×
محافظة مكة المكرمة

افتتاح جسر فلسطين مع طريقي الأمير متعب ودله

صورة الخبر

"من أجل مستقبل أفضل"، هكذا عنونت صحيفة "الرياض" ملحقها الخاص الذي أصدرته بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تناولت فيه العديد من المحاور، ومنها العلاقات السعودية الإماراتية. وهي العلاقات التي نوه بها في مقالٍ كتبه في ذات الصحيفة، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، جاء فيه "أصبح لنا من تجارب ومواقف وعلاقات قادتنا التاريخيين والحاليين التي نستنير بها في التفاعل مع مجريات الأحداث العالمية، لنكون كما نحن دوماً فاعلين ومؤثرين، خصوصاً فيما يتعلق بالتعاون والتنسيق، وليس أدل على ذلك حجم ومستوى العلاقة القوية والمتميزة بيننا وبين أشقائنا في المملكة العربية والسعودية". العلاقات بين الرياض وأبو ظبي، مرت بمراحل عدة، واستطاع كل طرف أن يتجاوز نقاط التباين، أو أن يحيدها، بحيث يكون هنالك اتفاق وتعزيز للنقاط المشتركة، وحوار حول القضايا محل التباين في وجهات النظر. وهو الأمر الذي أخذ وتيرة متسارعة في النمو خلال السنوات الثلاث الماضية، عبر زيارات لمسؤولين كبار من البلدين، ولجان مشتركة، وزيارات ذات طابع عملاني، ساهمت في تكوين رؤية مشتركة حول ملفات حساسة مثل: الإخوان المسلمين، مصر، الإرهاب، سورية.. وسواها من القضايا الإقليمية. إن السؤال المهم، هو إلى أين تسير هذه العلاقات الثنائية، وما الهدف الذي يرتجى لها أن تحققه؟. المراقب يجد أن هنالك منحنى تصاعدياً في بناء العلاقة بين السعودية والإمارات، والأخيرة تعتبر الأولى بمثابة "عمود فقري" للعمل الخليجي المشترك. وهذا لا يعني أن الأدوار التي تقوم بها أبو ظبي محدودة سياسياً وأمنياً، على العكس، فالحجم الجغرافي، والإمكانات المادية، والسياسة الخارجية المرنة للإمارات، وتحولها إلى قطب اقتصادي وسياحي، مكنها أن تقوم بأدوار كبيرة إقليماً، ضمن ما يعرف ب"القوة الناعمة"، و"النفوذ" المتسع، خصوصاً أنها تمتلك علاقات متميزة مع الغرب وتحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، وتمتلك إقليماً صلات مع النظام الجديد في مصر، وتربطها علاقة قوية مع سلطنة عمان، اللاعب الإقليمي المهم في هذه المرحلة، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني. فيما علاقاتها مع إيران تتسم ب"الجدية" وكونها ضمن المستوى المعقول، وكذلك مع العراق. هذه الشبكة مع العلاقات الإقليمة والدولية المتشعبة للإمارات، تتقاطع مع شبكة واسعة من العلاقات الخارجية السعودية، وهذا من شأنه ضمن إطار التنسيق الدائم، أن يخلق رؤية سياسية واقعية، تقوم على نزع فتيل التوترات و"إطفاء الحرائق" المشتعلة في المحيط الإقليمي، خصوصاً في سورية والعراق ولبنان واليمن. إن السعودية والإمارات يمكنهما أن تدفعا نحو تفاهمات حقيقية وليست صورية مع إيران، فيما يتعلق بملف طهران النووي، وفيما يخص النفوذ الإقليمي، وهي التفاهمات التي من شأنها أن تعزز من الحرب على "الإرهاب" وتجعلها أكثر فاعلية، وتساعد على إرساء حل سياسي في سورية تلتزم به المعارضة والنظام، وهذا ما سينعكس إيجابياً على لبنان الذي يعيش دون رئيس جمهورية، وبمجلس نواب ممدد له، ومتخم بمخيمات اللاجئين السوريين. وضمن هذه السلة سيتعزز الأمن في العراق، والتي زار عاصمتها بغداد الأسبوع المنصرم وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، وقبلها بمدة زار السعودية رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم على رأس وفد رفيع المستوى. هي إذن الدبلوماسية العاقلة، والعلاقات الثنائية التي من شأنها خلق شبكة أمان حقيقية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط، وهو الدور الذي بمقدور الرياض وأبو ظبي القيام به، لمستقبل أكثر أمناً وتنمية ورفاهية لشعوب المنطقة، والتي بات خطر "الأصوليات" يهدد مستقبل أجيالها، وهي الأصوليات التي يمكن الحد منها، بمزيد من الوعي السياسي والمجتمعي والعقلانية.