غزة سلطان ناصر مرّت سبعةُ أيامٍ منذ أن حكمت مصر على قطاع غزة بالحبس الانفرادي وعزلته عن العالم رافضةً كل الطعون ومعتبرةً الأدلة الإنسانية التي قدمها الغزيّون بشأن تأكيد براءتهم من التدخل في الشؤون المصرية أمراً لا يعنيها في سبيل الحفاظ على أمنها القومي، الذي تقول حركة حماس إن جهات إسرائيلية وعربية وفلسطينية تحاول اتهام المقاومة الفلسطينية بالوقوف خلف زعزعته. ومنذ لحظة إغلاق القاهرة منفذ رفح البري الأسبوع الماضي في وجه المسافرين الغزيين تحول القطاع إلى سجنٍ كبير يحيط به الموت من كل اتجاه، لا سيما أن الجيش المصري شدد من خناقه له ودمر معظم الأنفاق على الشريط الفاصل بين رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية التي تُستخدَم لتهريب الغذاء للفلسطينيين الذين تحاصرهم إسرائيل منذ سيطرة حماس على القطاع صيف 2007. ويعيش الغزيّون ظروفا حياتية صعبة أعادت ذاكرة الحاج أبو محمد للحظات الأولى للحصار، حيث يقول إن «مصر منفذنا الوحيد على العالم ووقفت إلى جانبنا في السابق ونأمل أن تفتح المعبر وتترك الأنفاق تعمل لأن أوضاعنا أصبحت في غاية الصعوبة فلا يوجد لدينا محروقات ونعاني من أزمة كهرباء إضافةً إلى شح مواد البناء والأغذية وتوقف شبة كامل لعجلة الحياة». ويؤكد أبو محمد خلال حديثه لـ «الشرق» أن الغزيين يحترمون القرارات المصرية ولكن مصر عليها ألا تتركهم بين الموت أو انتظار رحمة السجان الإسرائيلي. وتشارك أم محمد زوجها في الحديث قائلةً باللغة العامية: «يا عمي إحنا ما دخلنا في مشكلاتهم ويا ريت يطلعونا منها ويفتحوا المعبر، خلينا نعيش». وعلى المستوى السياسي، دخلت العلاقة بين حماس والقاهرة مرحلةً من التوتر عقب إعلان الجيش المصري عن اكتشاف عبوات ناسفة أسفل ثكنة عسكرية على الحدود مع غزة موصولة بصواعق تفجير داخل حدود القطاع الأمر الذي نفته حماس قائلةً إن لديها معلومات حول قيام عناصر من الجيش المصري بزراعة ألغام كبيرة تحت نقاط الحراسة المصرية وحفر أنفاق متجهة من المكان إلى غزة. وكتب القيادي في الحركة، الدكتور صلاح البردويل، على موقع «فيسبوك» مندداً بمحاولات الزج بحماس في أتون الصراع الداخلي المصري دون أي دليل أو منطق. فيما أبدى وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة، غازي حمد، خلال لقاء تليفزيوني عبر قناة «الأقصى» التابعة لحماس استعداد حكومته للتعاون مع مصر في أي قضية. يشار إلى أن حماس تتعرض لاتهامات وانتقادات قوية من قِبَل الإعلام المصري، حتى أن إعلاميين طالبوا الجيش بضرب القطاع وحركة حماس واتهموا الحركة بمساندة جماعة الإخوان المسلمين وكذلك المشاركة فيما يجري في مناطق شمال سيناء، وهو ما تنفيه حماس تماماً.