بدأت وزارة التربية والتعليم إجراء استفتاء عام لقياداتها التربوية، لرصد آرائهم حول توجه يقضي بإطالة اليوم الدراسي، وتقديم تصور ودراسة مبدئية لإمكانية تطبيقه في السنوات القادمة. وقال وكيل الوزارة الدكتور راشد الغياض، إن دراسة إطالة اليوم الدراسي دراسة استطلاعية صدرت من الوزراة لمديري التربية والتعليم بالمناطق والمحافظات من أجل الاستطلاع، موضحا أنها ضمن الدراسات التي تقوم بها الوزارة بشكل مستمر، لمعرفة الإيجابيات والسلبيات لبعض الآراء والمقترحات المتعلقة بالعملية التعليمية. من جهتهم، أكد خبراء لـ"الوطن" أن الميدان التربوي غير جاهز لتطبيق مثل هذا التوجه، على الرغم من وجاهته، مشيرين إلى أن المدارس ينقصها تجهيز البنية التحتية التي تجعلها مناسبة كي يقضي فيها الطالب مزيدا من الوقت. وفي هذا السياق، قال الدكتور علي الخبتي، وكيل وزارة سابق، إن تطبيق إطالة اليوم الدراسي خطوة جيدة، ويجب أن تؤخذ كفكرة استراتيجية بعيدة المدى، في حين تحتاج إلى مزيد من توفير المتطلبات التي تسهم في إنجاح العملية التربوية والتعليمية، ضمن عدد من الإصلاحات التي يحتاجها الميدان التربوي، وأولها القضاء على المباني المستأجرة وفق ما خططت له الوزارة، وتوفير مطاعم مناسبة تقدم أغذية ذات قيمة غذائية جيدة كوجبات إفطار وغداء للطلاب والطالبات، وتوفير مرافق تعليمية وترفيهية وقاعات للأنشطة في جميع المدارس تناسب الطلاب والطالبات، وتتوافق مع ما يقدم من برامج تقرها الوزارة في حالة إطالة اليوم الدراسي. وأضاف الخبتي أنه يقترح إغلاق المدارس التي يقل تعداد الطلاب فيها عن 100 طالب أو طالبة، وإقامة مراكز حضارية بين القرى والهجر، ويكون ضمن اختصاصها إنشاء مدارس نموذجية تستطيع فيها تطبيق اليوم الكامل أو إطالة عدد ساعات اليوم المدرسي، لافتا إلى رغبة الكثير من القبائل في إبقاء مدارسهم في مناطقهم القريبة منهم رغم قلة العدد وهذه أيضا عقبة أخرى. أما عضو مجلس الشورى سابقا سليمان الزايدي، فيرى أن فكرة تمديد اليوم الدراسي جيدة ومطلوبة، لا سيما أن اليوم الدراسي لدينا يعدّ من أقصر الأيام الدراسية في دول العالم، وحتى يمكن تحقيق بيئة مهيأة وجاذبة لتمديد ساعات اليوم الدراسي، يجب تجهيز المدارس بمتطلبات تمديد اليوم الدراسي، وتجهيز صالات ومرافق المدرسة بما يحقق للطالب ممارسة الأنشطة المختلفة أثناء وجوده بالمدرسة، وكذلك تجهيز المدارس بصالات طعام ووجبات مناسبة للزمن الذي يقضيه الطالب بالمدرسة، وهو معمول به في كثير من دول العالم، فمثلا تقدم في أميركا عشرة ملايين وجبة إفطار يوميا لطلاب، تجبر ظروف العمل أولياء أمورهم على الوجود خارج المنزل في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، كما أنها توزع أيضا 50 مليون وجبة غداء، والنماذج العالمية كثيرة في هذا المجال، ويمكن أن نستفيد من تلك النماذج والتجارب، لا سيما أن الدولة تملك ميزانية ضخمة، وما وجه به خادم الحرمين الشريفين من دعم التعليم بنحو 30 مليار ريال كفيل بتحقيق طموح وتطلعات وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، وقيادات الوزارة لتطوير التعليم في بلادنا الغالية. من ناحية أخرى، استطلعت "الوطن" آراء أولياء الأمور حول هذه الخطوة، إذ قال سعيد المالكي إن هذه الخطوة جيدة في مضمونها، ولكنها تحتاج إلى الكثير من العمل على تحسين البيئة المدرسية لتكون أكثر جذبا للطلاب والطالبات، وذلك بتوفير الكثير من الملاعب ووسائل الترفيه، إضافة إلى تطوير التغذية المدرسية والمقاصف المدرسية، وإنشاء مطاعم تلائم البيئة المدرسية الموجودة. وفي ذات السياق، قال سالم الشيباني إن الفكرة تتطلب توفير المناخ أو تهيئة المباني المدرسية لمثل ذلك المشروع، لا سيما أن كثيرا من المدارس تعاني الآن من المباني المستأجرة وغير الصالحة للدراسة لفترة 5 ساعات يوميا، فما بالك بتمديد الوقت إلى أكثر من ذلك، إذ نشاهد المعلمين يسابقون التلاميذ في الخروج عند انتهاء الدوام اليومي، خاصة في المباني المستأجرة، كما أن هناك عقبات كثيرة تحول دون تطبيق مثل هذه الفكرة الآن، بسبب عدم وجود متعهدي تغذية بشكل جيد في المدارس، ووجود مشاكل كثيرة مع مقاولي المقاصف المدرسية وإدارات المدارس. وأضاف أن توفير الترفيه والملاعب والصالات الرياضية الجاذبة للأنشطة مطلب أساس لتطبيق مثل هذه الفكرة أو المشروع. وأضاف الشيباني أن هناك عقبات أخرى تحول دون ذلك من جهة المعلمين والمعلمات الذين يقطعون آلاف الكيلوات يوميا لأداء يوم دراسي رغم القيام مبكرا والعودة متأخرا، وهذا يثقل كاهلهم من ناحية تربية أبنائهم والعناية بأمور البيت بالنسبة للمعلمات.