×
محافظة المنطقة الشرقية

القبض على لصوص سرقوا 425 ألف ريال من منزل بحائل

صورة الخبر

لا يعلم إلا الله مدى سروري بالوصول إلى جميع منفذي جريمة الدالوة، وزادني سرورا البنية الثقافية التي قام عليها البيان الأخير الذي أصدرته وزارة الداخلية في هذا الشأن. بيان يحمل في داخله كثيرا من دلالات السعادة ولكنها ليست سعادة الإنسان الذي يشعر أنه نجح في أداء مهمته بل سعادة الإنسان الذي قام بواجبه الأخلاقي. شحن كاتبه فيه كل المعاني الوطنية التي يجب أن يعرفها المواطن والمقيم على ارض المملكة المتمثلة في الروح التي تتملك كل الشرفاء من أبناء هذا البلد وليس فقط العاملين في وزارة الداخلية. جاء بيان وزارة الداخلية معلوماتيا وأخلاقيا في الوقت نفسه. كان يكفيه أن يتصلب في حدود لغة مهنية صارمة تذيع الخبر بتفاصيله الضرورية دون أن تتعداها. بيد أن كاتبه دمج فيه اكثر من رسالة خطيرة. الأولى مفهوم الأمن في المملكة وطبيعته. لا يلمس القارئ في هذا البيان أي صيغة تخويف أو تهديد فالأمن في ذهن كاتبه يقوم على مفهومه الأخلاقي في نفوس الناس الأسوياء وليس على البطش. لكن القارئ في المقابل سيلمس روح العزم والتصميم عند رجال الداخلية أن تكون المملكة آمنة لكل من يعيش فيها. ترك البيان الحقائق تعبر بنفسها عن هذا التصميم. الرسالة الثانية وهي الأهم أن الطائفيين لن يلمسوا في هذا البيان متطلبات الإنصاف الطائفي. هذا الإنصاف من أخطر ما روج له الطائفيون بين الناس لتكريس الطائفية. من ينتقد طائفية بعض مشايخ السنة عليه من باب الإنصاف أن ينتقد مشايخ الشيعة المحرضين . أو لماذا تضرب أمريكا المنظمات السنية وتترك المنظمات الشيعية؟ روح الإنصاف هذه هي أشد أنواع الطائفية ظلاما وهمجية. هؤلاء الباحثون عن العدل الطائفي لا يرون في أعماق روحهم أن داعش (على سبيل المثال) مجرمة إلا بالتوازي مع المنظمات التي يكرهون طائفتها. هؤلاء لا ينشدون العدل والأمن لا يهمهم سوى العدل الطائفي فقط. على استعداد للتنازل والسماح بضرب (مجرمي) طائفتهم إذا تم ضرب مجرمي الطائفة الأخرى فقط. الجريمة في أخلاقهم لها تبرير. بالإضافة إلى طائفية أصحاب هذه النظرية التي لا يخطئها العقل سوف ترى أن هؤلاء يفتقرون إلى حس العدالة الإلهي. العدالة ليست معنية بإرضاء طرف كما أرضت الطرف الآخر. العدالة شاملة ومطلقة ولا تنطوي على تنازلات ومساومات. من أسوأ ما تقرأ من يقول إن الطائفية مصدرها طائفية الطرف الآخر. الطائفية مرض فكري وليست رد فعل. طائفتي لا تنشأ في نفسي من طائفية الآخر ضدي. مصدر الطائفية النفس المريضة المحتقنة والتي تم تغذيتها في الأصل على كراهية الآخر والتعنصر ضده. والدليل أن من يكره الشيعي أو السني لا يكره الشيعي أو السني فقط. مشكلته دائما مع الآخر. مع من يختلف معه في الدين أو الفقه. نيجيريا لا يوجد فيها شيعة تبرر مذابح بوكو حرام والصومال لا يوجد فيها شيعة تبرر جرائم شباب الإسلام. فوت بيان وزارة الداخلية على هؤلاء فرصة تنفيس احتقانهم. لم يشر البيان من بعيد أو قريب أن الأمر طائفي ولم يعنه الأمر. لا تلمس في البيان ذلك الإنصاف المزيف السائد في بعض خطابات المهتمين بالشأن العام. لا ترى فيه أي محاولة لرضا فئة أو أخرى أو توازن بين هذه الطائفة أو تلك. لم يعنه الصراع الهمجي بين الطائفيين وأكد أن وزارة الداخلية ليست طرفا في تهدئته أو حله الفكري. أقام البيان لغته على رسالة وطنية إنسانية صرفة. لن يجد أي طائفي فيها مساندة او تأييدا أو روح الإنصاف التي يتمناها. معركة وزارة الداخلية مع الإرهاب إلى أن تتم إزالته لا تسويته ولا تهدئته ولا ترضية تحقق العدل بين مرتكبيه أو مؤيديه. لمراسلة الكاتب: abakeet@alriyadh.net