×
محافظة المنطقة الشرقية

الدراج أولاً.. والفوز على أحد في السلة تعادل أولمبي الفتح مع الصواب ودياً

صورة الخبر

من المسلم به أن منطقة الخليج العربي بصورة خاصة ومنطقة الشرق العربي (الشرق الأوسط) بصورة عامة يحظى بأهمية استراتيجية لمختلف القوى العظمى وذلك للأسباب الآتية: * إنها تمثل سرة العالم وملتقى مواصلاته واتصالاته البرية والجوية والبحرية وأليافه وكيابله ناهيك عن احتوائها على أهم المضايق المائية في العالم وهي مضيق هرمز الذي يصل الخليج العربي ببحر عمان ثم المحيط الهندي، ومضيق باب المندب الذي يصل بين البحر الأحمر وخليج عدن ثم المحيط الهندي، وقناة السويس التي تصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. * إن منطقة الشرق العربي بصورة عامة والخليج العربي بصورة خاصة تحتوي على أكبر احتياطيات النفط والغاز العالمية والذي يعتبر المحرك الرئيسي لعجلة الحضارة العالمية على الرغم من الجهود المبذولة لإيجاد بدائل نظيفة ومتجددة تغني عنه. إن تحييد أهمية النفط من خلال نضوبه من جهة أو الاستغناء عنه بصورة رئيسية خلال عقد أو عقدين أو أكثر أمر لا مفر منه لأنه قادم لا محالة ولذلك لابد للعرب الذين يعتمدون عليه من استغلال فرصة توفر السيولة لديهم اليوم * النمو الديموغرافي في المنطقة من أكبر معدلات النمو المماثلة في العالم وهذا له حساباته وارهاصاته من قبل من له مصالح أو مطامع في المنطقة. * وجود دولة إسرائيل كجسم غريب في المنطقة وتمركز اللوبيات الصهيونية المؤيدة لها في أمريكا بصورة خاصة وأوروبا بصورة عامة جعل المنطقة محط أنظار المتآمرين الذين يسعون إلى تحطيم كياناتها المستقلة وتقسيمها ومنع استفادتها من مميزاتها واشعال الحروب والانقسامات الطائفية والعرقية والحدودية وتعزيز جذوة المنافسة غير الشريفة بين حكامها حتى لا يثق بعضهم ببعض من ناحية وتدبير المكائد لبعضهم البعض من ناحية أخرى تصديقاً لوعود سوف تذروها الرياح وعندها سوف يقول الأخير منهم «لقد أُكلت عندما أُكل الثور الأبيض». نعم إن كل النعم التي تنعم بها دول الشرق الأوسط يتم تحويلها إلى نقم على شعوب تلك المنطقة فالغالب على المنطقة ليس بخافٍ على أحد وزرع بؤر الخلاف وتحريض الدول ضد بعضها البعض لم يعد سراً فهذه إسرائيل تُبنى على حساب المنطقة العربية كلها وهذه إيران تمد أذرعتها وتحتل ما ليس لها وتتدخل في شؤون غيرها وتنظر لامبراطورية فارسية كبرى تشمل في المرحلة الأولى منطقة الخليج والعراق وسوريا ولبنان واليمن وفي المرحلة الثانية كلا من مصر والسودان وليبيا وتونس وبقية بلدان المغرب العربي التي تنشط فيها مخابراتها ومبشروها وأموالها في زعزعة الاستقرار وبناء الولاءات ومد يد العون لكل بلطجي أو شبيح أو متربص أو انتهازي لا يهمه من الوطن الا ما يدخل في جيبه ويثري حسابه، إن المنطقة تجر نحو اقتتال يكفي المتآمرين شر القتال.. لعل ما حدث ويحدث في العراق وما يحدث في سوريا وما يحدث في كل من مصر وليبيا وتونس واليمن والسودان ليس وليد الصدفة ولا شك ان المحاولات والجهود تبذل لإلحاق منطقة الخليج بركب عدم الاستقرار إلا ان شعوب الخليج وحكوماتها سوف تقف أمام ذلك بكل حزم واقتدار. * تحييد بترول الشرق الأوسط وتقليل أهميته من خلال إيجاد بدائل نظيفة ومتجددة تغني عنه مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والحرارة الأرضية وطاقة المياه والعمل على جعل الطاقة النووية أكثر أمانا وأقل تكلفة ناهيك عن الاختراق العلمي الأخير والذي مكن أمريكا من استغلال الغاز والبترول الصخري ما جعل أمريكا تكتفي ذاتياً في مجال الغاز وتحث الخطى من أجل الاكتفاء الذاتي في مجال البترول والعمل على ان تصبح أكبر مصدر للبترول عام 2030م. تحييد الاستفادة من عوائد البترول من خلال خلق بؤر للحروب أو تهديد بها يحتم الصرف على التسلح أو مد يد العون أو إعادة الاعمار أو غيرها من العوامل التي تلهي عن التنمية وذلك مثل حروب الخليج الثلاث ومشاكل الخريف أو الصيف العربي الذي بدأ يحرق الأخضر واليابس والذي عاد بالعراق وسوريا واليمن والسودان وغيرها إلى الوراء عشرات السنين بسبب مالحق بها من دمار استغلت في سبيل تحقيقه كل مقومات الخلاف والاختلاف مثل الطائفية والعرقية ولعل الذين يصطادون في الماء العكر هم من يؤجج ويشب الحريق كلما شارف على الانطفاء ولعل كل من المخابرات الإسرائيلية والإيرانية وغيرها حاضر خلف الستار في كل مصيبة تحل بالعرب اليوم. * المنطقة بسبب مميزاتها وثرواتها وموقعها وديانتها مرشحة لمزيد من الدمار فالحرب في الصومال تكاد تشارف على العشرين عاماً، وفي العراق الوضع شارف على أكثر من أحد عشر عاماً والوضع في سوريا شارف على الثلاثة أعوام وكذلك في مصر وليبيا واليمن وتونس والسودان وليس هناك نية لإطفاء الحريق من قبل من يستطيع أن يضع حداً له. فالحرب في صربيا والبوسنة والهرسك عندما كادت تهدد الأمن والاستقرار في دول حلف شمال الأطلسي حسمت فوراً من قبل مجلس الأمن ومن قبل أمريكا ومن قبل الدول الأوروبية أما الوضع في فلسطين فله أكثر من (65) سنة لم ولن يحل وكذلك الحال في الدول العربية التي خلطت الأوراق فيها ما لم يهيئ الله لهم من أمرهم رشدا. * إعاقة النمو السكاني والتقدم الحضري والتنمية من خلال المراهنة على عدم الاستقرار ومن خلال غلاء المعيشة وتفشي البطالة وتكرار الأزمات الاقتصادية وانخفاض مستوى الأجور والمغالاة في أسعار العقار ناهيك عن ظاهرة الفساد والاحتكار وعدم الشفافية التي تعاني منها المنطقة العربية. * من أكبر العوامل التي تهدد المنطقة العربية اضافة لما سبق عدم تعدد مصادر الدخل فلازالت أغلب دول المنطقة تعتمد على النفط والغاز كمصدر أول للدخل وتعمل على استحياء على إقامة مراكز صناعية أغلبها يركز على الصناعات البتروكيميائية بينما بقية أنواع الصناعة وخصوصاً المعرفية منها محدودة الانتشار وهي التي اتجهت إليها أغلب الدول المتقدمة، واتجاهها نحو التخلص من أغلب الصناعات التحويلية وتصديرها إلى العالم الثالث. ولهذا يجب أن تستغل الدول العربية الفرصة للاستفادة من هذا التوجه. إن تحييد أهمية النفط من خلال نضوبه من جهة أو الاستغناء عنه بصورة رئيسية خلال عقد أو عقدين أو أكثر أمر لا مفر منه لأنه قادم لا محالة ولذلك لابد للعرب الذين يعتمدون عليه من استغلال فرصة توفر السيولة لديهم اليوم لبناء اقتصاد يعتمد على مصادر دخل متجددة. فالفرصة لازالت سانحة والوقت يمضي بسرعة فإن لم نقطعه بالجد والعمل قطعنا بنضوب البترول أو انحسار أهميته حتى وإن كان بعد حين. * إن إعاقة الإصلاح وتكرار الأخطاء وتعطيل التوجهات السليمة وتعثر المشاريع ودق أسفين بين الحاكم والمحكوم وبث الشائعات والأراجيف والفساد وارتفاع نسبة البطالة وغلاء المعيشة والتهميش والتحزب والأنا ومصادرة الرأي الآخر من قبل بعض الفئات وغيرها من الظواهر السلبية من أكبر وسائل الإقناع التي يتبعها الأعداء لاستقطاب مؤيدين لهم على حساب أوطانهم مع العلم ان الذين يتم استغلالهم إما مغفلون أو جهلة أو أنانيون لا تهمهم إلا مصالحهم أو متربصون يبحثون عن قشة يتعلقون بها. أما من يساعد على تفشي تلك الظواهر فهو لا يعدو أن يكون عدوا لوطنه حكومة وشعبا وأرضا ومنجزات مهما حاول تلميع نفسه. وفي كل الأحوال لا يمكن للدول العربية على اختلاف مشاربها وأنظمتها وعلى اختلاف أو تلاقي مصالح شعوبها لا يمكن أن تنجو مما هي فيه من تناحر وعدم استقرار أو مهددة به إلا من خلال الارتقاء إلى مستوى الحدث على جميع المستويات والقضاء عليه إذا كان سلبياً أو تعزيزه إذا كان ايجابيا وقبل ذلك وبعده تحديد مسببات الأمور السلبية والتخلص منها وتحديد العوامل الايجابية والاشادة بمن يقف خلفها وتقديم الحوافز لتحقيق مزيد منها. ولهذا فإن العرب مندوبون لأن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم وألا ينتظروا الحلول من غيرهم لأن غيرهم له مصالحه وحساباته التي بكل تأكيد تتعارض مع المصالح العربية والإسلامية وهذا ما يشهد به التاريخ ويشهد به الواقع ويشهد به المنطق الذي يرى الأمور كما هي دون تلميع ناهيك عن أن القوة هي الأساس الذي تبنى عليه المواقف وهي مصدر احترامها. والله المستعان.