×
محافظة المنطقة الشرقية

بوكير.. «قرّبت»

صورة الخبر

نجح (الأزهر) في إطلاق قناة فضائية تابعة له مساء (أمس الأول)، وهي خطوة قُوبلت بترحاب بالغ من الأوساط الثقافية والاجتماعية ليس في مصر وحدها، بل بين مثقفي العالم الإسلامي والعربي! السبب واضح أن هذه القناة ينتظر أن تكون صوتاً للاعتدال والتسامح والوسطية، وخصوصاً أن هناك قنوات متعددة وفضائيات تملأ السماء وتتسمى بأسماء إسلامية وتتصف بصفات دينية وهي أبعد ما تكون عن السماحة ونشر الخير، بل هي معاقل ومنابر فتنة وتشرذم وانقسام بين المسلمين! الخطوة وإن كانت متأخرة نوعاً ما، إلا أنها في الاتجاه الصحيح، وتحسب لهذه المؤسسة الدينية العريقة، ونرجو أن تكون هناك خطوات مماثلة من مؤسسات وهيئات سعودية محلية، إيماناً بدور وسائل الإعلام وأهمية وجود منبر مستمر على مدار الساعة يتم الرجوع إليه من بسطاء الناس وعامتهم! التلفزيون اليوم (ضرورة) في كل بيت، ورغم أهمية وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وسرعة نقلها للأخبار والأحداث والبيانات، إلا أن استقاء المعلومة عبر (المصدر التقليدي) ما زال هو المسيطر على العقلية العربية، مما يعني ضرورة أن يستعين كبار العلماء بالبث الفضائي لتبيان موقفهم ورأيهم من مجمل ما يجري هنا وهناك وما يستجد من حال المسلمين، لتوعية الناس وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم! بلا شك أن سماحة المفتى - حفظه الله- وإخوانه من هيئة كبار العلماء متواصلون مع الناس في دروسهم بشكل سهل وميسَّر، وحتى عبر استضافتهم في برامج الإفتاء التلفزيونية والإذاعية، ولكنني أقترح أن تُطلق قناة فضائية تابعة (للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) تقدِّم الفتاوى من العلماء المعتبرين والمصرَّح لهم فقط، وتجيب على تساؤلات كل مستفت، وتقطع الطريق على القنوات التي تقدِّم برامج الإفتاء بشكل عشوائي! في حال إطلاق قناة (المفتي) أو قناة (اللجنة الدائمة) أو قناة (هيئة كبار العلماء) السعودية، ستكون مرجعاً أصيلاً وقوياً لكل العالم الإسلامي، لأن المشاهدين سيبحثون عن هذه القناة لاستقاء الفتوى الصحيحة، والرأي السديد، والإجابة الشافية لكل ما في الصدور، كما أنها ستكون (منبراً) لأي بيان أو رأي ترغب هيئة كبار العلماء في المملكة توضيحه لعموم المسلمين! قناة (الإفتاء السعودية) ليست ترفاً، بل أظنها ضرورة يجب أن نعمل من أجل إطلاقها بالشكل الصحيح والمميز والجذاب، لتجمع بين الرزانة، والفائدة، وتكون لائقة بمكانة علمائنا وبلدنا.. فهل نراها قريباً؟! وعلى دروب الخير نلتقي. fahd.jleid@mbc.net fj.sa@hotmail.com