×
محافظة المنطقة الشرقية

الطريق من المدرسة إلى البيت بداية انحراف بعض الطلاب..!

صورة الخبر

أعترف أنني (أحب الحب)، وأتعاطف مع كل الأحبة، بمن فيهم شخصي أنا الباحث عن تلك العاطفة المتعددة الألوان دون جدوى، وكأنني مثل العيس التي يقتلها الظمأ، والماء على ظهورها محمول. إن تجاربي رغم أنها غير محدودة حتى هذه اللحظة، إلا أنها تقول دائما: هل من مزيد؟!، وهذه هي الكارثة المركبة، فأسوأ ما في أي إنسان هو الشبق الأعمى المتفجر الذي يريد يختصر نساء العالمين كلهن بامرأة واحدة، وهذا لا ولن يكون حتى لو خرج حليب النساء لا من أثدائهن ولكن من أصابع أقدامهن. إنه كلام من الممكن أن يطول إلى ما شاء الله، ولكنني اختصره بجملة واحدة: العذاب كل العذاب ليس هو أنك لا تحب أو أن تنجب، ولكن العذاب الحقيقي هو أنك لا تجد صدرا مناسبا تضع رأسك عليه، والحمد لله أنني إلى الآن لم أعانِ من هذا العذاب، سواء كنت صادقا أم كاذبا. والذي أثار شجوني ودعاني إلى أن أكتب تلك المقدمة المهترئة هو ما قرأته عن (ستيف سميث) البريطاني، و(كارمن رويث) الإسبانية، والحكاية وما فيها: أنهما كانا ــ يومذاك ــ في الخامسة والعشرين من العمر، وارتبطا بعد سنة واحدة بعلاقة حب في مدينة (ريكسهام) الصغيرة جنوب غربي إنجلترا، وكانت كارمن طالبة وافدة في إطار برنامج تبادل طلابي. لكن العلاقة انتهت حين انتقلت كارمن إلى فرنسا لتدير متجرا في باريس، وبعدها ببضع سنوات، أرسل ستيف إليها برسالة في محاولة لتجديد حبهما، وبعث بها إلى عنوان منزل والدتها في إسبانيا، حيث وضعت على رف الموقد، لكن الرسالة في الواقع سقطت خلفه، واستقرت هناك لنحو عقد من الزمن، وبالتالي فقدت إلى أن اكتشفها عمال بناء يعملون على نزع الموقد خلال أعمال تجديد في المنزل. وحسب ما ذكرته كارمن، التي روت قصتها لصحيفة محلية نقلت عنها الخبر وكالة الصحافة الفرنسية، تلكأت في الاتصال بستيف لفرط توترها، مع أنها كانت تدرك أن عليها الاتصال به، لكنها بهذه النتيجة فعلت. أما ستيف، الذي يعمل مشرفا في مصنع، فعلق أنه حين اجتمع بحبيبته السابقة بدا وكأن الزمن كان قد توقف، وتابع: حين التقينا مجددا كان أمرا شبيها بالأفلام ــ انتهى. ولكي تكون خاتمة هذه القصة الحقيقية، كخاتمة الأفلام المصرية القديمة المتفائلة، فقد تزوجا بعدها ولهما الآن (بنت وصبي)، ولو لا عمال الصيانة والبناء الذين وجدوا تلك الرسالة، لكانت البنت والصبي هما الآن في عالم الغيب. ومين يدري، فساعتها فقد يحب (ستيف) امرأة أخرى ويتزوجها، وتغرم (كارمن) برجل وتموت في (دباديبه) وتتزوجه، فأنت يا ابن آدم تريد وأنا أريد، والله يفعل ما يريد. ورحم الله الشاعر الفارس الشجاع الأمير (غزالان) آل سعود، الذي عاش في القرن التاسع عشر عندما قال: الأمر لله، والسبب نفعله حن ــ أي نحن. نقلا عن عكاظ