×
محافظة المنطقة الشرقية

غدًا .. تدشين فعاليات النسخة الخامسة لمعرض “الجامعة والمجتمع” بجامعة الملك فيصل

صورة الخبر

شاعر ملهم، فنان مبدع، إداري خبير، دايم السيف، عنوانه الدقة والإتقان في كل التفاصيل، مدرسة إدارية نموذجية متفردة، تجمع بين العلم والخبرة والفن، توزعت تجربته بكل أبعادها على حالات خاصة من التجارب التنموية الرائدة، التي يشهد بها العالم أجمع، جمع بين الفكر الإداري والاقتصادي والاجتماعي من حيث الاتجاهات والأدوات والطرائق، فخرجت من بين يديه تجربة تنمية منطقة عسير لتحكي للتاريخ قصة بناء ونماء شاهدا على حركة حضارية أضاءت ما احتجب من المكان واختصر الزمان، ليقدم للوطن منجزا حضاريا معاصرا، وازن فيه بين الثقافة الإسلامية قيما وعقيدة، وثقافة التقنية والإنتاج والعمل، وانتقل بها من طور التجريب إلى طور الإبداع في تنمية الإنسان والمكان. هو الأمير خالد الفيصل الابن الثالث للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود– رحمه الله – تشرب منه قوة العقيدة وسماحة الإسلام، عمق الفكر، وحب العمل، بدأ دراسته بالقرآن الكريم في المدرسة الابتدائية بالأحساء، واستكمل دراساته في المدرسة النموذجية بالطائف حتى أتم المرحلة الثانوية، درس دبلوم الثانوية في مدارس برن ستون بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم حصل على بكالوريوس العلوم السياسية والاقتصادية من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1966. بدأ حياته مديرا في رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية 1387هـ، وهو صاحب فكرة إقامة كأس الخليج العربية لكرة القدم، بدأ تجربته الإدارية عندما عين أميرًا لمنطقة عسير 1391هـ، والتصق بها منذ أن وطأت قدماه أرض المنطقة، فقرأ الإنسان والمكان، وسبر أغوارهما، وأحس بهما إحساس الشاعر، ونظر إليها نظرة الفنان، فاستشعر بصدق جماليات المكان وآفاقه وتلمس احتياجات الإنسان ومطالبه فانطلقت مسيرة التنمية والتغيير، التي بذرت في الأرض العذراء بذرة الحياة فأخصبت وأينعت وقطف الإنسان والوطن ثمارها. 37 عاما قضاها في ربوع عسير أثرت تجربته الشعرية والفنية، فهو أديب وشاعر وفنان تشكيلي، وصدر له أول ديوان شعري عام 1406هـ، ضم نحو مئة قصيد و10 لوحات بريشته، ثم الديوان الثاني عام 1412هـ، ثم صدر كتاب يضم دواوينه الثلاثة بعنوان (أشعار خالد الفيصل)، ألف كتابا وصفيا رائعا عن منطقة عسير بعنوان «مسافة التنمية وشاهد عيان» ترجمت أشعاره إلى العديد من اللغات أبرزها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والفارسية والأردية. دعا إلى إنشاء مؤسسة الفكر العربي في بيروت عام 2001، لتكون قمة عربية فكرية يشارك فيها نخبة من المثقفين والعلماء والمفكرين من أنحاء الوطن العربي والعالم في تظاهرة ثقافية تناقش أبرز قضايا الأمة العربية، وعقد 12 مؤتمرا عربيا، كما يعقد مؤتمر «فكر 13» بعنوان الأمة العربية.. حلم الوحدة وواقع التقسيم في ديسمبر الجاري في المغرب. نقطة تحول أخرى في حياة أمير الفكر عندما صدر أمر ملكي بتعيينه أميرا لمنطقة مكة المكرمة في 16 مايو 2007، ليبدأ رحلة أخرى لتنمية الإنسان والمكان في أطهر بقاع الأرض، ويوجه نموذجه الفريد إعادة إعمار مكة المكرمة، فشهدت قفزات تنموية عملاقة يشهد لها العالم، من خلال أكبر توسعة للمسجد الحرام، وتطوير لمنطقة المشاعر المقدسة، من قطار الحرمين وجسر الجمرات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك إعادة التخطيط لتجميل وجه «جدة» عروس البحر الأحمر، التي انطلقت نحو أفاق البناء والتنمية في عهده. في 22 ديسمبر 2013 استأمنه خادم الحرمين الشريفين على أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة، وصدر أمره الملكي الكريم بتعيينه وزيرا للتربية والتعليم، ليبدأ من جديد مشوار البناء ن ولكن بناء المستقبل وتربية أجيال العلم والمعرفة من خلال إعادة هيكلة لجميع عناصر العملية التربوية من معلم وطالب ومنهج ومدرسة، ليحقق بعض طموحه حين قال «»لن نتقدم خطوة واحدة في الوصول للعالم الأول إلا بعد تنمية الإنسان وتطويره، والحضارة حضارة روح وفكر فلابد أن نبدأ بالعلم والسلوك والثقة بالنفس وقبل ذلك الثقة بالله ثم بديننا الحنيف الذي يضمن لنا الاستقرار الروحي»، أنتم مستقبل هذا البلد ولديكم مسؤولية كبيرة تجاه دينكم ووطنكم، فأعملوا وأطلبوا العلم، وبلوغ العالم الأول ليس بالمستحيل وأنتم أهل لذلك».