لندن: «الشرق الأوسط» تجاوز التطرف الديني، منذ عام 2001، حدود النزعة الانفصالية القومية ليحتل مكان الصدارة من حيث المحرك الرئيس للهجمات الإرهابية على مستوى العالم، وفقا للمؤشر العالمي للإرهاب. وسجل التقرير 18.000 حالة وفاة في عام 2013 وحده، بزيادة مقدارها 60 في المائة. وتعزى غالبية (66 في المائة) تلك النسبة إلى 4 جماعات فقط: تنظيم داعش في العراق والشام، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا، وحركة طالبان في أفغانستان، إلى جانب تنظيم القاعدة. وبوجه عام، فإن هناك زيادة تقدر بـ5 أضعاف في حالات الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الانتحارية. ويعزو واضعو التقرير غالبية تلك الحوادث المسجلة عبر السنوات القليلة الماضية إلى جماعات متطرفة تحمل أجندات دينية معينة. ويشير الرسم البياني أدناه إلى اختلاف ذلك باختلاف المنطقة، ولكن يوضع في الاعتبار أن أكثر من 80 في المائة من حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2013 وقعت في 5 دول تحديدا: وهي العراق، وأفغانستان، وباكستان، ونيجيريا، وسوريا. قبل عام 2000، كانت المنظمات الإرهابية الانفصالية مثل الجيش الجمهوري الآيرلندي والمتمردين الشيشان وراء غالبية معظم الهجمات. وظل عدد الحوادث الناتجة عن الجماعات القومية الانفصالية مستقرا بصورة نسبية في السنوات التي أعقبت نمو التطرف الديني. وكان انتشار الجماعات الإسلامية في العراق وأفغانستان وباكستان ونيجيريا وسوريا هو المحرك الفعلي وراء تلك التوجهات. وتقع 5 في المائة فقط من الوفيات الناتجة عن الإرهاب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ونالت المملكة المتحدة الحظ الأكبر من تلك الحوادث بمقدار 131 حادثة، ثم تلتها تركيا بثاني أكبر عدد من الحوادث (57) حادثة. ويوفر المؤشر العالمي للإرهاب درجة لكل دولة بناء على مقدار الضرر الذي نالها من الإرهاب. وتوضح النتائج بكاملها أدناه. وأفاد التقرير بأن العراق، وهي أكثر الدول تضررا من الإرهاب، وقع على أراضيها 2492 هجمة إرهابية حصدت أرواح أكثر من 6300 شخص. وجاءت بعدها أفغانستان وباكستان في المرتبتين الثانية والثالثة، ثم نيجيريا وسوريا في المرتبة الرابعة والخامسة على التوالي. يقول التقرير، إنه مع عدد 10 آلاف حادثة إرهابية بجميع أنحاء العالم في عام 2013، حصدت باكستان وحدها 37 في المائة زيادة في عدد الوفيات ونسبة 28 في المائة زيادة في عدد الإصابات منذ عام 2012. وأفاد التقرير أيضا بأن الوفيات الناتجة عن حوادث الإرهاب في باكستان، والعراق، وأفغانستان، ونيجيريا، وسوريا، تحصد نسبة تفوق 80 في المائة من إجمالي الوفيات الناتجة عن تلك الهجمات. كما يشير التقرير إلى أن حركة طالبان باكستان سجلت 778 هجمة فيما بين عامي 2000 و2013، نُفذت 12 في المائة منها بواسطة الانتحاريين. كما يفيد التقرير بأن حركة طالبان تمتلك أكبر عدد من المقاتلين الذين يُقدرون فيما بين 36.000 و60.000 مقاتل. وقال التقرير السنوي إن أكثر من 80 في المائة من الوفيات الناتجة عن الأنشطة الإرهابية في عام 2013 وقع في 5 دول؛ هي العراق وأفغانستان وباكستان ونيجيريا وسوريا. وتطرق التقرير إلى أن الإرهاب في باكستان تأثر بقوة من قربها من أفغانستان مع وقوع معظم الهجمات التي تنطوي على حركة طالبان بالقرب من الحدود. ومثل الوضع في أفغانستان، فقد تزايدت وتيرة الإرهاب بصورة كبيرة في باكستان في عام 2013، مع نسبة 37 في المائة زيادة في عدد الوفيات ونسبة 28 في المائة زيادة في عدد الإصابات منذ عام 2012. وما يقرب من نصف جميع الهجمات هي لجماعات لم تعلن مسؤوليتها عن ارتكابها، وأخطر جماعة تعمل في باكستان في عام 2013، وهي المسؤولة عن ما يقرب من ربع حالات الوفيات ونسبة 49 في المائة من مجموع الهجمات، هي حركة طالبان الباكستانية. وفي عام 2013، كانت هناك مجموعة متنوعة من الجهات الإرهابية الفاعلة والعاملة في باكستان، وكانت هناك 23 مجموعة إرهابية مختلفة، من أصل 29 جماعة مسجلة في عام 2012. ومع ذلك، هناك 11 جماعة مسؤولة عن غالبية الهجمات المسجلة البالغة 270 هجمة. وعلى الرغم من أن معظم تلك الجماعات هي جماعات إسلامية، فإن هناك تنظيمات أخرى مثل حركة البلوش الانفصالية، وقبيلة البتاني، وشعب السند. وأشار التقرير إلى أن ربع الأهداف والوفيات المسجلة كان ضد المواطنين المدنيين، مع أن الشرطة سجلت نسبة 20 في المائة من الوفيات والإصابات. وكانت أكثر الهجمات دموية ضد الشخصيات والمؤسسات الدينية، وأسفرت في المتوسط عن مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 11 آخرين لكل هجمة إرهابية.