الرياض: علي القطان أكد عبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم أن رفع الحظر عن إقامة المباريات الدولية في العراق من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(فيفا) قد يتم بشكل عاجل في فترة زمنية لا تتجاوز الشهر، حيث سيعقد اجتماع خلال بطولة العالم للأندية المقررة في المغرب في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل من قبل المسؤولين بالاتحاد الدولي وعلى رأسهم جوزيف بلاتر وسيتم خلال هذا الاجتماع بحث إقرار إرسال وفد خاص من الـ«فيفا» للوقوف على الملاعب العراقية والبنية التحتية والجانب الأمني وهو العامل الأهم في هذه الزيارة للوفد الدولي. وبرر عبد الخالق مسعود في حوار خص به «الشرق الأوسط» الإصرار العراقي على استضافة الحدث الخليجي المقبل «خليجي 23» بأن العراق سيكون قادرا على إقناع الأسرة الرياضية الدولية بأنه يمكنه تنظيم البطولات والمباريات الدولية على أراضيه في مناطق تزخر بالأمن والاستقرار وكل عوامل النجاح للدورة، مبينا أن هناك اجتماعا تم بين رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ووزير الرياضة والشباب العراقي عبد الحسين عبطان وبحضور الشيخ سلمان بن إبراهيم، وحضوره شخصيا تم خلال مناقشة هذا الموضوع بكل صراحة على أمل أن تحل الأمور بأسرع وقت ممكن. «الشرق الأوسط» التقت برئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم فكان الحوار التالي: * هل لديكم ضمانات بشأن سلامة الضيوف في حال تم إقرار إقامة البطولة في العراق، وما الضمانات التي يمكن أن تقدمونها وتكون مقنعة للمسؤولين الخليجيين؟ - طلبنا استضافة بطولة «خليجي 23» ناتج عن رغبتنا في استضافة الأشقاء الخليجيين على أرض العراق، وهذا المسعى لم يكن وليد اليوم، بل إنه مسعى مضت عليه سنوات، وبذلنا كل الجهود لنيل شرف التنظيم واستضافة الأشقاء الخليجيين في أرض العراق، التي يعتز بها وبتاريخها العريق جميع الأشقاء الخليجيين والعرب بكونها تمثل واحدة من أهم الحضارات على مستوى تاريخ البشرية، وإعادة الحياة الرياضية في العراق هي مسؤولية للجميع، وعلى هذا الأساس كانت لدينا الرغبة في استضافة الأشقاء الخليجيين من خلال البطولة الخليجية التي تمثل إرثا كرويا عظيما للمنطقة. أما فيما يخص الضمانات، فلا يمكن أن تكون هناك ضمانات أفضل من التي يقر بها الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(فيفا)، ونحن جاهزون لتقديم هذه الضمانات وتسهيل كل ما يحتاجه وفد الاتحاد الدولي الذي سيزور العراق الشهر المقبل للكشف عن الوضع وتقييمه قبل اتخاذ قرار رفع الحظر. وصدقني أننا حريصون على الأشقاء الخليجيين كما نحرص على أنفسنا، العراق ليس كله «إرهاب» وتفخيخ وجماعات «داعش»، بل إن المناطق التي ينشط فيها هذا الأمر المزعج هي في غرب بغداد، وفي مناطق محددة، وهناك جهود كبيرة تقوم بها الحكومة العراقية للقضاء على الإرهاب وبسط السيطرة على جميع المناطق وتخليص الإرهاب منها. * مدينة البصرة التي تسعون إلى إقامة البطولة عليها كم تبعد عن مناطق الصراع في العراق؟ - البصرة كما هو معروف تقع في أقصى الجنوب في شط العرب، مطلة على الخليج العربي، وهي آمنة جدا، حيث إنها تبعد عن العاصمة بغداد نحو 500 كلم، وعن مناطق الموصل وصلاح الدين وغيرها من المناطق التي تشهد صراعا وعمليات إرهابية أكثر من 800 كلم، وهذا كاف للتأكد من أنها أكثر أمنا مما يتصور البعض، ثم إن المناطق التي تقام فيها منافسات رياضية سواء في الخليج أو غيره من دول العالم يتركز الأمن وبشكل مكثف عند مواقع الحدث، حيث يكون الأمن مشددا، وهذا ما حصل باليمن على سبيل المثال في دورة سابقة ونجحت دورة اليمن رغم أن إمكانياتها ووضعها الأمني لم يكن أفضل من العراق. * ماذا دار في الاجتماع الذي جمع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر ووزير الرياضة والشباب العراقي عبد الحسين عطنان والشيخ سلمان بن إبراهيم وحضورك شخصيا على غرار حضور الجميع في افتتاح بطولة «خليجي 22» الحالية بالرياض؟ - كان هناك نقاش صريح حول كثير من الأمور التي تخص الكرة العراقية وخصوصا موضوع رفع الحظر الدولي عن إقامة المباريات الدولية في العراق مما سيجعل بالإمكان عودة المباريات، مما سيعزز مطلبنا باستضافة بطولة «خليج 23»، وأكد بلاتر أن هناك وفدا سيتم إرساله إلى العراق لبحث الوضع هناك حيث سيتم إقرار ذلك خلال بطولة العالم للأندية المقررة في المغرب خلال ديسمبر المقبل، ولدينا الجاهزية الكاملة لإقناع هذا الوفد وعلى أرض الواقع أن العراق آمنة في غالبية مناطقها ويمكن أن تستضيف المنتخبات الدولية. * هناك حدث أثر بشكل كبير على سمعة الكرة العراقية والأمن فيها، وهذا الحدث يتمثل في قتل أحد منسوبي أحد الأندية هناك بعد إحدى المباريات في جنوب البلاد التي تشدد على أنها آمنة؟ - هذا الحدث يتعلق بخلاف شخصي ليس له علاقة بالمباراة، وهذا الحدث تم فعلا في الجنوب وتحديدا في محافظة كربلاء، ولكن هناك من هول من الأمر رغم أنه حدث عادي يمكن أن يحدث في أكثر الدول أمنا في العالم، فالجرائم الشخصية غير مقتصرة على بلد دون آخر. * هل يوجد بالبصرة التي تسعون إلى استضافة المنتخبات الخليجية فيها مطار يكفي لاستقبال الجماهير التي يمكن أن تحضر بكثافة وهل البنية التحتية في المحافظة مشجعة؟ - نعم مشجعة ويوجد مطار وفنادق ودور سكن ولو كانت غير ذلك لما تقدمنا بالطلب أصلا، وحتى الحدود البرية موجودة بين الكويت والبصرة ويمكن استخدامها. * هل مشاركتكم في بطولة «خليجي 23» مرتبطة بإقامتها في البصرة، وهل سنشاهد المنتخب العراقي يلعب في الكويت لو تم إقرار البطولة رسميا فيها؟ - الأمر لا يحتمل الربط بهذه الطريقة، فمن المؤكد أننا كمسؤولين عراقيين سنطلب إقامة البطولة القادمة في الكويت في حال لم ننجح في الوفاء بتعهداتنا وإقناع الاتحاد الدولي والخليجيين بوضعنا الأمني تحديدا، ولكن نحن نقول إننا حريصون جدا على تحقيق حلم العراقيين وإدخال السعادة على قلوبهم من خلال استضافة الحدث الخليجي. * كثيرون يقولون إن المسؤولين الرياضيين الخليجين يحاولون شراء الوقت منكم من خلال التسويف قبل اتخاذ القرار المتوقع من قبل الجميع بعدم الموافقة على استضافة العراق والذي سيتخذ بعد بطولة الخليج الحالية، وخصوصا أن الشيخ عيسى بن راشد صرح بشكل واضح أنه لا يؤيد إقامة البطولة المقبلة بالعراق؟ - لا أعتقد ذلك، نياتنا ونياتهم صافية بإذن الله، وهناك دعم مؤكد تلقيناه من شخصيات بارزة بما فيها رؤساء الاتحادات الخليجية جميعا أو حتى القيادات الاعتبارية الكبيرة مثل الشيخ أحمد الفهد، وحتى الشيخ عيسى بن راشد، الذي صرح في أكثر من مناسبة أنه لا يؤيد تنظيم العراق للبطولة القادمة ربط حديثه بالجانب الأمني لا أكثر. * أخيرا..كيف تصف خروج المنتخب العراقي من بطولة الخليج الحالية بنقطة وحيدة مع أنه كان قد وصل إلى نهائي البطولة الماضية في المنامة، وهل المدرب حكيم شاكر سيرحل قبل بطولة آسيا المقبلة في آسيا؟ - طبعا كان خروجا مرا وصعب تقبله، ولكن هناك من يعتقد أنها المرة الأولى التي يخرج فيها المنتخب العراقي من الدور الأول لبطولة الخليج، وهذا اعتقاد خاطئ، فالمنتخب العراقي لم يصل كثيرا إلى الأدوار المتقدمة منذ عودته للمشاركة عام 2004 عدا مرة واحدة وهي وصوله للنهائي النسخة الماضية. وأما فيما يتعلق بالمدرب حكيم شاكر فهناك نقد لعمله، وهذا لا يخفى على أحد ولكن القرار بشأنه سواء باستمراره أو رحيله سيتحدد خلال اجتماع قريب جدا بعد عودة أعضاء الاتحاد إلى العراق والاجتماع مع اللجنة الفنية المختصة، وحينها سيتخذ القرار الذي نراه مناسبا، خصوصا أن هناك بطولة آسيا تنتظر المنتخب بعد أقل من شهرين.