سعيد السريحي أشار مدير عام التربية والتعليم بمنطقة نجران إلى أن حصة النشاط من أسس التربية والتعليم في جميع دول العالم، وأكد على أن هذه الحصة تم التساهل بقيمتها، فأصبحت غائبة، وأن طلابنا لم يأخذوا حقهم من الأنشطة، وأضاف: ومن يمارس النشاط منهم لا يمارسه وفق ميوله ورغباته، موضحا أنه يجب أن يواكب النشاط الطلابي المدرسي كافة المتغيرات العصرية والانفجار المعرفي الهائل الذي يشهده العالم، والأهم من ذلك أن يكون النشاط حصنا منيعا لوقاية أبنائنا من السلوك المنحرف والفكر الهدام وتعزيز الانتماء الوطني في نفوسهم كونهم أمانة في أعناقنا. وما قاله مدير عام التعليم عن النشاط أمر رائع، وما أشار إليه من غيابه أمر محزن، وما أكده على دوره يجعل منه مسؤولية لا ينبغي أن تعفى وزارة التربية من القيام بها، وإذا كان يحمد لمدير التربية والتعليم صراحته ووضوحه، فإن ما ذهب إليه باعتباره مسؤولا قياديا في هذا الجهاز من شأنه أن يعد اعترافا بالتقصير، وهو اعتراف لا يمكن له أن يعفي من المسؤولية، فإذا كانت التربية والتعليم تدرك قيمة النشاط على هذا النحو، فكيف أجازت لنفسها أن تفرط فيه وأن تتهاون فيما اعتبرته «حصنا منيعا لوقاية أبنائنا من السلوك المنحرف والفكر الهدام»؟ وإذا كان النشاط الذي فرطت فيه التربية والتعليم يعد حصنا من الانحراف نحو الفكر الضال، فإن التعليم نفسه هو الحصن الأكثر مناعة، غير أنه لا يمكن له أن يكون كذلك ما لم يشكل تحديا لقدرات الطلاب يستثير فيهم كل إمكانياتهم وقدراتهم ونشاطهم لمواجهته، بحيث يكون نجاحهم فيه محققا لهم نشوة النصر وفرح القدرة على التحدي. وما لم يكن التعليم على هذا النحو، وقد كان كذلك قبل أن يبتلى بأساليب التقويم المستمر أو سياسة التنجيح المستمر، إذا لم يكن التعليم تحديا، فإن ذلك من شأنه أن يغري بعض أبنائنا أن يبحثوا عن ميادين تشكل لهم تحديا تكشف عن قدراتهم وإمكاناتهم وتحقق لهم الشعور بالتفوق والنصر، فيجدوا فيما يدعو إليه دعاة الفكر الضال من جهاد ضالتهم. إن على التعليم أن يصبح جهادا ومجاهدة كما كان؛ كي يحمي أبناءنا من دعوات الجهاد الزائف وأراجيف المتشددين من فقهاء الظلام.