×
محافظة المنطقة الشرقية

“داعش” يعدم 10 أطباء لامتناعهم عن معالجة الجرحى

صورة الخبر

مع كثرة الحديث والاهتمام والمتابعة عن مأساة السوريين، جراء ما يحصل لهم بسبب طغيان واستبداد وإجرام نظام بشار الأسد الدموي معهم، والتركيز بشكل أساسي على الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية ينسى الناس أن لهذه المأساة بعدا إنسانيا عظيما وهائلا. الأرقام المخيفة تعكس قصة مذهلة ومروعة عن حجم اللاجئين السوريين في بلاد العالم، يعكس ذلك بوضوح خروج كثير من السوريين من بلادهم، الذين انتشروا في مختلف أنحاء المعمورة، سيكون عاملا آخر للخلاص من الأسد وإصلاح البلاد في مرحلة ما بعد زوال النظام المجرم هذا. بشار الأسد الذي اعتقد أنه «تخلص» من كل معارضيه بإخراجهم بالإكراه من بلادهم، هو الآن ساهم في أن يفتحوا عيونهم ويعوا تماما ما كان غائبا عنهم. فاليوم السوريون الموجودون في تركيا سيكتشفون حجم الكذبة التي كانوا يعيشون فيها، بعد أن رأوا بأنفسهم مستوى الخدمات والسياحة والزراعة والصحة والتعليم والبنية التحتية، كل ذلك في بلد مجاور له ظروف مشابهة، وبلد مجاور آخر صغير هو لبنان يضم مئات الآلاف من السوريين، الذين لجأوا إليه، حيث يرون الحرية والتجارة والتعايش يمارس بشكل كانوا محرومين منه تماما في بلدهم، وما يقال عن لبنان يقال أيضا عن الأردن الذي يحتضن أعدادا كبيرة من السوريين، الذين لجأوا إليه من بطش نظام بشار الأسد هم أيضا يرون احترام النظام وحريات مسؤولة ومنظومة دولة المؤسسات وجيش يحمي البلاد، ولا يبيد الشعب. ومن السوريين من لجأ إلى مصر فشاهد بنفسه رفض البلاد والشعب لمنظومة التوريث التي أسسها نظام الأسد بشكل كوميدي، حينما ورث الرئاسة من الأب حافظ إلى الابن بشار، وشاهد جيشا وطنيا يحمي رغبة شعبه ولا يتسلط عليه بأفظع أنواع السلاح للقضاء عليه. ومن لجأ إلى دول الخليج وأكثرهم في دولة الإمارات شاهد دولة تحب شعبها وترعاه، وتحرص على إسعاده، وعرف أن الحديث عن التاريخ والتغني المستمر به لا قيمة ولا معنى له، إذا لم يترجم إلى حقائق تنعكس لتحسين حياة البشر، ومنحهم الحرية والاحترام والكرامة. ومن لجأ إلى الدول الأوروبية مثل السويد والنمسا وألمانيا فهو سيستقر في دولة ترعى مواطنيها واللاجئين إليها كالأم الحنون، موفرة لهم الكرامة بشكل إنساني يشمل أرقى أنواع السكن والمواصلات والطب والتعليم. السوريون والذين يبلغ عدد لاجئيهم اليوم أكثر من 4 ملايين حول العالم «فتحوا» أعينهم على ما كانت بلادهم عليه من أساطير ومن أكاذيب، كان يروج لها نظام مجرم وحزب ذي شعارات جوفاء باسم الحرب وممانعة إسرائيل، بينما واقع الأمر كانت حدوده مع إسرائيل آمنة مستقرة. وتشكلت في سوريا عشرات السجون ومئات من العصابات التي سطت على الشعب وقوته واقتصاده. هذه هي الحقائق التي باتت واضحة وضوح الشمس أمام السوريين، وهذا الكم الجمعي من «العلم» الذي أتى إلى عدد كبير من شعب واحد هو الذي يصنع التغيير ويسبب الإصلاح، وهي أهم خدمة قدمها نظام بشار الأسد بشكل غير مباشر وباهظ التكلفة لشعبه. سوريو المهجر بكل أشكالهم سيشكلون تجربة انتقالية ناجحة بعد أن فتحت أعينهم على بلاد تحترم الناس وشاهدوا حقيقة هذه الأمم والشعوب، وتحسروا على نظامهم وبلادهم وأصبحوا أكثر إصرارا على إعادة بناء بلادهم وتغيير الأسد إلى الأبد!