×
محافظة الرياض

الزيارة الكريمة

صورة الخبر

نحن نستطيع أن نحرر ذواتنا وأن ننعتق من شرانق الألم بأن نختار وأن نتخذ القرار.. وهي ميزة تميزنا عن باقي المخلوقات.. بصفتنا بشرا نمتلك رفاهية الاختيار. العربريم قيس كبّة [نُشرفي2017/01/25، العدد: 10523، ص(21)] أحيانا ننسى أن ننظر حولنا فنعيد تقييم ما لدينا بأن نحتفي به مهما بدا لنا صغيراً أو بديهيًّا ولا جدال فيه.. فقد يكون القليل الذي مُنحنا إياه حلما لدى الكثيرين.. وقد يكون ما نتمتع به من صحة وقدرات أو مال وجاه أو أحبة وأهل وذرية حلما يسعى لامتلاكه سوانا.. لكن الحياة تصر على أن تضع أمامنا المعوقات فننسى أو تغشى أبصارنا وبصائرنا عن تمييزه.. فصروف الحياة قد تبدو أحياناً أكبر من قدرات استيعابنا وإمكانيات الاحتمال فينا.. لكننا في جميع الظروف مسؤولون عن حيواتنا وعن سبل تعاملنا مع ما حولنا ومَن حولنا ومع الأحداث أيًّا ما كانت ومهما بدت كارثية.. “براين ترانسي”.. وهو رجل عصامي أصبح مليونيرا بعد أن آمن بنفسه وبقدرات الإنسان على صنع المعجزات.. يقول إنه آمن بعبارة رددها طوال حياته إذ وجد أنها كانت أحد أسباب نجاحه ووصوله إلى ما وصل إليه.. وهي “أنت مسؤول مئة بالمئة.. فكيف ستتصرف حيال ذلك؟”. ويذهب خبراء العلاج بالرياضات الروحية إلى الاعتقاد أن للإحساس بالمسؤولية شقّين.. الشق الأول هو التقبل بكل معطياته.. وهو ما لا يعني الاستسلام للقدرية.. وإنما يعني كل ما يقف بالضد من رفض الواقع أو الاستسلام للصدمات والانعكاسات النفسية التي تأتي نتيجة عدم التصديق.. ثم يأتي الشق الثاني وهو بزوغ تلك التساؤلات التي تشبه “ما هي الحلول المتاحة أمامي؟”.. أو “ما الذي أستطيع فعله حيال ما يجري؟”.. وهي تساؤلات علاجية ثورية.. تنم عن قوة الشخصية وعن قدرة عالية على الصبر والاحتمال.. وهي بدورها تقف بالضد من تلك التساؤلات المحبطة من مثل “لماذا يحدث كل ذلك لي أنا؟”.. أو “كيف يمكن أن يكون حظي سيئاً إلى هذه الدرجة؟”.. فنحن نستطيع أن نحرر ذواتنا وأن ننعتق من شرانق الألم بأن نختار وأن نتخذ القرار.. وهي ميزة تميزنا عن باقي المخلوقات.. بصفتنا بشرا نمتلك رفاهية الاختيار.. ومن لحظة اختيارنا الأولى واتخاذنا القرار نحن إنما نقف على عتبة التحرر من الإحساس بالظلم.. هذا إذا لم نكن قد تحررنا منه فعلا منذ لحظة القرار الأولى.. فإن لم نكن نملك السيطرة على الكثير مما يحدث لنا.. فإننا بلا شك نملك السيطرة على اتخاذ قرار نسيان ما حدث أو تقبله.. مقابل الاستسلام لتبعاته والانغمار في دور الضحية حتى تأخذنا بأمواجها إلى أن نستحلي فكرتها لكي نحظى باهتمام الآخرين واستعطافهم.. ويذهب البعض إلى القول إن دقيقة صمت وتفكير واحدة أمام مرآة أنفسنا تجعلنا نصدق أننا نملك أن نختار التجاوز والشروع في إيجاد الحلول والتحرك نحو الفعل.. عوضا عن الاستسلام والتخاذل والمضي في طريق “الفشل المريح”! وبالعودة إلى قول ترانسي بشأن المسؤولية فقد أعجبني تعليق المعالجة الأميركية جانين موراي عليه بقولها “أعلن أنني أتقبل مسؤوليتي مئة بالمئة عن كل شيء في حياتي.. وسأعمل جهدي بأن أجعل هذا اليوم يوما مميزا ورائعاً!”.. واللطيف أنها تنصح كل من تعالجه بالقول “حاول أن تغني هذه العبارة وأنت تمضي في تفاصيل حياتك.. أعد تكرارها بحماس وبنيّة حقيقية.. واستنشق بعمق إحساسك بوقعها وتأثيرها على قلبك وعلى كل خلية من خلاياك.. فهي مفتاح نجاح تعلمته من صديقي المليونير العصامي!”.. صباحكم تقبّل.. شاعرة عراقية مقيمة في لندن ريم قيس كبّة :: مقالات أخرى لـ ريم قيس كبّة نحن مسؤولون مئة بالمئة , 2017/01/25 إصبع صغير مجروح, 2017/01/11 بصمات واضحة, 2017/01/04 ديك رومي لعشاء الميلاد , 2016/12/28 كيف تقيم عامك المنقضي, 2016/12/21 أرشيف الكاتب