متى تتم إماطة اللثام عن (المُجرم الحقيقي) المُتسبب في وقوع ضحايا (الفتحات القاتلة)؟! من المُخجل أن نكتفي بدور (المُتفرِّج)، و(المُتألم) مما حدث، فنحن بحاجة لتحرك سريع، وفعّال على (ثلاثة مسارات) مهمة, أولها مُطاردة المُتسببين، والمُقصّرين، والخائنين للأمانة من (الشركات والمسؤولين) لتقديمهم للمُحاسبة والمُحاكمة، والمسار الثاني هو التحرك نحو مُعالجة سريعة، وعاجلة لما بقي من هذه (المصائد) المُتربصة بالأبرياء في كل مكان، والثالث ضرورة تغيير طريقة التعامل مع هكذا حوادث من قبل فرق إنقاذ الدفاع المدني - الذي يدفع بكل تأكيد - ضريبة تقصير جهات أخرى، خصوصاً مع (فشل) جهود الإنقاذ والتدخل في معظم الحالات! هل يحتاج الدفاع المدني (شجاعة) أكثر من مواجهة النار، ليعترف أن هناك خللاً في (مكان ما)؟! عليه مشكوراً أن يتحمّلنا قليلاً، فهو الجهة المسؤولة أمامنا عن التدخل عند وقوع مثل هذه الحوادث، والملجأ - بعد الله - لكل منكوب، نقدّر جهود رجاله المُخلصين، وكلنا ثقة أنهم لن يتأخروا عن الإنقاذ - بقدر المستطاع - ولكن الأمنيات (شيء) والواقع (شيء آخر)، فهو بحاجة لخطوات عملية وجادة، فبقراءة بسيطة لمُجمل ما يقوم به - الدفاع المدني - عند وقوع هذه الحوادث، نكتشف أننا في حاجة لمزيد من (التدريب) و(التأهيل) وربما (المعدات) المتخصصة، وبالمناسبة هذا لا يقلّل من جهود الإنقاذ في بعض الحالات، ولا ننكر ذلك، فنحن نذكر أنه في (الباحة) مثلاً، تم إنقاذ مصري سقط في بئر في (إبريل الماضي)، وفي أكتوبر تم إنقاذ (شاب) سقط في بئر في (رنية)، وفي المزاحمية، وغيرها هناك عمليات (إنقاذ ناجحة)، ولكن قدر الدفاع المدني أن ما يعلق في ذاكرتنا هو (وفاة أبرياء) وفشل جهود (الإنقاذ)؟! أنا هنا أكتب من غيرة، و(حسرة) لسقوط أبرياء، فرغم قناعتي بأن (الدفاع المدني) يتحمّل (غضب المجتمع) عند ولادة أي (كارثة مفاجأة) نيابة عن المقصّر و(المُتسبب الحقيقي) بوقوعها، إلا أن الأمل يحدونا بأن يكون هذا الجهاز أكثر (احترافية، وتطوراً) لنواجه سوياً نتائج وجود (فاسدين) لم تطلهم أيدي المُحاسبة بعد! هل يحتاج الأمر إلى (توعيه مُجتمعية) للخطوات المطلوبة عند وقوع مثل هذه الحوادث؟ أم يحتاج لمزيد من (الإمكانات البشرية والآلية) للمواجهة؟ أم أن الدفاع المدني في حاجة شراكة مع (جهات آخري)؟! في كل الأحوال لا نستطيع (التصفيق) لنجاح جهود الدفاع المدني في الإنقاذ، مع سقوط ضحايا في مكان آخر! وعلى دروب الخير نلتقي.