•• يافتاح ياعليم.. أصبحنا وأصبح الملك لله.. هكذا رحت أردد وأنا أخطو ِأمس خارجاً من – المنزل - لأخوض في بحر من المياه بعد هطول الامطار ليلة أول أمس.. التي كانت مصحوبة بالرعد والصواعق الأمر الذي جعل الكل يضع يده على قلبه خشية حدوث ما لا تحمد عقباه من جراء هذه الأمطار.. وراح يردد اللهم حوالينا ولا علينا. لقد اصبح هطول "المطر" في جدة بالذات يشكل هموماً وخوفاً لدى "الكل" بعد أن أصبحت تلك الحوادث التي كانت بسبب الأمطار تملأ الأسماع فبعد أن كان – الواحد – يفرح بهطول المطر بل أن البعض وأنا من هؤلاء البعض يحلو لهم أن يمارسوا هواية "السير" تحت المطر.. أصبحنا نخشى هذا المطر بعد أن تحولت شوارعنا الى "مصائد" للسيارات وبعضها "مصائد" للآخرين حيث تبتلعهم هم وأبناءهم.. ونسأل إلى متى تظل هذه الشوارع وتلك الميادين بدون مسارب – للمياه – فلا تجد اجابة شافية وكأن – غياب – المطر طوال أيام من العام تعطينا ارتياحاً فلا نهتم بمشروع مجاري السيول فلا نتذكر أهميتها إلا عندما تهطل الأمطار في يوم أو يومين ونعيش في حالة ارتباك. إن من أساسيات المدن وجود بنية تحتية تقوم عليها تلك المدن وتأتي مجاري سيول الأمطار في أولويات تلك الأسس وتتبعها شبكة الصرف الصحي.. فبدون هذه الأساسيات لن يكون ما يعمل وينفذ فوق الأرض إلا نوعاً من – العبث – الذي يشتت الجهود ويبعثر الأموال.. لكي تكون لدينا مدينة حضارية رائعة وتكون بحق عروس البحر الأحمر لابد من العمل من جوف أرضها لا من على سطحها.