×
محافظة المنطقة الشرقية

خلال استقبال أمير المنطقة الشرقية له بالإثنينية مدير فرع التجارى: قريباً اعتماد المفتش وتدشين مركز الخدمات الشامل

صورة الخبر

صنعاء: عرفات مدابش تشهد الساحة اليمنية جملة من التناقضات المتعلقة بمصير اليمن، رغم الاتفاق على قيام دولة اتحادية من ستة أقاليم. غير أن قياديا في الحزب الاشتراكي اليمني، الذي كان يحكم جنوب اليمن قبل قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو (أيار) عام 1990، قال لـ«الشرق الأوسط» إن من أبرز مخرجات الحوار الوطني الشامل قيام دولة اتحادية من إقليمين «لكن تم إغفال ذلك بصورة غير مبررة». ويحتشد الجنوبيون اليمنيون اليوم (الأحد) في ساحة الاعتصام المفتوح بساحة العروض «الشابات» في حي خور مكسر الراقي بمدينة عدن، من أجل إعلان رؤية جنوبية – جنوبية بين كل الفصائل بشأن مستقبل جنوب اليمن. ومنعت السلطات اليمنية وفودا من مختلف المحافظات الجنوبية من الوصول إلى عدن من أجل إعلان قيادة موحدة للحراك الجنوبي، قبل إعلان استقلال الجنوب عن الشمال، حيث يعتبر الجنوبيون أن الشمال احتل واجتاح الجنوب في حرب صيف عام 1994. ومن أبرز القيادات الجنوبية التي تم منعها من دخول عدن الزعيم الروحي للحراك الجنوبي وما يسمى بالثورة الجنوبية، حسن أحمد باعوم، الذي منع من دخول عدن عبر نقطة «العلم» في محافظة أبين بشرق عدن من قبل قوات الجيش والأمن. وقال عضو مجلس النواب اليمني (البرلمان) إنصاف مايو، عن إحدى دوائر مدينة عدن عن حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «غياب الجدية والمصداقية في المشهد القائم اليوم هو الذي سوف يوصل الجنوبيين إلى حالة من الإحباط وعدم وصول الجنوبيين إلى حلول للقضية الجنوبية، وبلا شك فإن القضية الجنوبية هي قضية عادلة وهي قضية سياسية وحقوقية بامتياز». وأضاف مايو أن «الجنوبيين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الأخير في صنعاء والذي كان قائما على مبدأ المراضاة بين الشمال والجنوب وشارك فيه فصيل من تيارات الحراك الجنوبي، ووصل الناس إلى رؤية ممكنة لحل القضية الجنوبية». ويردف مايو أن «ما شهدته البلاد في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي أدخل الكثير من التعقيدات والتعديلات على القضية الجنوبية، وبالأخص في ما يتعلق بانهيار الدولة، وهناك في الساحة اليمنية قضايا ساخنة في الجنوب والغرب والشرق والشمال، وباتت البلاد على شفير هاوية حرب أهلية بين كل الأطراف، وتسليم المعسكرات»، حسب قوله، حيث يؤكد أن معظم المكونات اتفقت على أسس لتكوين قوات الجيش والأمن. ويردف القيادي الإصلاحي (إخوان) أن ما تمت ملاحظته أن «هناك نوعا من الاستثناءات دخلت على خط القوى السياسية والتسوية وعلميات استحواذ في إعادة بناء مؤسسة عسكرية وأمنية جهوية ومناطقية، بعيدا عن الأسس الوطنية التي كنا نعول عليها كجنوبيين في أن تكون هناك مؤسسة عسكرية وأمنية ضامنة ليمن جديد، يمن اتحادي». وأكد البرلماني اليمني أن الجنوبيين اليمنيين يسعون، في الوقت الراهن، إلى وجود قيادة موحدة تمثل الحراك الجنوبي اليمني، يصلون من خلالها إلى رؤية لقيادة موحدة لكل مكونات الحراك الجنوبي. ويعيش اليمن على وقع سلسلة من التناقضات والتطورات بين أطراف مذهبية وسياسية في الوقت الراهن، وترفض معظم الأطراف الاعتراف بهذه الإشكالية، غير أن معظم الأطراف تؤكد أن الحوثيين لن يستطيعوا حكم البلاد بالحديد والنار، دون أن تعاد السيرة الأولى للحروب الطائفية في شمال اليمن ومحاولات الشماليين السيطرة الكاملة على جنوبه، وهو ما ينذر بحرب مناطقية وطائفية بين كل الأطراف في الساحة اليمنية. وأكد البرلماني أن قطاعات عمالية وشبابية انضمت إلى الحراك الجنوبي في مطالبه بالاستقلال عن الشمال، لكنه يرى أن القوى الجنوبية سوف تكون أكثر استيعابا لمصير اليمن وجنوبه بعيدا عن المواقف المتشددة. وما زالت معظم القوى والفصائل اليمنية الجنوبية تتصارع بشأن موضوع الإعلان عن الاستقلال بين متشددين في هذا الاتجاه وآخرين يرون أن الحوارات والمسارات السياسية هي الأسلم من أجل عدم الدخول في أتون صراع سياسي وعسكري مسلح. ويحتفل اليمنيون الجنوبيون اليوم (الأحد) بمناسبة الذكرى الـ47 للاستقلال عن بريطانيا في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967، وتوجد أعداد كبيرة من الجنوبيين المطالبين بالانفصال في ساحة العروض «الشابات» في حي خور مكسر بعدن، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الأمن من انتشارها في المنطقة. وقالت مصادر في السلطة المحلية في عدن إن تجهيزات أمنية فائقة جرى رصدها من أجل عدم السماح لأي أعمال عنف قد ترتكب في كبرى مدن جنوب البلاد. وحذر مصدر يمني جنوبي، عبر تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الحوثيين من مجرد التفكير في اجتياح الجنوب «لأنهم سيلاقون مقاومة أقوى مما لاقاها الاستعمار البريطاني»، على حد وصفه، مؤكدا أن الجنوبيين «ليسوا انفصاليين لكنهم لن يكونوا عبيدا لأي قوى محلية أو إقليمية، وسيقاتلون عن أرضهم وعرضهم»، وإنهم «مع وحدة تحفظ كرامة الناس وحقوقهم وممتلكاتهم»، كما قال. وتوحد شطرا اليمن، الشمالي والجنوبي، في 22 مايو عام 1990، ومن ثم اندلعت حرب طاحنة بين الشطرين في صيف عام 1994، انتصر فيها الشمال على الجنوب.