×
محافظة المنطقة الشرقية

3 آلاف توقيع على وثيقة الولاء للوطن في تقنية الأحساء

صورة الخبر

متابعات محمد العشرى(ضوء):انطلق من مرحلة الصفر، وبالجهد والمثابرة انضم إلى قائمة ما يشار إليهم بأصحاب الرصيد المليوني ضارباً أروع الأمثلة للشاب السعودي الطموح المتفائل بغد أفضل، إنه علي بن حمود الأسمري الذي بدأ مشوار التجارة صغيرا ببيع الطواقي في سوق بللسمر في منطقة عسير عام 1368هـ، وكان يقطع مسافة كبيرة باتجاه الطائف سيراً على الأقدام لتأمين حاجته من السلع والبضائع لتجارته الصغيرة وقتها. ووفقا لصحيفة عكاظ يروي الأسمري قصته مع الملايين بالقول «بدأت معترك التجارة ببيع الطواقي والملابس الداخلية منذ الصغر وتحديداً في عام 1368هـ في محافظة بللسمر، وكنت أسافر وقتها إلى الطائف مشياً على الأقدام لشراء وتأمين البضاعة، وكنت أمضي نحو 17 يوماً في الطريق، بعدها انتقلت إلى بيشة برفقة أبناء العمومة جرمان بن حريق (رحمه الله) ومحمد بن عواض (شفاه الله) وذلك عام 1369هـ». وأضاف «عاودت السفر مرة أخرى إلى الطائف لشراء البضائع، وذلك في عام 1370هـ كذلك مشياً على الأقدام، وقد كنت أجد الصعوبة في السفر آنذاك من مخاطر الطريق والتعب والإرهاق وغير ذلك، ثم تطورت في التجارة وانتقلت إلى المنطقة الشرقية وتحديداً في مدينة الدمام، وافتتحت محلا خاص بالأحذية والملبوسات النسائية والأطفال، وخلال هذه الفترة شهدت تجارتي تطوراً ملحوظاً وتوسعت في البيع والشراء فاتجهت إلى دولة البحرين لشراء «أشمغة» صوف، مواد صحية، وفي عام 1385هـ خسرت مبلغ 400 ألف ريال، في صفقة تجارية خارج المملكة، وكانت خسارة كبيرة بمعايير تلك الفترة، ولكنني عاودت النشاط في مجال آخر وبفضل الله عوضت الخسارة». وتابع الأسمري «بعد عدة سنوات دخلت في شراكة مع بعض الزملاء وأنشأنا مصنعاً للملابس النسائية والأطفال في تايلاند، وبقيت على هذا الحال عدّة سنوات»، بعدها طرقت أبواب تجارة العقار في المنطقة الشرقية عبر بناء الأسواق وتأجير المحال التجارية للأفراد، وأيضاً للشركات الكبرى المحلية منها والعالمية»، وقال «أمثل حالياً عدة شركات عالمية في المملكة». ومن المواقف التي واجهته خلال رحلة الثراء قال الأسمري «أثناء سفري من بللسمر إلى الطائف سيراً على الأقدام وقف بي المسير في منطقة (ليّه) تقع على بعد كيلو مترات من الطائف، وكنا في ذلك الوقت نطرق أبواب الناس في القرى التي على الطريق للحصول على الطعام والمبيت، حيث لا مطاعم ولا فنادق ولا شيء يؤوينا من البرد والخوف وقتها»، ويضيف «طرقت أحد المنازل فخرجت امرأة مسنة، فقلت لها أنني عابر سبيل وأريد طعاماً وأن أنام في منزلكم، فرحبت بي وأبلغتني بأنها لا تملك طعاما يكفينا وطلبت مني إحضار الحطب لإعداد قرص الخبز على النار». وزاد الأسمري «أحضرت عيدان الحطب وأشعلت النار، وبدأت العجوز في إعداد الخبز لنا، فتناولت الطعام عندها وأمضيت ليلتي في منزلها حتى صباح اليوم التالي ثم غادرت مودعاً وشاكراً لها صنيعها لي». عصامى والإنسان العصامي هو الذي يبني أمجاده ويبدأ من الصفر دون الاعتماد على أحد .. قد يكون هذا المجد معنوياً أو مادياً. الإنسان العصامي قد يتعثر ويسقط مرة ومرتين وثلاث وربما ألف ومع ذلك فهو لا يستسلم بسهولة .. إنه بعد كل سقوط ينهض ويبدأ من جديد إلى أن يبلغ أعلى وأرقى مراتب النجاح. إن الشخص العصامي يكاد أن يتخذ من هذا البيت الشعري مبدأ له في الحياة :لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي .. وبنفسي فخرت لا بجدودي. يقول الفيلسوف الألماني نيتشة:هناك شخص واحد لم يذق طعم الفشل في حياته: إنه الرجل الذي يعيش بلا هدف. ويقول بترارك : ليس سقوط المرء فشلاً، إنما الفشل أن يبقى حيث سقط. من هنا .. نتمنى من الإخوة الأعضاء ممن اتخذوا العصامية فلسفة وطريقاً محفوفاً بالشوك والورد في الحياة أن يدلوا بتجاربهم وخبراتهم وبداياتهم عسى أن نتتلمذ على تلك التجارب ونتعلم منها ما يفيدنا ونبدأ خطواتنا الأولى دون خوف أو رهبة من السقوط للأسفل.