×
محافظة القصيم

في خطاب وجهه لمدير التربية والتعليم نائب أمير منطقة القصيم يشيد بجهود تعليم محافظة عنيزة

صورة الخبر

في السوبر ماركت الكبير، والمكتظ بالمتسوقين، نودي لصلاة العشاء وطلب من المتسوقين مواصلة تسوقهم مع إغلاق الكاشيرات، الازدحام الشديد في الممرات لا يجعل من المتسوق متعة، ولا يجعلك تراقب بهدوء ماذا على الأرفف؟ أو حتى تقرأ مدة الصلاحية؟ يضاف إلى ذلك تصادم عربات التسوق، واستئذان كل عابر من ممر أو محاولة الدخول إليه للمرور نظراً لترامي عربات التسوق، بجانب بعضها البعض. في العادة تكون مثل هذه الصور في يوم صرف الرواتب كما يقال الشهر، حيث يتدافع الناس إلى السوبر ماركتات بالتحديد للشراء، والتموين الشهري، لاحظت ذلك عدة مرات، ولا تستوعب لماذا لا يكون بعد يومين مثلاً؟ وهل المنازل خلت من الطعام ومما هو مكدس في المطبخ أو الثلاجة؟ لكن بما أننا نقترب من شهر رمضان الكريم بالتالي سيكون الازدحام من منتصف شهر شعبان، وليس من الشهر.. الطريف أن محلات السوبر ماركت تفننت منذ بداية شعبان في رص جبال الفيتمو، والشراب ومستلزمات رمضان في المداخل، حيث تجدها أمامك، وكأنها الصورة الأولى لقدوم الشهر الكريم، ومع ذلك ومع معرفة الناس بالشهر الكريم وموعد حضوره إلاّ أن بعضهم يصر على الشراء في الخمسة أيام الأخيرة، أو اليومين الأخيرين، بالرغم من أنن في الأيام الأولى لرمضان يخف الازدحام في المحلات، وتستطيع التسوق بهدوء ومتعة وبالذات بعد الظهر، لكن الناس تصر على العشر الأواخر من شعبان. أعود إلى السوق الذي استمتع به برؤية المتسوقين، وأذواقهم في الشراء، امرأة وزوجها، تركت العربة التي لم تعد تتحمل المشي مما عليها، وطالبته بإحضارأخرى. امرأة وسائقها كل منهما معه عربة هل تعرفون لماذا؟ محلات السوبر ماركت تقوم في العشر الأواخر بعمل تخفيضات هائلة على بعض مستلزمات رمضان وتنشرها في بعض الصحف، وتكتب هذا العرض ليوم واحد، وهو ما يسبب الازدحام الهائل والكبير على المحلات، فزجاجة الفيمتو التي في البقالة، أو في حالات الاعتياد ريالات يصرفها ب ريال أو ريال أحياناً ويقف موزع الفيتمو على مدخل السوبر ماركت ليعطي كل متسوق نصيبه زجاجة واحدة لمن لم يرد شراء أشياء أخرى، و زجاجة لمن يتسوق في الداخل وبالتالي لكل شخص، وقد يضيف عليها بعض المستلزمات، أشياء أخرى مخفضة هنا وهناك، لكن كما قالت امرأة تركت عربتها إنها تفضل الشراء بأسعار أغلى وفي مناخ تسوقي مريح على هذا الازدحام الممل. أتذكر العام الماضي عندما تسوقت صديقة لي مع بناتها لمدة أربع ساعات في سوبرماركت كبير، وعندما وصلت للكاشير اكتشفت ان أمامها عشرات فما كان منها إلاّ أن طلبت السلامة وغادرت تاركة كل شيء وأقسمت أن لا تتسوق إلاّ في أول يوم في رمضان. المهم في الأمر وأنا أقف مع والدتي أمام الكاشير غير المزدحم كثيراً، ارتفعت الأصوات لشخصين أحدهما يحاول الدخول عنوة قبل الطابور أمامه فقط لأنه لا يحمل سوى زجاجة فيمتو، والآخرون يمانعون ، وموظف الكاشير صامت ولكنه تدخل بقوله إنه لا مانع هو لديه زجاجة فقط، ولا ينبغي أن يتوقف لساعة، بين صورة الموظف الذي لا علاقة له بما يجري بين أشخاص يتقاتلون على النظام وتعلمه، وبين صور تلك العربات المكتظة بالأطعمة، وكأننا مقبلون على مجاعة، وبين تلك الممرات التي تساقطت الكراتين والعلب داخلها، وكأنها بقايا معارك، وتلك الوجوه الراكضة والتي تبدو وكأنها خائفة من أن غداً لن يكون هناك طعام، تغادر دون استغراب لمراسيم انتظار الشهر الكريم والتي تتكرر كل عام! رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.