×
محافظة المنطقة الشرقية

بدء التصويت في الانتخابات العامة بالدنمارك

صورة الخبر

نادراً ما تتحقق أحلام الطفولة! لكن حلم الفنانة السعودية شهد أمين، الذي رافقها منذ نعومة أظفارها... تحقق بقوّة، بعدما ظلت قابضةً عليه سنوات وسنوات، وقادها تشبثها بالفن إلى الالتحاق بمدرسة متروبوليتان للسينما في لندن، لتصنع من نفسها «Film Maker»، ولم تلبث أن اتجهت إلى نيو يورك للإبحار مجدداً في دراسة السينما، لكن من بوابة السيناريو، كي تكتمل لديها أصول «الصنعة»! «الراي» تحاورت مع شهد أمين، الشابة التي لم تعرف في حياتها لليأس مكاناً، ومثلما تصنع الأفلام تحاول أن تصنع لنفسها عالماً خاصاً لا تتقيد فيه بالقواعد المتعارف عليها أو القوانين التي اعتادها الناس! أمين شاركت بالعديد من الأفلام القصيرة في المهرجانات العربية والخليجية، واستحقت عن بعضها جوائز، آخرها فيلم «حورية وعين» الذي حقق الجائزة الأولى في مسابقة «أفلام الإمارات» المتفرعة من مهرجان «أبوظبي السينمائي» في فئة الفيلم الروائي. شهد أمين، ذكرت أنها حضرت الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي، برفقة صديقتها الإعلامية الكويتية نادية أحمد، من أجل التحضير لفيلمها الجديد «حراشف»، واصفةً مسيرتها بقولها: «بدأتُ مشواري مساعدة مخرج، ثمّ احترفتُ العمل السينمائي ككاتبة ومخرجة». «لم أرغب في استكمال مسيرتي في نيويورك أو لندن»، تقول شهد أمين: «لأن تجربتي في الحياة لم تكن هناك، بل في السعودية، وأريد التعبير عن تجربتي، ولأن القصص التي أريد طرحها تتماشى مع واقعي الخليجي»، مؤكدة «أن سقف الحرية السينمائية في السعودية مفتوح لعدم وجود الرقابة، باعتبار أن الأعمال تصوَّر فقط في السعودية، ولا تعرض فيها، لغياب دور السينما». الفنانة الشابة تطرقت إلى كثير من قضايا الفن والمجتمع تأتي تفاصيلها في هذه السطور: • في البداية، هل تُعرفيننا بنفسك؟ - أنا شهد أمين، من المملكة العربية السعودية، بدأتُ مشواري في السنوات الماضية كمخرجة مساعدة في الإعلانات والأفلام الوثائقية، والآن أصبحت مخرجة وكاتبة سيناريو سينمائي، وفي رصيدي ثمانية أفلام قصيرة، والآن أعمل على إعداد فيلمي الروائي الطويل. • وكيف بدأتِ مشواركِ في كتابة السيناريو؟ - منذ طفولتي كنت أحلم بأن أكون «Film Maker»، وعندما تخرجت في المرحلة الثانوية في السعودية، وكنتُ في السابعة عشرة من عمري، قررت السفر إلى لندن، ودرست هناك في مدرسة «متروبوليتان» السينمائية كيفية صناعة الأفلام. • وهل هناك من شجعك على هذه الخطوة؟ - لا يوجد شخص معيّن، وجلّ ما أعرفه أنني دوماً كنت أطمح إلى أن أصبح «Film Maker»، وعندما تعرفتُ على السينما من قُرب وتعمّقت في عالمها، لمست في داخلي خطّاً آخر يمكنني التعبير فيه بعيداً عن الكتابة، وهو من خلال رؤيتي، فدرست الإخراج أيضاً. • وما الصعوبات التي واجهتك في مهنتك كفتاة سعودية؟ - بعد عودتي من لندن، وأنا في عمر العشرين، ذهبت إلى جدّة ودبي لصناعة أفلامي فيهما، وآخر فيلم كان حينها بعنوان «نافذة ليلى»، لكن بعدما انتهيتُ من تصويره شعرت بوجود شيء ينقصني من ناحية القصة والتصوير و«التكنيك»، وهو الأمر الذي حداني على السفر إلى نيويورك والتخصص في كتابة السيناريو، بعدها تحسنت الأحوال، وكتبت فيلم «حورية وعين» تحت مظلّة «مؤسسة دوحة للأفلام»، حيث استدعوا لي المخرج الجزائري كريم بشير ترايديا فقدّم لي المساعدة في تكملته حتى النهاية. وتعلمت من التجربة بشكل عام أن كل شيء يبدأ مع القصّة، والمشاكل التي نشهدها في الأفلام العربية الحالية سببها ضعف السيناريو وغياب القصة. • • هل الحرية موجودة في السعودية لطرح القضايا؟ - الحرية موجودة لمن يريد أن يطرح القضايا، باعتبار أننا نصور فقط في السعودية، ولن نعرض العمل في أراضيها، بل ستتم المشاركة به في المهرجانات العربية والخليجية، ولهذا لن تجد من سيطلب منك قراءة السيناريو أو القصة لعدم وجود الرقابة، لأننا في الأساس لا نمتلك سينما سعودية، وأرى أن هذا الأمر يصب في مصلحة الكتّاب لطرح القضايا التي يرونها مناسبة ومهمّة، لكن الأمر يختلف طبعاً مع الدراما التلفزيونية التي تخضع دوماً للرقابة. • من وجهك نظرك... ما أهمّ القضايا السعودية التي يجب طرحها سينمائياً؟ - لا أؤمن بالقضايا، بل بالقصة و«الفن من أجل الفن»، وواحدة من مشكلاتنا ككتّاب أننا نقرّ بامتلاكنا قضية ما، ومن ثمّ نبني عليها القصة، وهذه حال معظم الأفلام العربية. والصحيح من وجهة نظري أنه يجب أن تولد القصة من خلال تجاربنا في الحياة لعرضها على الشاشة، أما القضية فستأتي وحدها لا شعورياً، لأننا جزء من المجتمع. • اختيارك دوماً للفانتازيا في قصصك... هل هو هروب من الواقع؟ - ليس هروباً بمعناه الحرفي، لكنني أحب دوماً أن أخترع حياة مختلفة ومملكة لا وجود لها (خاصة بي) أعيش في داخلها، حتى لا أتقيد بقوانين معينة، وهو ليس بجديد باعتبار أنه في تاريخنا الثقافي يوجد عمل كبير هو «ألف ليلة وليلة» وغيرها من القصص الخيالية. • ما الفرق بين كتابة قصة واقعية وأخرى حقيقية؟ - الواقع والحقيقة شيئان مختلفان، فالواقع يبقى واقعاً لا يمكننا تغييره، أما الحقيقة فهي تختلف من نظرة شخص إلى آخر، والفنان هنا يجب أن يؤمن بالحقيقة حتى يتمكن من إيصالها، ويُقنع بها المتلقي. • هل ترين أن صناع السينما في السعودية عددهم قليل؟ - لو نظرنا إلى غياب مدارس تدرّس السينما في السعودية، وعدم تدريس شيء عن السينما في المراحل الدراسية، فيمكنني القول إن عدد من توجّهوا نحو صناعة السينما السعودية عددهم ليس بالقليل، وهو أمر إيجابي ويبشّر بالخير. • شاركتِ في العديد من المهرجانات وحصدت الجوائز... ما الذي يعنيه لك ذلك؟ - لا شك أنه من دواعي افتخاري أنني استطعت إيصال وجهة نظري للأمور ولتجاربي في الحياة، إذ شاركت بفيلم «نافذة ليلى» في أكثر من مهرجان عربي، وكذلك فيلم «حورية وعين» الذي حقق الجائزة الأولى في مسابقة «أفلام الإمارات» المتفرعة من مهرجان «أبو ظبي السينمائي» في فئة الفيلم الروائي. ويمكنني القول إنه «أخذ راحته كتير» باعتبار أنه تمّ تصويره بطريقة احترافية بدعم من «مؤسسة دوحة للأفلام» مع فريق كبير، والنتيجة عمل مختلف ورائع. • حدثينا عن زيارتك أخيراً لمهرجان «كان السينمائي» في دورته المنصرمة قبل أيام قليلة (الـ 68)؟ - كانت الزيارة للتحضير لإنتاج الفيلم الجديد «حراشف» الذي تشاركني فيه الإعلامية والفنانة الكويتية نادية أحمد، حيث إنني فرغت من كتابة النص واختيار عناصر العمل من الفنانين والفنيين، إذ يشارك في بطولته علي سليمان وإبراهيم الحساوي ويعقوب الفرحان وباسمة حجار وعهد ومزنة المسفر، وسيتصدى المصور العالمي توماس هينس لإدارة عملية التصوير التي ستنفَّذ في السعودية، وهو يتناول حكاية فتاة صغيرة تجاوزت حادثاً كبيراً أحدق بها، ثم بدأت تمارس حياتها، على رغم أنها بقيت وحيدة إلاّ من علاقتها مع بيئتها والبحر القريب منها. • من الجهة المنتجة له؟ - سيساهم في إنتاج العمل عدد من أكبر القطاعات الداعمة، منها «إيمَاجنيشن أبو ظبي» و«مؤسسة الدوحة للفيلم» و«تو فور ففتي فور» و«هيئة أبوظبي للفيلم». • هل تحرصين على عرض أفلامك والمشاركة بها في المهرجانات فقط ؟ - أطمح طبعاً إلى أن تُعرض في المهرجانات وتحقق الجوائز، وفي الوقت نفسه أنا شغوفة بعرضها جماهيرياً في دور العرض، وهو حلم كل «Film Maker».. أن يشاهده الجمهور. • من وجهة نظرك... ما الذي ينقص السينما الخليجية؟ - ما ينقصها بشكل أساسي هو القصة والرؤية، على الرغم من وجود عدد كبير من الكتّاب، لكن هناك قلّة ممن يمكنني اعتبارهم مميزين. كذلك يجب أن نفرّق بين أسلوب الكتابة السينمائية التي تعتبر فناً مرئياً، وبين أسلوب كتابة الكتب. • ألا تفكرين في خوص كتابة الدراما التلفزيونية؟ - في حال كنتُ أنا صاحبة الفكرة ومؤمنةً بها تماماً لن أمانع، كذلك سأحرص على ألا تكون كتابتي مشابهة للدراما الشائعة حالياً في منطقة الخليج، وسأحرص على أن تكون مختلفة بحيث لا تتعدى 14 حلقة تحتوي على القصة الجيدة والجودة الفنية. • كمخرجة... من الكتّاب الذين تشدّك كتاباتهم؟ - دوماً أحرص على أن أكتب لنفسي وأتصدى للإخراج، على الرغم من أنني تعاونت في السابق مع عدد من المخرجين. لكن كمخرجة لم يعرض عليّ حتى اللحظة «سكريبت» شدّني كي أتصدى لإخراجه. • لكن ألا ترين أن هناك احتمالية توحّد الرؤية عند كتابة «سكريبت» ومن ثمّ إخراجه؟ - أصعب شيء في السينما أن تكون كاتباً ومخرجاً في وقت واحد، لكن إن عرفت كيف تفصل نفسك ككاتب، وتضع قبّعة المخرج، وتقرأ «السكريبت» بعين المخرج، كأنك لم تكتب حرفاً منه، فستقدّم عملاً مبدعاً. وشخصياً أحاول قصارى جهدي لأتمكن من الفصل، وفي بعض الأحيان لا أتمكن من الأمر وحدي، لهذا يوجد حولي طاقم عمل محترف أستمع لهم وأستشيرهم ليساعدوني على الأمر. • كيف كان دعم الأهل لاقتحامك مجال السينما؟ - يثقون بقراراتي، ويدعمونني منذ أّول خطوة أقدمت عليها. • هل يراودك التفكير في خوض تجربة التمثيل؟ - في الواقع تلقيتُ عروضاً للمشاركة في أحد الأعمال، لكنني لم أوافق عليها لأنني لا أرى الوقت مناسباً، وربما يتغير قراري مستقبلاً في حال أعجبني الدور، ووجدت نفسي فيه.