مقال طويل استغرق صاحبه (717) كلمة خصّصها جلها ليقول إنني أعطيته محاضرة في حب الوطن، وهو ما يعني بأنني أتباهى عليه بوطنيتي. هذا ما خرجت به من قراءتي لرد صديق الفيس بوك الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزهيان على مقالي في «المدينة» بعنوان: (تعليق على تعليق) الاثنين 04/11/2013 الذي تناولت فيه ما كتبه على فيديو نشرته على صفحتي في الفيس بوك بعنوان: «باكستاني من مواليد السعودية تم ترحيله في حملة الجوازات، فقام بالانتحار»، وكان تعليق د. الزهيان: «ما دام أنه انتحر، فلا يستحق أن يكون سعوديًا. وليتبعه أمثاله في ذات الطريق». *** لقد رأيت في كلام الدكتور عبدالرحمن قدرًا كبيرًا من «القسوة» و»الشوفونية»، وهو وصف لا أذكر أنني استعملته من قبل في حق زميل كاتب أو أكاديمي.. ولكن حدة كلماته أجبرتني علي استعمال هذا الوصف وإدخاله في مفرداتي اللغوية. لذا فأنا أعذره لو عرّج في ردّه بمفاهيم غير تلك التي ذكرتها. وعلي عكس ما ذكره بأنني قد عرّجت في مقالي خارج الموضوع الأصلي وهو «الجنسية السعودية»، فإن ما كتبته لم يخرج عن هذا المعنى عندما قال إن المنتحرين لا يستحقون أن يكونوا سعوديين، فقد وضعت أمامه إحصائيات ودراسات علمية منشورة قام بها أساتذة سعوديون، بل وأوردت أيضًا إحصائية رسمية صادرة من وزارة الداخلية، تؤكد ازدياد حالات الانتحار في المملكة، كما أن المقارنة بالسنوات العشر الماضية، كما أورد الدارسون، تؤكد تضاعف عدد المنتحرين ما بين (1994 و2006) بنسبة 185%. وهي إحصائيات ودراسات علمية ادّعى -رعاه الله- في ردّه بأنني زعمت بأنها «غير مُعلنة/ سرية»، وهي كلمات أقحمها على المقال لم ترد في مقالي بشكل مُباشر أو غير مُباشر. *** وأنا أكتب هذا المقال وليس في يدي لا «سيجار»، ولا سيجارة، ولا حتى شيشة، فأنا لا أُدخِّن.. وعفاني أن أنظر إلى الدكتور الزهيان إلا كوطني مُثقف يحمل فكرًا نيرًا اختلفنا في الرأي. لذا أكبرت فيه تأكيده في مقاله على أن «كل إنسان يستحق الاحترام والنجدة» بما فيهم الضيوف من الأجانب (...)، ولا يوجد مبرر فطري معقول أن يحرم أي إنسان من هذا الحق. ولكن هذا الاحترام يصبح عزيزًا عندما لا يصون هذا الإنسان حق الآخرين في أن يعاملهم –أيضا- باحترام، فالضيف يجب أن يراعي قواعد وأحكام الضيافة، والأجانب هم ضيوف في بلادنا، ومن مظاهر احترام البلاد وأهلها الالتزام بالقوانين والأنظمة ومراعاة عادات وتقاليد ونواميس أهلها، وهو أمر لا يمكن أن اختلف معه حول نصه أو مضمونه. *** أما نافذتي الصغيرة فعادة ما أُخصّصها لاقتباسات لكُتّاب وفلاسفة ومُفكِّرين تكون لها علاقة بالموضوع حينًا.. أو ليس لها علاقة حينًا آخر. وقد حرصتُ على أن تُعبّر عن وجهة نظر كثيرًا ما رددتها في مقالات كان آخرها في اليوم الوطني هذا العام، أكدت فيها أن الوطن «هو اجتماع للقلوب يُعبِّر فيه أبناء الوطن عن حبهم للأرض التي نشأوا عليها، ويسترجعون فيها أحاسيس وذكريات لا يمكن أن ينسوها أبدًا، لأنها نتاج سنوات طويلة من اعتراك الحياة في أحضان هذه الأرض التي نسميها.. «وطن». واختتمته بـ»نافذة صغيرة» من شعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، لم أرَ فيه مزايدة من سموه على حب الوطن، بل مُشاركة تنبع من قلب مواطن تُعبّر عن شعور كل المواطنين: «قالوا: البيت الحرام.. قلت: أرضي قالوا: الشرع الإمام.. قلت: أرضي قالوا: الحب السلام.. قلت: أرضي قالوا: في مدحك نزود.. قلت: يفداها الحسود ما على هالأرض.. أرض مثل أرضي». * نافذة صغيرة: (لا شوفونية في حب الوطن.. الشوفونية هي أن تحتكر هذا الحب وتمنع الآخرين -حتي لو كانوا من غير أهله- عن حبه).. عبدالعزيز الصويغ. nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain