اتهم تنظيمُ ما يسمى أنصار الشريعة (القاعدة) في اليمن أمس الأول الجمعة، تنظيمَ ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، بشقّ صفوف المجاهدين في العالم الإسلامي، وتصدير الفتنة إلى بلاد شتى، بعد تنصيب أبو بكر البغدادي خليفةً للمسلمين. فيما أعلن التنظيم مقتل 12 من مسلحي جماعة الحوثي، إثر تفجير عبوة ناسفة استهدفت طقم لهم في محافظة البيضاء وسط اليمن. وكشفت مصادر سياسية يمنية وغربية في العاصمة صنعاء، عن مفاوضات سرية ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، في العاصمة واشنطن، بين ممثلين عن الحكومة اليمنية وآخرين عن جماعة الحوثيين المسلحة. وقالت المصادر لـ»المدينة» إن المستشار السياسي للرئيس اليمني منصور هادي، الدكتور عبدالكريم الأرياني، يمثل الحكومة في مفاوضات مع جماعة الحوثي تعقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن، فيما يمثل علي العماد عضو المكتب السياسي للحوثيين جماعة الحوثي. وأكدت المصادر أن المباحثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين تًحاط بتكتم شديد وبرعاية أمريكية في واشنطن، بهدف الوصول إلى اتفاق على أن المرحلة المقبلة تتطلب الشراكة الوطنية وتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة. وتأتي هذه المفاوضات في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة صنعاء، أمس السبت، مظاهرة للمئات للمطالبة بخروج المليشيات المسلحة الحوثية من العاصمة، وسرعة الإفراج عن معتقلي شباب الثورة. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة جامعة صنعاء، التي عرفت سابقًا بـ»ساحة التغيير» لافتات تُشدد على ضرورة إخلاء المدن من المليشيات المسلحة، كما رددوا هتافات تدعو إلى إطلاق سراح معتقلي الثورة الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 3 سنوات إبان الانتفاضة على نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكشفت مصادر حكومية في صنعاء أمس، أن جماعة الحوثي تعتزم فتح مكاتب لها في وزارات ومؤسسات حكومية عدة، ليكون لهم ممثلون فيها لفرض سلطتهم على جميع مؤسسات الدولة بشكل رسمي. وهاجمت أطقم تُقل مسلحين حوثيين الجمعة، ساحة اعتصام تابعة للحراك التهامي الكائنة أمام قلعة الحديدة التاريخية غرب البلاد، وسيطروا عليها، بعد عامين من اعتصام مؤيدين للحراك فيها. ووفقًا للمصادر فإن الحوثيين حطموا خيام ساحة الاعتصام وسيطروا عليها. كما انتزعوا الصوتيات الخاصة بمنصة الساحة، وطردوا المعتصمين. وفي تطور مشهد الجماعات الإرهابية على الساحة اليمنية، اتهم تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرًا له، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بشقّ صفوف المجاهدين في العالم الإسلامي. ودعا القيادي في التنظيم، حارث النظاري، في بيان نقلته مؤسسةُ «الملاحم الجهادية»، تنظيمَ «داعش» إلى التراجع عن فتاواه التي ألزمت بقية الفصائل الجهادية ببيعة «البغدادي»، قائلًا: إن «الدولة فاجأت الجميع بقراراتها الفردية». وفي سياق المواجهات بين مسلحي جماعة الحوثي والمسلحين القبليين، أصيب 3 أشخاص أمس السبت، في اشتباكات بين مسلحي الحوثي وقبليين بمحافظة ذمار وسط اليمن. وقال المصدر إن «مسلحين اثنين من أهالي قرية حليمة بمديرية عنس في محافظة ذمار، أصيبوا، بالإضافة إلى مسلح حوثي إثر اندلاع اشتباكات بين الطرفين». وأوضح أن الاشتباكات اندلعت بسبب خلافات بين الطرفين إثر محاولة الحوثيين التوسع في القرية بقوة السلاح. إلى ذلك، أعلنت قوى في الحراك الجنوبي في اليمن، المطالبة بالانفصال، أمس السبت تدشين «مرحلة تصعيدية»، وصولًا إلى 30 نوفمبر الجاري الذي يصادف احتفال الجنوب برحيل الاحتلال البريطاني عام 1967. وحسب بيان الهيئة الإشرافية للمعتصمين في ساحة العروض بعدن (جنوب البلاد)، التابعة لقوى الحراك يشمل التصعيد: وقفات احتجاجية، وعصيانًا مدنيًا، وإغلاق المنافذ الحدودية السابقة بين الشمال والجنوب قبل تحقيق الوحدة بينهما عام 1990. وكانت الهيئة الإشرافية للمعتصمين في ساحة العروض بعدن أمهلت الحكومة اليمنية حتى نهاية نوفمبر لسحب جنودها وموظفيها من الجنوب، كما طالبت جميع الشركات الأجنبية العاملة في استخراج النفط في جنوب اليمن بوقف عملياتها بشكل فوري، في أعقاب مظاهرات حاشدة منتصف الشهر الماضي للمطالبة باستقلال الجنوب. وقال بيان للهيئة، في حينه، «دولة اليمن الجنوبية عائدة، ولن يتمكن أحد من إيقافنا». المزيد من الصور :