.. في إحدى المجموعات المتواصلة .. أو ما تعارفنا عليه بالقروب وصف أحد المشاركين مكة بأنها مرجانة العالم لكن اسم مرجانة لم يرد في المصادر التاريخية وإنما وردت أسماء أخرى منها : بكة ، أم القرى، البلد الأمين، معاد ، البلد الحرام، الحرم، البلدة، وأسماء عديـدة أخرى، ولذلك قال الإمام النـووي رحـمه الله تعالى : ولا يرى في البلاد أكثر أسماء من مكة والمدينة لكونهما أشرف بقاع الأرض. وقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وهاجر ومات في المدينة المنورة. وبحسب ما ذكره الشيخ محمود شاكر فإن جزيـرة العرب لم يظهر فيها نبي قبل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خلال 3400 سنة وعلى امتداد هذه الفترة أشركت قبائل العرب بالله وعبدوا الأصنام وظلم الأقوياء منهم الضعفاء .. وفرضوا رأيهم بالقوة والعنف وكانت المرأة كما يقول الشيخ شاكر على مستوى من الانحطاط لا يصل بها إلى درجة الانسانية إلا في حالات قليلة وكان القتال قانون الحياة .. والغزو والسلب والنهب أسلوب القبائل العربية قبل الاسلام .. لا يحجزها عنه إلا لغة القوة ، وكانت الخمرة من تقاليد المجتمع يجتمعون عليها فيسكرون .. حتى جاء الاسلام فحرم كل ذلك. ولم يكن الحال خارج جزيرة العرب بأحسن حالا عما هو في جزيرة العرب .. فالفرس كانوا يعبدون النيران والروم كانوا يشركون بعيسى وأمه عليهما السلام ، وكان الفرس والروم يظلمون رعيتهم الظلم الذي لا يطاق .. لذلك سارع الناس في الخروج عن كفر الفرس وشرك الروم وشرائع الظلم والقهر إلى دين يأمر بالرحمة والعدالة والمساواة وتحرير الرقيق والسلام وينهى عن البغي والفساد والمنكر والفواحش .. وهو الدين الختامي للأديان السماوية. ولما ظهرت بئر زمزم بعد طول انتظار على يد عبد المطلب وابنه الحارث نازعت قريش عبد المطلب فيها فنذر لله إن رزقه عشرة من الولد ليذبحن واحدا منهم تقربا لله، فحقق الله رجاءه، لكن قريشا منعته من ذبح ولده حتى لا تصبح سنة، وفدى عبد المطلب ولده عبدالله الذي وقعت القرعة عليه بمائة من الإبل في قصة معروفة. وقد جمعت كثير من أخبار ظهور النبي عليه الصلاة والسلام في كتاب (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفى عام 942هـ .. وفيها ذكر المؤلف قصصا حدثت لأناس من قريش سافروا من مكة المكرمة إلى اليمن أو إلى غيرها من البلدان القريبة فوجدوا الرهبان يتحدثون عن قرب ظهور نبي من أهل مكة المكرمة .. ومن أعجب ما ورد في هذا الكتاب أن قوما من بني مدلج قالوا لعبد المطلب جد النبي محمد وهم خبراء في القيافة ومحمد لازال صبيا : احتفظ به فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم التي في المقام منه. السطـر الأخـير : إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم