العنف بكل أشكاله ممقوت ملعون مستهجن تدينه كل الأديان والأجناس البشرية، ولا يتفق مع الخلق السليم للبشر، لأنه يظهر الجانب الخفي من الطبيعة البشرية.. أو ما يُسمِّيه علماء النفس بـ"اللاشعور" الذي فطن إليه البشر ببديهتهم منذ قديم الزمن، حيث أدركوا أن بعض أفعال الإنسان وأفكاره ليست نتاج تفكيره الواعي، بل هي نتاج قوى خفية تؤثر فيه من حيث لا يدري أو لا يشعر. وقد عزا ذلك إلى الجن والشياطين في بعض الأحيان (هل تتذكرون حادثة القاضي والرشوة التي أوكل مسؤوليتها على الجن)!! *** ويطرح موقع المصدر (http://www.al-masdar.net ) سؤالًا عمليًا هو: ما الذي كنتم ستفعلونه إن رأيتم رجلًا يُعذب زوجته؟ ويعرض الموقع مقاطع فيديو تُظهر أمثلة عملية لرد فعل بعض الناس عندما يشاهدون أمامهم شابًا يضرب امرأة كانت معه في المصعد. وهو موقف مُختلق قامت بتنفيذه مجموعة سويدية مختصة بالمقالب، وتعكس "تجارب اجتماعية" لحالات ومواقف اجتماعية وتدرس رد فعل الناس عليها. من بين 53 شخصًا استقلوا هذا المصعد خلال اليوم. امرأة واحدة فقط أظهرت ردة فعل وحتى أنها هددت ذلك الشاب إذا قام بضرب المرأة التي معه مرة أخرى فستطلب الشرطة، بينما تجاهل بقية الأشخاص هذا المشهد المروع الذي وقع على بعد سنتيمترات قليلة منهم، بينما تضايقت امرأة واحدة ورأت أن شجارهما يسبب لها الإزعاج؟! *** يبقى العنف، للأسف الشديد، ظاهرة مقبولة عند معظم الناس.. طالما لا يقع عليهم! لذا فإما ما توخينا الصراحة مع أنفسنا ولو للحظة واحدة فقط، فإننا سنعترف بأن غالبية حالات العنف تأتي من "مكان ما". حتى وإن حاولنا إخفاء ميول العنف الموجودة لدى الزوج عن المحيط القريب، والظهور بمظهر الزوج المثالي المُحب، دائمًا هنالك حالات استثنائية، تحدث على مرأى من الجمهور. ولا يخلو يومًا من حدوث حادثة مثل تلك التي ظهرت في فيديو المصعد. أو حدث وكنا يومًا ما شهودًا على حدوث أمرٍ كهذا، أو سماع جار يُعنِّف زوجته أو أبنائه. دون أن نحاول التدخل بحجة أنها مسألة عائلية لا دخل لنا بها. لا شك أننا نفعل ذلك نظرًا للأهمية الكبيرة للفرد إلا أنه أحيانًا ربما الخصوصية ليست أهم من أمن المرأة. *** تظل ظاهرة العنف تتزايد في مجتمعنا، ويظل نظرة أغلبنا أنها مسألة شخصية لا علاقة لنا بها.. فمازال أكثرنا يعيش في قوقعته الفكرية القديمة، حيث نحسب أن الإنسان من الممكن إصلاحه عن طريق الوعظ والمقالات الرنانة. * نافذة صغيرة: الشعور أو اللاشعور البشري يحتوي على منجم من الذهب وعلى مجموعة من النفايات في آن واحد. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain