امتلأت روضة حمام (أم حمام) في محافظة الأسياح وغمرتها السيول بمحيطها المسيج بطول أكثر من ثمانية كيلو مترات حيث يصب في الروضة عدد من شعاب المحافظة الكبيرة لتبشر وكما عودتنا بإنبات مبكر ومسطحات طبيعية تفترش بنبات النفل العطري ونبات الحرف (رشاد البر) وأروت الأمطار آلافاً من أشجار البيئة المستزرعة، حيث شهدت روضة حمام أول تجربة قبل نحو أربع سنوات لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم بزراعة ثلاثة آلاف شجرة من أشجار البيئة نجحت بنسبة 80 % وتم تعميم تلك التجربة للانطلاق بها في أنحاء المنطقة ضمن المبادرات العملاقة التي تستهدف غرس ملايين من أشجار البيئة والتي تعتمد في سقيها على حصاد الأمطار والمياه المتجددة. ويجدر بالذكر أن الروضة ليست روضة تنزه ربيعي وغابات مستزرعة وأعشاب عطرية فواحة بل إنها تعد واحدة من أهم مناجم الطين الفخاري حيث خصص جزء من الروضة كموقع استثماري لصالح إحدى جهات الاستثمار لأكثر من 25 عامًا ويؤخذ على المستثمر أنه قد التزم بتنفيذ طريق إسفلت يصل إلى المنجم ولم يفِ بالتزامه بالصفة المطلوبة. الامتلاء الأخير لروضة حمام تزامن مع بدء الحماية الفعلية للروضة من قبل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر (مبادرة تنمية الفياض والرياض) تحت شعار «لنحافظ على المراعي الطبيعية ونساهم في استدامتها» وضمن مبادرة السعودية الخضراء تمثل ذلك ببدء تركيب لوحات تحذيرية تبين حدود الروضة كمحمية طبيعية وتكرس مفهوم المشاركة والتعاون والسلوكيات الإيجابية وتحدد مفهوم الحماية بمنع الرعي داخل الروضة ومحارمها وكذلك الاحتطاب ونهل الرمال أو التربة كذلك منع الصيد ورمي المخلفات ودخول المركبات.