في الوقت الذي تتسابق فيه الدول للرفع من شأن عضو هيئة التدريس باعتباره أساسا مهما في رفع مستوى العملية التعليمية -ليس هذا فحسب بل هو عضو فاعل في نجاح خطط التنمية، بوصفه العامل الأول الذي يُغذي عقول الأفراد الذين سيقومون بتفعيل تلك الخطط، وبوصفه مشاركا في وضعها وتقييمها- نجد بعض الجهات التي لا تعي دور عضو هيئة التدريس، تعمل جاهدة على تضييق الخناق عليه، والحد من طموحه، إذ ليس لها هَمٌّ سوى التنقيب عمَّا يُكدِّر صفو ذهنه، ويُنغِّص عليه حياته، فأنظارها دومًا على راتب عضو هيئة التدريس، فما يكاد يُعطَى عضو هيئة التدريس بيد حتى تتفنن تلك الجهات كيف تأخذه باليد الأخرى، في حين أنَّ هناك من الموظفين العموميين مَن تُزاد رواتبهم الأصلية 50% أو حتى 100% دون أدنى تدخُّل أو اعتراض، فلماذا يُوضع عضو هيئة التدريس تحت المجهر؟ والله ما ذاك إلاَّ لعدم معرفة دوره وعلمه، وعدم احترام مكانته. إنَّ عضو هيئة التدريس -يا أفاضل- لا يتمتع بحقوق كثيرة وهو على رأس العمل، أولها عدم وجود سكن خاص يمتلكه، -وليس سكنًا يستأجره- ثم يغرق في أعمال الجامعة ولا يتمكَّن من اقتناء سكن يأويه وأسرته، هذا إذا حصل عليه أصلاً، لطول طابور المنتظرين قبله، لشح الإسكان الخاص بأعضاء هيئة التدريس، أو لمنحه لفئة محددة منهم دون الأخرى. وعضو هيئة التدريس ليس له أي نصيب في التأمين الطبي الذي يمكن أن يحمل عنه مصاريف العلاج من الأمراض التي كثرت في أيامنا هذه، إضافة إلى ضَعف الراتب الأصلي، إلى جانب حرمانه من الحوافز التشجيعية، إلى غير ذلك من الحقوق، حتى أنه في بعض الجامعات التي رفعت سقف رواتب المتعاقدين إلى 80% أو أكثر، أصبح المتعاقد أرفع مستوى من عضو هيئة التدريس المواطن، والمتعاقد يتقاضى في الوقت ذاته بدل سكن، وبدل تنقل وتذاكر طيران له ولأولاده، وبدل تأثيث، وبدل ندرة... إلى غير ذلك من البدلات، هذا والجهات المسؤولة ذات العلاقة لا تنظر إلى الفارق المعيشي لعضو هيئة التدريس السعودي الذي لديه ارتباطات والتزامات أَسرية واجتماعية، بينما المتعاقد نظرًا لظروف بلاده الاقتصادية، وعدم وجود التزامات مجتمعية، فإنَّ الراتب الذي يتقاضاه يُمكِّنه من بناء مستقبل جيد له ولأولاده -ما شاء الله- ويعود ولديه أكثر من سكن مع فتح مشروعات مستقبلية، عُذراً لإخواني المتعاقدين، فهذا ليس اعتراضًا أو حسدًا على ما رزقكم الله -كما سيظن البعض ممن لا يملكون نظرة واقعية- بل ندعو الله أن يبارك لكم فيما رزقكم ويزيدكم من فضله، وإنَّما هي مقارنة للمطالبة بالحق. فالله لا يستحي من الحق. فلكم منِّي كل محبة وتقدير. d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain