شن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) هجوماً كبيراً أمس على مطار دير الزور العسكري في شرق سورية وحقق تقدماً في محيطه. ويعني سقوط المطار في يد «داعش» إنهاء آخر وجود للنظام السوري في شرق البلاد، ويمكن أن يؤدي إلى «حمام دم» إذا تمكن هذا التنظيم من أسر آلاف الجنود المحاصرين في داخله. وجاء تقدم «داعش» على رغم كثافة الغارات التي شنتها مقاتلات النظام على دير الزور طوال نهار امس. وبثت مواقع قريبة من التنظيم مساء أمس اشرطة فيديو تظهر قيام عناصره بذبح اشخاص قالوا انهم جنود النظام في دير الزور. (للمزيد). في غضون ذلك، أجرى الموفد الدولي الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا خلال اليومين الماضيين محادثات في باريس وبازل (سويسرا) مع مسؤولين فرنسيين وروس ومعارضين سوريين تركزت على خطته لـ «تجميد القتال» في مدينة حلب. وعلمت «الحياة» أن الفرنسيين أبدوا تحفظات عن هذه الخطة وركزوا على ضرورة أن لا تؤدي الى خدمة النظام، وأن باريس تراجعت عن دعم إقامة منطقة حظر طيران فوق سورية بعدما أبلغت الأتراك اهتمامها بطلبهم هذا الذي رفضه البيت الأبيض. وعلى رغم أنه يمكن تفسير الهجوم على مطار دير الزور برغبة «داعش» في إثبات أنه ما زال قوة عسكرية فاعلة بعكس ما أعلنه مؤتمر بروكسيل للدول المتحالفة، إلا أن هناك من يرى أن التنظيم بحاجة إلى تحقيق نصر عسكري للتعويض عن فشله في السيطرة الكاملة على مدينة عين العرب (كوباني) التي يحاصرها منذ 16 أيلول (سبتمبر) الماضي. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام على مناطق في دير الزور منذ صباح أمس ارتفع إلى 10. وأوضح أن 5 غارات استهدفت منطقة حويجة صكر عند أطراف دير الزور، فيما استهدفت 3 غارات اخرى حي الحميدية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. واضاف المرصد أن الغارتين الأخيرتين استهدفتا «مناطق في أطراف قرية الجفرة وحي الحويقة الشرقي بمدينة دير الزور». وأشار إلى أن الغارات جاءت بالتزامن مع اشتباكات بين التنظيم وقوات النظام في منطقة حويجة صكر. وقد تمكن من التقدم والسيطرة على أجزاء من قرية الجفرة التي تسيطر عليها قوات النظام والقريبة من مطار دير الزور العسكري، محاولاً بذلك الوصول إلى بوابات المطار، بحيث اصبحت هذه القوات في حويجة صكر محاصرة من التنظيم الذي سيقطع طريق انسحابها في حال بسط سيطرته الكاملة على قرية الجفرة». واضاف المرصد انه حصل على معلومات تؤكد انسحاب مجموعات من قوات النظام المتواجدة في حويجة صكر باتجاه المطار. ويأتي تقدم «داعش» في دير الزور بعد اضطراره إلى التراجع في عين العرب. وأوضح «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» استمرت حتى ما بعد منتصف الليل على جبهة بوطان - ساحة آزادي، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين إثر هجوم من وحدات الحماية على الجبهة الجنوبية لعين العرب أسفر عن تقدم الوحدات الكردية في المنطقة». وجاءت هذه المواجهات فيما نفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربتين استهدفتا مواقع تنظيم «الدولة» في عين العرب. وفي باريس، أجرى دي ميستورا مساء الأربعاء وأمس محادثات مع وزير الخارجية لوران فابيوس والمستشار الرئاسي جاك اوديبير وفريق عمله في الرئاسة، وأعضاء في المعارضة السورية، وانتقل إلى بازل في سويسرا للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ثم عاد إلى باريس لإكمال اتصالاته.