أكد مسؤولون ومواطنون ومقيمون بمحافظة القريات أن محاولة التشكيك من أعداء الوطن والحاقدين عليه في جهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله بعد عشرات السنين من النجاح والتميز الذي شاهده ويشهد عليه العالم أجمع، هو أمر لا يستحق الاهتمام أو حتى الرد عليه؛ معللين ذلك بأن التشكيك أو مجرّد الادعاء في هذا الأمر هو مخالفة للواقع والمنطق ولا يأتي إلا من شخص حاقد. وأكدوا أنه برغم كل ما يُحاك في هذه الأيام المباركة من حملات عدائية وهجمات إعلامية ضد المملكة؛ تبقى محاولات يائسة لم تجد مَن يعيرها اهتماماً وأهمية برغم أن قادة إيران وبعض علمائهم يشنون حملات فاشلة ضد المملكة تزامناً مع موسم حج ١٤٣٧هـ الذي قرّروا مقاطعته بحرمان حجاج دولتهم من الشعب الإيراني الذي يعتبر الخاسر الأكبر فيه؛ بسبب توجّهات حكومتهم المعادية للعالم الإسلامي، من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام؛ في محاولة مكشوفة منهم لتسييس حج هذا العام والتشويش عليه عبر عددٍ من الأكاذيب والاتهامات الباطلة التي وقفت لها المملكة قيادةً وشعباً بالمرصاد وبكل حزمٍ وثبات، وأكدت فعلاً لا قولاً زيف كذبهم وفشل أهدافهم وسوء نواياهم، والذي جاء كالعادة من خلال التنظيم الرائع والناجح عند أداء ما يقارب المليوني حاج -قَدِموا من كافة أقطار المعمورة- مناسك حجّهم بكل يسرٍ وسهولة وهو التنظيم الذي في كل عام تُبهر فيه المملكة العالم في بقعةٍ واحدةٍ ومحددة وفي زمانٍ واحدٍ ومحدد. فخرٌ وشرف ويفخر أهالي القريات بوجود رجال أمن وموظفين من أبنائهم وبناتهم في مختلف القطاعات العسكرية والمدنية وأشبال من الكشافة بـ"تعليم القريات" يشاركون بشرف خدمة وحماية الحجاج والوطن هذا العام، وتداول بعض منهم صوراً لأبنائهم أثناء أدائهم مهمة تنظيم وخدمة الحجاج في عددٍ من المشاعر المقدسة. ولم تتوقف هذه المشاركة عند شرف الخدمة وحسب، بعد أن حصد طلاب في فرقة كشافة "تعليم القريات" عدداً من الجوائز والمراكز المتقدمة على مستوى الفرق المشاركة من الكشافة بالمملكة في حج هذا العام، كما قام كشّافو القريات بتسليم 270 حاجاً تائهاً لذويهم في مشعر منى؛ وذلك في ظرف 14 ساعة عمل تطوعية قدموها أثناء عملهم هناك. وأوضح مدير التعليم بالقريات الدكتور "محمد الثبيتي" أن مشاركة الكشافة في الحج تُعدُّ من الخدمات المتميزة، وحافزًا تكريمياً لمن يتميز بالأخلاق والمشاركة الفاعلة طيلة عامٍ دراسي كامل والمساهمة مع وزارة الحج والوزارات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، وإظهار الصورة المشرّفة لأبناء هذا الوطن المعطاء، إضافة إلى إبراز الدور التربوي للنشاط الكشفي. ادعاءات لا يقبلها عقل ودافَعَ مواطنون ومقيمون بمحافظة القريات عن الاتهامات التي يوجهها في كل فترة سياسيون وعلماء دين إيرانيون للمملكة تتعلق في جهودها بخدمة ضيوف الرحمن بمكة؛ حيث ذكر لـ"سبق" أحد المقيمين بالقريات "أحمد هاني"، أن محاولات ملالي إيران لتشويه جهود المملكة في تنظيم الحج؛ ما هي إلا محاولات فاشلة منها سقطت قبل إطلاقها؛ لأنها ادعاءات خارج المنطق والعقل؛ فما من عاقلٍ اليوم ينكر جهود المملكة في نجاحها واهتمامها بنتظيم الحج ليس في هذا العام أو العام الذي قبله فحسب؛ بل منذ نشأتها وتسلمها مسؤولية وشرف خدمة الحرمين الشريفين، في وقتٍ لم يشهد فيه الحرمان الشريفان توسعةً تاريخية بهذا الحجم والتكلفة، ولا سلاسة وسهولة في أداء مناسك الحج بهذا الشكل غير المسبوق؛ حتى أصبح الحاج الذي يؤدي هذه الفريضة يؤديها متفرغاً للعبادة وبلا تعب وجهد، بعد أن وفّرت له حكومة المملكة كل سبل الراحة والأمن التي قد لا يجدها في أي مكان آخر في العالم بهذا الشكل والحجم من الاهتمام والرعاية. وقال عضو المجلس البلدي بمركز الناصفة التابع للقريات "ضيف الله مدالله العازمي": "إن من يتابع الحج عبر وسائل الإعلام يدرك أن ما تقوم به المملكة من جهود جبارة لخدمة ضيوف الرحمن هو نابع من عقيدة راسخة بقدسية هذه الأماكن المقدسة ووجوب احترامها واحترام ضيوفها؛ لذا فكلاهما له مكانته الخاصة والمقدّسة في نفوس وقلوب السعوديين كافة، ويرونها هبةً ورحمة من الله أنْ ولّاهم على هذه الأماكن الطاهرة، ومن هنا يدرك المتابع أن إيران لا تسير في هذا الاتجاه وﻻ تزايد في موضوع الحج رغبة في خدمة الحجيج؛ وإنما هي مجرّد عداوة وبغضاء للعرب خاصة والمسلمين السنّة عامة، وأطماع توسعية في المنطقة؛ بدليل أن كل محاولة خلل أو إخلال حدثت في الحج خلال السنوات الماضية تجد ﻹيران يداً فيها؛ حتى لو أن لديهم عقيدة بقدسية هذه الأماكن؛ إلا أنها دائماً ما تتخذ موسم الحج حجةً واهية للتقليل من شأن المملكة وقدراتها والنيل من سمعتها العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن والأماكن المقدسة، كما أن إيران باتت "مطيّة" تستخدمها بعض الدول للضغط على المملكة لأهداف ومطامع سياسية واقتصادية لن تنالها بإذن الله.. حفظ الله المملكة وحكومتها وأيدها بنصره". أما المواطن "علي السالمي" الذي يعمل قائداً لإحدى مدارس القريات فقال: "إن المملكة حققت من المنجزات العظيمة التي يشعر من يدخل أرضها بالراحة والاطمئنان؛ وخاصة تلك المنجزات التي تتعلق بخدمة الحج والحجيج، ولا يعد ذلك وهجاً إعلامياً بقدر ما هو حقيقة وواقع يعيشه الحاج في حجه، ودحراً للأصوات المبحوحة التي تستهدفها لتشويه الحقائق وخاصةً من الملالي في إيران التي لها أيادٍ ملطخة بالإرهاب ومشجعةً له؛ بهدف تفريق الصف الإسلامي، في وقت ما تزال المملكة فيه تقدم الغالي والنفيس خدمةً لحجاج بيت الله العتيق وتسهيل رحلةً العمر عليهم؛ فإنفاق مئات المليارات على توسعة الحرمين الشريفين وتسوية المشاعر وإنشاء الطرق والجسور والأنفاق وعشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية والهلال الأحمر، وتأمين مياه الشرب العذبة والأغذية، وإنفاق المليارات لإنشاء مخيمات ضد الحريق وفق تصاميم غاية في الروعة والجودة، وإقامة أحدث المسالخ للأضاحي للاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي خدمةً للحجاج ومساعدةً لهم ولحرمة المكان وقدسيته في نظافة البيئة المحيطة بهما بما يعود بالنفع أولاً وأخيراً على الحاج". وقال الدكتور "فهد بن سعد الصخيف الشراري": "لم تدّخر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- من الجهود في تذليل الصعاب لحجاج بيت الله الحرام إلا وبذلتها، وهذه الجهود لا تقتصر على رعاية الحجاج داخل الحرمين الشريفين أو حتى داخل المملكة فقط؛ بل تبدأ هذه الجهود الجبارة بداية من سفارات وقنصليات المملكة في الخارج والتي تستقبل طلبات الحج الضخمة كل عام، وتوفر لمقدمي الطلبات جميع الإجراءات بيسر وسهولة، ثم يأتي دور رجال الأمن الأشاوس في تسهيل عملية دخول وتنظيم الحجاج للمشاعر، وتوفير كافة الإمكانات التي تجعلهم لا يعانون أي مشقة أو متاعب، كما توفر المملكة الإمكانات الهائلة لسكن وتنقل الحجاج، وتراعي كذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تهمل عملية توعية الحجاج أنفسهم بالحج، كما تقوم المملكة بتوعية مواطنيها فيما يجب عليهم القيام به تجاه إخوانهم المسلمين وضيوفهم الكرام الذين يتوافدون لبلاد الحرمين في كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة، وكل تلك الجهود الجبارة تؤديها المملكة في صمت وبدون هالة إعلامية؛ إيمانًا منها بواجبها تجاه ربها سبحانه وتعالى أولاً ثم أمتها الإسلامية". وأضاف "الشراري": "أن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- قد حرص على الوقوف بنفسه والإشراف على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتطويرها، كما لا يخفى علينا جهود المسؤولين في المملكة الذين يبذلون قصارى جهدهم لأداء واجبهم الوطني والديني".