ماذا كانت عليه الإمارات العربية المتحدة قبل 43 عاما، أي في العام 1971م؟. في ذلك العام أصبحت دولة الإمارات مستقلة وبشكل نهائي. فقد كانت تحت نوع من الوصاية والحماية البريطانية. وفي العام 1966م قررت بريطانيا أنها لم تعد لديها الرغبة في الاستمرار في التواجد في هذه المنطقة؛ ليقوم حينها وزير الدفاع البريطاني في ذلك الوقت (دينيس هيلي) بكتابة تقرير بهذا الشأن. وفي العام 1968م أعلن رئيس الوزراء البريطاني (هارولد ويلسون) نية الانسحاب ليوافقه الرأي خلفه (إدوارد هيث). وبهذا أصبح يوم 2 ديسيمبر 1971م يوما تاريخيا للإمارات ليتحول هذا اليوم ليوم عالمي بسبب ما حققته الإمارات في فترة وجيزة من تقدم ورقي. وأصبح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - رئيسا للدولة. في العام 1971م كانت الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول عزلة في العالم رغم انها كانت وسط ممرات إستراتيجية عالمية. فقد كانت الطرق المؤدية لها سواء من المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان بدائية، وكان السفر للإمارات شيئا ليس من السهولة تحمله. وكانت من جهة البحر تفتقد لأي ميناء ومكان رسو بالمعنى الحقيقي لمسمى ميناء. وفي ذلك الوقت كان مطار أبوظبي هو الوحيد في الإمارات وليس فيه أي مقومات مسمى المطار، ولم تحط فيه في أحيان كثيرة أكثر من رحلة جوية في أسبوع كامل. ولم توجد بها جامعات أو معاهد سوى القليل من المدارس. ولكن ما هي عليه الإمارات العربية المتحدة بعد 43 عاما من الاستقلال؟. الحديث عن الإمارات وما أنجزته في فترة قصيرة يعتبر معجزة بكل المقاييس. بل إنها أصبحت حديث الشرق والغرب فيما يخص قدرتها على تخطي الكثير من الدول المتقدمة في الكثير من المجالات، وكان آخرها عندما تم الإعلان أن طيران الاتحاد الإماراتي قد استحوذ على حوالي نصف أسهم شركة (اليطاليا) العريقة. ولا ينسى العالم ما حصل من سجال اقتصادي وسياسي بين الخطوط الإماراتية وطيران الاتحاد من جهة والطيران الكندي (أير كندا) للسيطرة على الأجواء الكندية. ويضاف لذلك الثقة العالمية في القوة الاقتصادية الإماراتية فيما يخص إدارة الموانئ، لدرجة ان أكبر نقاش اقتصادي سياسي وإستراتيجي وأمني دار في الولايات المتحدة الأمريكية، كان رغبة الكثير من الموانئ الامريكية لكي تدار من الإمارات. وبهذا يتضح للكل أن دولة الامارت التي كانت قبل 43 عاما من أكثر الدول عزلة في العالم، هي في الحقيقة الآن الأكثر دولة انفتاحا وسيطرة على الكثير من مفاتيح الانفتاح العالمي في وقت وزمن ما يسمى بالتجارة الحرة والحدود المفتوحة. لقد أنجزت الإمارات العربية المتحدة في أربعة عقود ما عجزت عنه الكثير من الدول لتصبح دولة الإمارات في مصاف الدول الأكثر تطورا والأكثر تفضيلا للمعيشة. وتصبح أكثر الدول في ارتفاع الدخل القومي الوطني والأكثر دخلا للفرد الواحد. لقد بنى قادة دولة الإمارات بإماراتها السبع الوطن والمواطن لتصبح هذه الدولة من أكثر الدول في العالم استقرارا من الناحية الأمنية، والأكثر ثباتا من الناحية السياسية ومن الأكثر تطورا من الناحية الاقتصادية. والآن أصبحت الإمارات من أكثر الدول تأثيرا على الساحة الدولية وأصبح صوتها مسموعا في جميع أرجاء العالم. فمبروك للإمارات عيدها الوطني، فقد أصبحت مفخرة للعالم العربي والإسلامي.