لايزال مسلسل الجرائم الصهيونية مستمراً في كل يوم ضمن سلسلة عمليات البطش والقتل التي تشكل خرقاً واضحاً لكل قرارات المجتمع الدولي، وانتهاكاً للأعراف والقوانين، وجريمة بحق الإنسانية التي ماتت أمام طغيان مستبد لا يضع اعتباراً لأي أحد، بل يستبيح كل مجازره التي يروح ضحيتها العديد من الأبرياء في الأراضي الفلسطينية وغزة تحديداً التي شهدت وتشهد أسوأ عمليات الإجرام والقتل والاستبداد والظلم أمام مرأى ومسمع الجميع، والسؤال ونحن نتابع كل هذا الدمار أمام مشاهد لا تتحملها القلوب وتقشعر لها الأبدان من قتل عشوائي لا يميز بين الكبير والصغير، وأكوام الركام التي انهارت على الضحايا وهم في سبات نومهم سوى أنهم وجدوا أنفسهم بين أشلاء متطايرة وحطام ما تبقى من البيوت، ماذا ينتظر العالم الذي يستنكر ويشجب باستمرار فقط إزاء كل هذه الجرائم؟ ألم تحن ساعة الحساب والعقاب طالما المجتمع الدولي والأمم المتحدة ملتزمة، كما تدعي بالقرارات الدولية ومحاسبة كل من لا ينصاع لها؟ أم أن الكيان الصهيوني مستثنى من كل ذلك والأرض خصبة أمام مجازره وانتهاكاته الصارخة وما يحدث خير دليل؟ إن عمليات التصعيد التي يمارسها السفاح الصهيوني لم تأت من فراغ بل هي حلقة من حلقات مخططاته للتمدد والسيطرة وزيادة النفوذ، لقيادة دفة الأمور في منطقة الشرق الأوسط، والتصدي لكل من يقف أمام خارطته التي يشكلها في كل يوم حسب أهوائه لضرب وخرق والاعتداء وتهديد أي دولة تشكل خطراً على أهدافه التي تستمد قوتها من الدول الداعمة له أمام صمت عالمي حدوده تقف عند إصدار البيانات المكررة، بينما هناك آلاف القتلى في فلسطين، فضلاً عن هجماته على المناطق السورية التي نتج عنها أضرار جسيمة بالمرافق والبنية التحتية، بالإضافة إلى ممارساته غير المتوقفة في ضرب الأبرياء في لبنان، بحجة الرد على الضربات التي تشن من حزب الله. إن الكيان الصهيوني يعمل على إشعال فتيل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط باستمرار، كأنه يمارس لعبة عنوانها القتل وارتكاب أبشع الجرائم، حتى يستمتع بهوايته الدموية، ويبعث برسائل عنوانها القوة والسيطرة والمواجهة والردع لكل من لا ينصاع له ولهمجيته وعدوانيته. منطقتنا أصبحت لا تهدأ وتعاني من وتيرة العنف والتوتر، ولاتزال الدول الكبرى تضع غطاء الإدانات والشجب والاستنكار مبرراً لصمتها المريب أمام المجازر اليومية لإقناع الشعوب الرافضة لممارسات الصهاينة ودمويتهم بأنها ضد الجرائم التي يدفع الأبرياء ثمنها، بينما هي في حقيقة الأمر تغض النظر عن كل ذلك، في المقابل فإن عمليات الانشقاق ماضية بين صفوف الدول التي طالها دمار الكيان الصهيوني، لأن عمليات التصفيات بين أحزابها وكياناتها لاتزال متوقفة عند عقلية التخلف والرجعية والانتقام والانشغال في مهاترات المحسوبيات، بسبب مرجعياتهم التي لاهم لها سوى البحث عن الزعامة وإثبات الوجود والسيطرة في الداخل. غزة الجريحة التي أرضها ترتوي كل يوم بدماء الشهداء تعاني من ظلم طال كل شيء رغم صرخات الاستغاثة التي لم تجد من يستجيب لها. آخر السطر: المخطط الصهيوني لن يتوقف ومستمراً لاستكمال خارطته