الدمام الشرق قدم باحثون من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن اختراعاً يعمل على الحفاظ على الماء داخل الخلطة الخرسانية لأطول مدة ممكنة بأقل كمية من المياه، حتى يكتمل التفاعل بينهما، وذلك عن طريق بطانية من ثلاث طبقات تقوم بحفظ الرطوبة 12 يوماً توضع على سطح الخرسانة بعد صبها. وتم تسجيل الاختراع في مكتب براءات الاختراعات الأمريكي. وفازت الفكرة بالجائزة الأولى للنسخة الأولى من مسابقة «من الفكرة إلى النموذج»، التي ينظمها معهد ريادة الأعمال في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. كما فازت الفكرة أيضاً بالجائزة الأولى للنسخة الثانية من مسابقة «خطة العمل» التي ينظمها معهد ريادة الأعمال بالجامعة. وذكر عضو الفريق البحثي المنفذ للمشروع الباحث فراس محمد (مرحلة الدكتوراة بالجامعة) أن العادة جرت أن تتم معالجة الخرسانة بعد صبها بالماء والعمل على الحفاظ على الماء داخل الخلطة الخرسانية حتى يكتمل التفاعل بين الإسمنت والماء، وتعتبر الأيام الأولى بعد عملية صب الخرسانة الأكثر تأثيراً على اكتسابها للقوة، لذا من الضروري الحفاظ على سطح الخرسانة رطباً لضمان عملية معالجة كاملة. وأضاف أن الطرق التقليدية لمعالجة الخرسانة هي تكرار عملية رش المياه على الخرسانة الجديدة لتقوية الخرسانة إلا أن حرارة الأجواء في المملكة وهبوب الرياح الشديدة يعملان على تبخير المياه بسرعة من الأسطح الخرسانية قبل اكتمال التفاعل بين الجانبين ما يتسببان في هشاشة الخرسانة، كما يتسببان في إهدار كميات كبيرة من المياه. بينما يقوم الاختراع الجديد الذي يتكون من بطانية رقيقة يتم رشها بالماء مرة واحدة فقط بحبس الماء وتوزيعه على الأسطح الخرسانية لمدة تصل إلى 12 يوماً، وهو ما يضمن اكتمال التفاعل بين الجانبين. وأوضح أن البطانية تتكون من ثلاث طبقات: العليا مكونة من البولي إيثيلين الشفاف، أما الوسطى فهي من القطن المحشو بمسحوق مبلمري قادر على امتصاص كميات كبيرة من المياه وتخزينها، ومن ثم فقدانها تدريجياً، أما السفلى فمكونة من الليف أو الخيط كالخيش مثلاً. وتابع أن أهم مزايا المنتج تتمثل في توفير المياه اللازمة لمعالجة الخرسانة، وضمان معالجة خرسانة مكتملة، وسهولة التصنيع، وسهولة التركيب في الموقع، وتوفير وقت وجهد العمالة، وإمكانية الاستخدام عدة مرات، وصديق للبيئة ولا يضر بالحياة البشرية، وسعر تقديري مقبول للمتر المسطح، وإمكانية التطوير، وإمكانية التفكيك بعد الاستهلاك واستخدام عناصره في تطبيقات أخرى. وتم عمل خطة عمل متكاملة بكل عناصرها الفنية والهندسية والمالية لإنشاء مصنع يقوم بإنتاج وتسويق هذا المنتج. ويضم الفريق البحثي، الذي شارك في المشروع من طلاب دراسات عليا في جامعة الملك فهد وهم: فراس محمد كافيه، حسام محمد ولويل، محمد أحمد خليل، فادي محمد أبو سمرة.