اختار عشرات الآباء والأمهات التوانسة ممن فقدوا أبناءهم في سوريا وليبيا كمقاتلين أو مهاجرين إلى إيطاليا، إفطار أول أيام شهر رمضان جماعياً أمام القصر الرئاسي بقرطاج، لتذكير المجمتع والسلطات بمأساتهم في عدم معرفة مصير أبنائهم. البادرة الرمزية نظّمتها "جمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج" التي أوضح رئيسها إقبال بن رجب أن الهدف من هذا الإفطار هو "تسليط الضوء على معاناة هذه العائلات المكلومة في أبنائها"، أمام صمت الجهات الرسمية ووزارة الخارجية في تونس التي لم تتحرك لمعرفة مصير عشرات من الشباب ممن سافروا لبؤر التوتر في العالم العربي أو بشكل غير شرعي لأوروبا منذ سنوات. ويضيف بن رجب لـ"هافينغتون بوست عربي"، إن اختيار شهر رمضان جاء لأن شعور العائلات التي فقدت أبناءها يكون مضاعفاً، واخترنا القصر الرئاسي على أمل أن يصل صوتنا للرئيس وللمسؤولين في القصر. بن رجب أكد أن الدبلوماسية التونسية في قضايا المفقودين التونسيين في الخارج أثبتت فشلها وعجزها على حد قوله، رغم الوعود التي قطعها المسؤولون حين تولوا الحكم ولاسيما فيما يتعلق بقضية الصحفيين التونسيين المفقودين في ليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري، وبرغم تأكيد أكثر من مصدر على أنهما لايزالان على قيد الحياة في مكان ما بليبيا. ويقول سامي القطاري والد الصحفي المختطف في ليبيا منذ أكثر من 19 شهراً، أن مشاركته وزوجته في هذا الإفطار الجماعي محاولة جديدة للفت نظر السلطات التونسية ودعوتها للتحرك. مصيرٌ مجهول لمئات الشباب التونسي رئيس جمعية التونسيين العالقين في الخارج أكد وجود حوالي 300 تونسي في السجون الليبية و504 شاب مفقود في إيطاليا. مضيفاً أنه يوجد نحو 43 تونسياً في السجون السورية بتهم غير إرهابية أعفى عنهم نظام بشار الأسد لكن السلطات التونسية رفضت تسلُّمهم منذ يونيو/حزيران 2013 بعد الزيارة التي قام بها وفدٌ إعلامي وحقوقي لدمشق. واعتبر بن رجب أن اللجنة التونسية التي أوكلت لها مهام ملف العالقين في الخارج والمفقودين "لا تتسم بالجدية" على حد قوله مضيفاً :"كنت قابلت شخصياً في 2015 مستشار الرئيس التونسي السابق ووزير الخارجية الحالي خميس الجيناوي حيث تلقيت حينها وعوداً بالنظر في ملفات المفقودين لكن تم تجاهل ذلك بل ورفض الجيناوي مقابلتنا حين أصبح وزيراً للخارجية". بادرة الإفطار الجماعي لعائلات المفقودين التونسيين في الخارج أكّد أصحابها أنها لن تكون الأخيرة، بل ستتلوها وقفاتٌ أخرى تصل لحد الاعتصام والمبيت أمام القصر الرئاسي على مدار الشهر الكريم، لحين وجود آذان صاغية من الجهات الحكومية.