تراجعت أسعار السلع المستوردة من الخارج إلى السعودية بنحو 19.5 مليار ريال، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، نتيجة لتراجع عملات الدول المستورد منها، مقابل الريال السعودي المربوط بالدولار الأمريكي، بنسب تراوح بين 17 و10 في المائة آخر خمسة أشهر. ووفقا لتحليل وحـدة التقارير الاقتصاديــة في صحيفة "الاقتصادية"، اســـتفاد التجار من تراجع أسعـــــار السلع المستوردة من كل من "الاتحاد الأوروبي" و"اليـــــابان" و"كــــوريا الجنوبية" بالقيمة المذكورة، فيما لم تتراجع أسعار السلع المستوردة في السوق المحلية، ما يعني تضرر المستهلكين، وحجب التجار الاستفادة لمصلحتهم فقط. ومن أهم واردات السعودية من اليابان، السيارات والشاحنات وقطع غيارها، فيما تستورد من "كوريا الجنوبية"، السيارات وقطع غيارها والهواتف النقالة. أما دول اليورو فأهمها "ألمانيا"، حيث تستورد السعودية منها السجائر والأدوية والسيارات والشعير والقمح والحديد والصلب، فيما تستورد من "فرنسا" الأدوية ومحركات الطائرات ولحوم وأحشاء الدجاج. وبلغت واردات السعودية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، نحو 477 مليار ريال، 37 في المائة منها تم استيرادها من الاتحاد الأوروبي، واليابان، وكوريا الجنوبية، بنحو 175 مليار ريال. ونتيجة لتراجع عملات هذه الدول أمام الدولار الأمريكي، والريال السعودي المربوط به، ما يعني أن التجار اشتروا هذه السلع من الخارج بأسعار منخفضة بقيمة 19.5 مليار ريال عن قيمتها، قبل خمسة أشهر، فيما لم يتم تمرير هذا التخفيض في الأسعار للمستهلك في السوق السعودية. واستورد التجار السعوديون خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بنحو 123 مليار ريال من "الاتحاد الأوروبي"، وتراجع اليورو أمام الدولار بنسبة 10 في المائة خلال آخر خمسة أشهر، بما يعني توفير التجار نحو 12.5 مليار ريال من مشترياتهم من هذه المنطقة. كما تم استيراد سلع بقيمة تقارب 27 مليار ريال من "اليابان"، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وتزامن مع ذلك، تراجع الين أمام الدولار بنسبة 17 في المائة خلال آخر خمسة أشهر، بما يعني توفير التجار نحو 4.6 مليار ريال من مشترياتهم من اليابان. كذلك استوردت السعودية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بنحو 24.5 مليار ريال من كوريا الجنوبية، فيما تراجع الون الكوري الجنوبي أمام الدولار بنسبة 10 في المائة خلال آخر خمسة أشهر، أي أن التجار وفروا نحو 2.5 مليار ريال من مشترياتهم من كوريا الجنوبية. وتأتي الدول صاحبة هذه العملات أعلاه، بعد كل من الصين والولايات المتحدة في الأهمية من إجمالي الواردات السعودية. واستوردت السعودية بنحو 65 مليار ريال من الصين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، فيما ظل الريال مستقرا مقابل اليوان الصيني، نتيجة استقرار الأخير مقابل الدولار الأمريكي، لذا لم يستفد المستوردون من فرق العملات. كما لم يستفد التجار فرق عملات من واردات السعودية من الولايات المتحدة، نتيجة لربط الريال السعودي بالدولار، حيث استوردت السعودية ما قيمته 61 مليار ريال من الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، استوردت السعودية 26 في المائة من وارداتها من الصين والولايات المتحدة، وبالتالي فإن إجمالي الواردات من الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية يشكل 63 في المائة من واردات السعودية. * وحدة التقارير الاقتصادية