جميعنا نتحجج بالظروف عند لحظات الإخفاق، ونقدم قائمة من المعاذير مع كل قصة تقصير، ورواية "الظروف" هي حيلة نفسية، نكررها كلما استدعت الحاجة جرعة تخدير تزيح عن أنفسنا ثقل المهمة وصعوبة الإنجاز، وفي الحقيقة نحن نتجاهل قوتنا الداخلية، ونستخف بها، والمقولة العظيمة التي ستغير حياتنا للأفضل هي مقولة الدكتور مصطفى محمود: (الإنسان هو الظرف الحاسم)، فمع كل ظرف خارجي تذكر أن مقدار قوتك الداخلية هو فقط من يستطيع الحسم في النهاية. "الظروف" يتوقف تأثيرها على إيمانك بقدراتك، فعندما نستسلم للظروف ابتداء تكون دواخلنا هي أجهزة مبرمجة على "الاستجابة"، وعندما نؤمن بقدراتنا تنقلب المعادلة وتكون دواخلنا أجهزة حفر قوية في جدران "الظروف"، وتنتقل دواخلنا من "الاستجابة" إلى "التأثير"، فحدثني عن قوتك الداخلية لأحدثك عن قوة ظروفك، فالمعادلة بينهما عكسية، ومن يفز بالقوة يفز بالتأثير، ومن يفقد القوة يرضخ تحت أوتاد الاستجابة. "الإيمان بالقدرات" هو نقطة تحول في حياة الناجحين، وفتش من حولك ستجد بعضاً ممن هم أقل منك وصلوا لأفضل مما أنت عليه، وأنت تكتفي بقولك : (الظروف خدمتهم)، ولم تدرك أنهم وببساطة شديدة آمنوا بقدراتهم أكثر من إيمانك بقدراتك، ومن يؤمن بقدراته يصنع الظروف، ومن لا يؤمن بقدراته تصنعه الظروف. المعركة الأولى ضد الظروف الصعبة تبدأ بالانتصار الداخلي، ومَن لا يجهز نفساً قوية قادرة على التحكم بذاتها ستفشله الظروف، ومَن يسقط في الداخل يسقط في الخارج، وكل الذين هزموا الظروف الصعبة كانوا في حالة تفوق داخلي في اللحظات الحاسمة مع ظروفهم. مع المشاكل والصعاب نتجه للأسباب ونتيه في تحليلاتها وشتمها، ونغفل عن: (الوقود + الحل)، فالوقود الأهم الذي يمدنا بالطاقة اللازمة منبعه من القدرة على التحكم بدواخلنا، والحلول تأتي عندما نركز على ما يمكننا فعله بعيداً عن مشاعرنا السلبية حيال المشكلة. "الإيجابية" في طريقة التفكير ستسهل عليك الوصول إلى قمة التحكم في الداخل، وستجعلك قادراً على الإمساك بزمام الظروف وترويضها تحت لجام إيمانك بقدراتك، وابتعد عن "السلبيين" الذين يعشقون الاستسلام لظروفهم.