الدوحة إسماعيل طلاي تصوير: فراس مبيضين أكد سعادة السيد مولود جاويش أوغلو، وزير خارجية الجمهورية التركية، أن قطر وتركيا لديهما نفس الرؤى والأفكار حول مختلف القضايا التي تخص المنطقة ويتعاون الجانبان بشكل وثيق في هذا الجانب، لافتا إلى وجود توافق في الرؤى والمواقف بين قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية بشأن اجتماع أستانة، وكافة المنابر التفاوضية التي تعنى بحل الأزمة السورية. وفي تصريحات على هامش افتتاحه المستشفى التركي بالدوحة أمس، بشأن الأزمة السورية، جدد سعادة السيد مولود أوغلو موقف بلاده المؤيد للحل السياسي لهذه الأزمة، قائلاً: «يبقى الحل السياسي الأفضل للأزمة السورية، وهذا ما ندافع عنه معا، في تركيا وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي، وقد حققنا بعض الإنجازات مؤخرا، بإخلاء 45 ألف شخص من إدلب، وتمديد وقف إطلاق النار في مناطق أخرى». ونوّه أوغلو بأهمية محادثات أستانة التي شاركت فيها تركيا، حول الأزمة السورية، لكنه أكد «ضرورة استئناف محادثات جنيف في أقرب وقت ممكن حتى يتم جني نتائج هذه المحادثات، حيث تبذل تركيا حاليا مزيدا من الجهود لاستئناف محادثات جنيف في سبيل الحصول على نتائج إيجابية»، موضحا أنه «يقوم بصفة مستمرة بمناقشة كل التطورات المتعلقة بالقضية السورية مع نظرائه في المنطقة». وبشأن تنسيق المواقف بين تركيا وقطر، ودول مجلس التعاون بشأن اجتماع أستانة، قال أوغلو: «إنني دائما ما أشارك أي تطور مع أخي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية ورفقائنا في المنطقة، بما فيهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ولدينا المواقف والرؤى نفسها. وقطر والسعودية تقول إنه إذا كانت تركيا متواجدة في أستانة فهذا يعني أنهما أيضا هناك». وعن الدور المأمول من دول الخليج لإنجاح فكرة المناطق الآمنة، قال مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي: «أولا نحن بحاجة إلى الدفاع عن هذه الفكرة. وثانيا، عندما يصبح لدينا منطقة آمنة، فنحن بحاجة لبناء المنازل والمدارس والمرافق؛ لذلك فنحن بحاجة إلى إنشاء صندوق مشترك لتطوير المناطق الآمنة، لكي يستطيع الناس العيش في ظروف مناسبة». دعم الحل السياسي.. ضرورة ردا على سؤال لـ «العرب» حول ما إذا كانت تركيا تشترط رحيل الأسد لنجاح أي حل سياسي للأزمة السورية، قال أوغلو: «لأكون صريحا؛ الرئيس الذي يقتل أكثر من 600 ألف من شعبه، والبعض يتحدث عن مليون قتيل، بوحشية، لا يجب أن يستمر في حكم الدولة والشعب، ولا أعتقد أن المعارضة ستوافق على ذلك، لأنه إذا ما تمّ شرعنة القتل، والجرائم ضد الإنسانية، فلا يمكن أن نوقفها في أي مكان في العالم. وهو ما تؤمن به تركيا وكل الدول التي تدافع عن الإنسانية». وأضاف: «إن موقفنا مع الحل السياسي، ولا يعود لتركيا تحديد من يحكم سوريا. ولكننا نقول ما نؤمن به، ولا أعتقد أنه يمكن إقناع المعارضة بالاستمرار مع الأسد. إن الحل الأفضل هو تشكيل حكومة انتقالية وتنظيم انتخابات يقرر فيها الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع من يحكمه». لا يوجد تفاهم مع روسيا حول المناطق الآمنة قال وزير الخارجية التركي ردا على سؤال ورداً حول مدى وجود توافق تركي- روسي حول إقامة مناطق آمنة، قال سعادته: «لا يوجد تفاهم مشترك بين تركيا وروسيا حول مقترح المناطق الآمنة في سوريا، وما زال هناك نقاش بين الجانبين حول هذا الموضوع، ولكن يبدو أن هناك تفاهما مشتركا مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونحن ندرس ذلك والجميع يجب أن يدعم الفكرة». 45 ألف سوري عادوا من تركيا إلى جرابلس قال وزير الخارجية التركي: إن «45 ألف شخص عادوا من تركيا إلى جرابلس، وحتى لو أن الظروف ليست ملائمة بشكل كافٍ، إلا أن العديد من الأشخاص يعودون ونزودهم بالمياه والكهرباء. وعندما يكون لدينا مناطق آمنة وبنية تحتية، وإن استطعنا مساعدتهم على بناء منازلهم وتوفير خدمات أفضل لهم، إضافة إلى الأمن، فإنني على يقين أن العديد من اللاجئين سيفضلون العودة؛ لذلك لا يزال هناك 3 ملايين سوري يعيشون في تركيا، ولن يذهبوا إلى أي مكان آخر، لأنهم يأملون العودة. ونريد أن نهيئ هذه الظروف».;