على العلماء وأهل الفكر مسؤولية الأخذ بأيدي هؤلاء المغرر بهم من خلال برامج توجيه، ودورات تثقيف، تكشف عن الفهم الصحيح للنصوص والمفاهيم؛ حتى لا يبقوا نهبا لدعاة العنف، ومروجي التكفير. وذكر البيان من هذه المفاهيم مفهوم الخلافة الراشدة في عصر صحابة رسول الله صلى الله علىه وسلم. ومن المفاهيم المحرفة أيضا مفهوم الجهاد، ومعناه الصحيح في الإسلام هو أنه ما كان دفاعا عن النفس وردا للعدوان، وإعلانه لا يكون إلا من ولي الأمر وليس متروكا لأي فرد أو جماعة مهما كان شأنها. وأدان المؤتمر الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها القوات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس الشريف. وشدد المؤتمر على أن الشرق بمسلميه ومسيحييه يرى أن مواجهة التطرف والغلو وأن التصدي للإرهاب أيا كان مصدره وأيا كانت أهدافه هو مسؤوليتهم جميعا.