بغداد: «الشرق الأوسط» في إشارة إلى عودة «الحرب الباردة» بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد إعلان الصدر إنهاء اعتزاله الحياة السياسية، وصف المالكي ما سماه الصدر بالمقاومين الذين طالب بإطلاق سراحهم من السجون والمعتقلات العراقية بأنهم «ميليشيات خارجة عن القانون». وقال بيان صادر عن مكتب المالكي «إنه في معرض إجابته على سؤال في نافذة التواصل مع الإعلاميين حول وجود معتقلين محسوبين على المقاومة، أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أنه لا يوجد أي معتقل بهذا العنوان». وأضاف البيان عن المالكي قوله «ليس لدينا أي معتقل تحت عنوان المقاومة، والمعتقلون لدينا حاليا إما على خلفية إرهابية أو أنهم جزء من ميليشيا خارجة عن القانون». يأتي نفي المالكي في وقت دعا فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أتباعه إلى المشاركة الفاعلة في المظاهرات التي تنطلق اليوم الجمعة والاعتصام الرمزي في الأسبوع المقبل للمطالبة بإطلاق سراح «المعتقلين الأبرياء والمقاومين». وقال بيان عن الصدر اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «الصدر وجه ضمن حملة المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء والمقاومين الشرفاء بالمطالبة يوم الجمعة من على منبر الجمعة بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء والمقاومين الشرفاء والمشاركة الفاعلة في المظاهرات التي ستنطلق يوم الجمعة في عموم المحافظات». وأضاف أن «من بين التوجيهات حث الصدر على المشاركة في الاعتصام الرمزي الذي سينطلق الأسبوع القادم في بعض المحافظات والمشاركة الفاعلة ببقية البرامج كالندوات والمؤتمرات التي سيقيمها أبناء الشعب العراقي. من جانبه أكد عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري محمد رضا الخفاجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التيار الصدري لا يستغرب مثل هذه الأمور من السيد رئيس الوزراء الذي عودنا على اتباع مثل هذه السياسة ضد أبناء الخط الصدري وهو موقف ليس بالجديد على الإطلاق بل ينطلق من خلفيات كثيرة وقديمة». وأضاف الخفاجي «لكن هناك حقائق ملموسة على الأرض لا يمكن التنكر لها في المقدمة منها أن هؤلاء المقاومين الشرفاء هم من أجبر القوات الأميركية على الرحيل من العراق والسيد المالكي يعرف ذلك جيدا برغم أنه حاول ويحاول أن يجعل مسألة خروج الأميركيين إنما هي نتيجة الجهود الدبلوماسية في حين يعرف الجميع أن الأميركيين الذين احتلوا العراق لم يكونوا يعيرون أهمية للجهود الدبلوماسية لأنهم بلد احتلال ولا يتعاملون مع الطرف الآخر الذي هو العراقي هنا ند للند وإنما أجبرتهم المقاومة المسلحة على الخروج الذليل من العراق». وأضاف الخفاجي «وهناك مسألة في غاية الأهمية وهي أنه عندما فتحت أبواب سجن أبو غريب وهرب الإرهابيون منه كان هناك نحو 400 من أبناء التيار الصدري معتقلين في هذا السجن ولم يهربوا لأنهم يعرفون أنفسهم أنهم أبرياء وهو موقف يسجل لهم بالتأكيد». وكانت مدينة الصدر شهدت أول من أمس مظاهرات واعتصامات واقتحاما لعدد من الدوائر وغلقا للشوارع للمطالبة بإعدام منفذي الهجمات التي استهدفت مجلس عزاء داخل المدينة السبت الماضي وأدت إلى مقتل وجرح أكثر من 300 شخص.